06/07/2017 - 11:58

تونس: مطالبات بإلغاء عرض لكوميدي مناصر للصهيونية بمهرجان قرطاج

أثار عرض مرتقب للممثل الكوميدي اليهودي الفرنسي من أصل تونسي، ميشال بوجناح، في 19 تموز/ يوليو الحالي ضمن عروض الدورة الثالثة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي، جدلا واسعا في تونس بعد موجة رفض ودعوات لإلغائه بسبب مواقف الفنان المناصرة لإسرائيل

تونس: مطالبات بإلغاء عرض لكوميدي مناصر للصهيونية بمهرجان قرطاج

ميشال بوجناح

أثار عرض مرتقب للممثل الكوميدي اليهودي الفرنسي من أصل تونسي، ميشال بوجناح، في 19 تموز/ يوليو الحالي ضمن عروض الدورة الثالثة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي، جدلا واسعا في تونس بعد موجة رفض ودعوات لإلغائه بسبب مواقف الفنان المناصرة لإسرائيل والصهيونية.

وفور إعلان برنامج الدورة الجديدة، تفجرت موجة رفض كبيرة في تونس حيث بادر ناشطون بتوجيه رسالة مفتوحة إلى وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، يطالبون فيها بإلغاء العرض لأن الفنان لا يخفي مناصرته لإسرائيل والصهيونية.

وميشال بوجناح من مواليد الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 1952 في تونس ودرس سنواته الأولى بها قبل أن يهاجر في سن الحادية عشر مع أسرته عام 1963 إلى فرنسا ضمن موجه هجرة اليهود إلى أوروبا. وبوجناح مخرج وممثل كوميدي تناول في أعماله عديد الموضوعات من بينها أوضاع اليهود التونسيين المهاجرين في أوروبا.

ودعت حملة مناهضة الصهيونية في تونس وزير الثقافة إلى منع العرض المبرمج ضمن فعاليات مهرجان قرطاج معتبرة أن المهرجان لا يجب أن يكون واجهة للتطبيع مع الصهيونية.

مضيفة أن "بوجناح هو أبرز الوجوه الصهيونية التي لا ترى أي حرج في دعم إسرائيل وقادتها". ودعت إلى "عدم فسح المجال له لكي يمارس حربه الدعائية فوق أحد أعظم مسارحنا ومعالمنا الثقافية والتاريخية، الأمر الذي سيتيح له أيضا الولوج إلى شاشات التونسيين".

ولم ينتظر مدير المهرجان، مختار الرصاع، كثيرا ليعلق على موجة الرفض حيث قال في تصريحات للإعلاميين "بوجناح تونسي من أصل يهودي لم يضر تونس أبدا ولم يهاجمها في تصريحاته".

وأضاف أنه يتعامل مع بوجناح كفنان تونسي لا يفوت فرصة الدفاع عن بلاده في كل المنابر التي تتاح له. ودعا إلى عدم تضخيم المسألة لأن مثل هذه الأمور لا تخدم مصلحة وصورة تونس.

ولم يهدأ الجدل عقب تصريحات الرصاع بل احتد نسقه بعد أن انضم "الاتحاد العام للشغل"، ذو التأثير القوي، إلى الرافضين لإقامة عرض بوجناح. ودعا الاتحاد في بيان إلى "إلغاء عرض الكوميدي ميشال بوجناح لا باعتبار ديانته اليهودية ولكن لمواقفه الصهيونية ومناصرته لكيان عنصري فاشي فضلا عن خواء المضامين التي يقدمها".

كما طالب الحزب الجمهوري وزارة الشؤون الثقافية بإلغاء حفل ميشال بوجناح قائلا إن هذا الفنان "لا يمكن أن تشفع له أصوله التونسية ولا ديانته اليهودية للتغطية أو التستر عن ميولاته الداعمة لجيش الاحتلال وجرائمه في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني" وفق نص البيان.

وتأتي المطالبة بإلغاء هذا العرض بحسب بيان الحزب ، "استنادا إلى المواقف الثابتة للشعب التونسي في دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال ورفضه لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وأضاف الحزب، في بيانه الممضى من قبل أمينه العام عصام الشابي، أن رفض بوجناح يعود إلى "مواقفه الداعمة لجيش الاحتلال الصهيوني وتمجيده لمجرمي الحرب من قادة العصابات الصهيونية، والتي عبر عنها باستمرار ميشال بوجناح"، بحسب نص البيان.

ولئن نأت وزارة الثقافة بنفسها عن التدخل في مضامين المهرجانات فإنها تركت الباب مفتوحا أمام إمكانية تعديل العرض مع احتدام الجدل. وقالت في بيان، أمس الأربعاء، إنه "اعتبارا لحساسية الموضوع واتخاذه مسارا سياسيا خرج عن سياقه الثقافي، فإنها ستقوم بالمشاورات المتصلة بالأطراف ذات العلاقة وذلك في نطاق مبدأ التشاور والتشاركية في أخذ القرار انسجاما مع المصلحة العليا الوطنية التي تعلو فوق كل اعتبار".

وذكّرت وزارة الشؤون الثقافية بأن "مناصرة القضية الفلسطينية تعد من ثوابت السياسات التونسية بما فيها الثقافية ولم تدخر وزارة الشؤون الثقافية أي جهد لمزيد دعم التعاون الثنائي بين تونس وفلسطين والتأكيد على حضور المثقفين والمبدعين الفلسطينيين للمشاركة في أغلب التظاهرات التي تنظمها الوزارة"، وأشار البيان إلى أن هذه المسألة كانت محور اللقاء الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي بين وزير الشؤون الثقافية وسفير فلسطين بتونس.

وتقام الدورة الجديدة للمهرجان في الفترة من 13 تموز/ يوليو إلى 19 آب/ أغسطس بمشاركة عدد من نجوم الغناء والمسرح العربي فيما ستشكل العروض المحلية نصف أنشطة الحدث الفني. ويفتتح المهرجان بعرض للموسيقي التونسي الشاذلي القرفي بعنوان "ستون سنة من الموسيقى التونسية" بمشاركة الفنانين التونسيين عدنان الشواشي وسلاف ومحمد الجبالي وأسماء بن أحمد ونور الدين الباجي.

 

التعليقات