20/08/2017 - 17:08

بين حق المُقعَد والمَقْعد...

قامت الشرطة مساء الأحد الأسبق، بقمع مظاهرة للمقعدين بوحشية، ورأينا كيف تعاملت الشرطة معهم بوحشية على مقاعدهم المتحركة، وإذا كان هكذا تعاملها مع المقعدين فلكم أن تتصورا تعاملها مع الأصحاء مثلا، وخصوصًا إذا كانوا من العرب وتظاهروا في قضية سياسية.

بين حق المُقعَد والمَقْعد...

قامت الشرطة مساء الأحد الأسبق، بقمع مظاهرة للمقعدين بوحشية، ورأينا كيف تعاملت الشرطة معهم بوحشية على مقاعدهم المتحركة، وإذا كان هكذا تعاملها مع المقعدين فلكم أن تتصورا تعاملها مع الأصحاء مثلا، وخصوصًا إذا كانوا من العرب وتظاهروا في قضية سياسية.

المقعدون طالبوا بالحصول على الحد الأدنى من الأجور، فهم يتقاضون حوالي 2350 شيكل شهريًا، وهو مبلغ لا يمكن أن يفي بحاجة فرد واحد لشهر، وذلك بسبب غلاء المعيشة الذي يعرفه الجميع، والأنكى، بل والأقذر، أن مجلس الحكومة المصغر لم يجد ما يثبت أن هذا المبلغ لا يكفي للمُقعد، علمًا أن احتياجات المُقعد أكثر بكثير من احتياجات الإنسان العادي المعافى.

مطلب المُقعدين عادل، وعلى الجميع واجب الوقوف إلى جانب هذه الشريحة الاجتماعية الضعيفة، فالأسر التي فيها مُقعد، تضطر لأن تكمل له احتياجاته من دخلها، صحيح أن هناك تخفيضات خاصة للمقعدين في بعض المجالات، مثل المواصلات العامة أو ضريبة الدخل وفي حساب الهاتف إذا كانت إعاقته فوق الـ74%، ولكن هذا لا يكفي ولا يمنحهم الأمن الاقتصادي ويبقيهم في دائرة الفقر المدقع والحاجة إلى الآخرين، المقعدون ليسوا أولئك الكسالى الذين يريدون الكسب دون عمل، بل إن لهم ظروفهم الخاصة، قد تكون منذ الولادة أو بعدها.

مؤسسة التأمين الوطني أغنى مؤسسة في إسرائيل، حتى أنها تمنح قروضًا للحكومة وللوزارات كالأمن مثلا، وفي رصيدها عشرات المليارات المخزونة، هذه المليارات جُمعت من الناس ومن ذوي وأسر هؤلاء المقعدين ومن جميع المواطنين وليس من الوزراء ولا من أعضاء الكنيست، من حق المُقعد أن يحصل على ما يكفيه كي لا يكون عبئًا على أسرته.

عندما ننظر إلى رأس المال المتوحش نرى أن رواتب بعضهم تصل إلى خمسين ضعفًا وأكثر من راتب الحد الأدنى، وما يصرفه وزير واحد على الهاتف والضيافة بموجب مَقْعَده أكثر من راتب المُقعد كله، وراتب صاحب المَقعد في الكنيست يصل إلى عشرين ضعفًا من راتب المُقعد، فلماذا يستكثرون الحد الأدنى من الأجور على المقعد.

إلى جانب قضايانا السياسية وقضية مَقْعدنا الفضيحة في الكنيست، الذي يحاول البعض "لطشه" من أصحابه الشرعيين، واجبنا أن نقف أيضا مع هذه الشريحة ورفع قضيتها كواجب أخلاقي ووطني، فهذا يمنح مطالبنا العامة شرعية أكثر، إضافة إلى أن مجتمعنا العربي يضم شريحة كبيرة من هؤلاء الناس، وبما أن مجتمعنا العربي أكثر فقرًا من المجتمع اليهودي للأسباب التي نعرفها، فهذا يعني أن معاناة المُقعد وذويه عندنا أكبر وأكبر، يجب أن نرفع صوتنا الشعبي والرسمي، ولا بأس من تنظيم نشاطات داعمة لهذه الشريحة مثل الوقفات الاحتجاجية أو نشاط قطري في مدينة عربية مثل الناصرة، نلفت الأنظار إلى هذه القضية بصورة أقوى، ونؤكد لهذه الشريحة الاجتماعية أنها في حيز اهتمامنا وليست أمرًا هامشيًا ممكن تجاوزه أو الإغماض عنه، فهم أهلنا وأخوتنا وأصدقاؤنا وجزء لا يتجزأ من مجتمعنا.

 

التعليقات