أشعل إعلان رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، من الرياض، اليوم السبت، استقالته من منصبه، تراشقا في التصريحات بين الرياض، المتماهية مع موقف رئيس الحكومة المستقيل، وطهران الداعم الأول والأبرز لحزب الله اللبناني، غريم الحريري السياسي.
ففي تغريدة له عبر "تويتر"، قال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، "أيدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر"، في تأكيد لتصريح مشابه ورد في خطاب استقالة الحريري ضد إيران وحزب الله.
ايدي الغدر والعدوان يجب ان تبتر
— ثامر السبهان (@thamersas) November 4, 2017
والثلاثاء الماضي، التقى الحريري والسبهان في الرياض، بعد يومين من تصريحات للأخير أعرب فيها عن "استغرابه" إزاء "صمت الحكومة اللبنانية تجاه ممارسات حزب الله".
من جانبه، اعتبر مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام، اليوم السبت، أن الاستقالة "جاءت بترتيب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من أجل توتير الوضع في لبنان والمنطقة".
وأضاف، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية، أن الاستقالة "قرار سعودي واضح لمواجهة حزب الله".
اجتماع طويل مع معالي الصديق ثامر السبهان pic.twitter.com/vDCnsKuzHs
— Saad Hariri (@saadhariri) October 31, 2017
وتابع: "نتمنى لو أن الحريري احترم عزة الشعب اللبناني، وحافظ عليها، بتقديم استقالته من لبنان، وليس من دولة أخرى".
وشدد على أن "استقالة الحريري جاءت بترتيب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من أجل توتير الوضع في لبنان والمنطقة".
نبض الشبكة
وانعكس هذا التباين على نبض شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اعبر البعض أن موقف الحريري طبيعي ومتوقع في ظل الاحتقان السياسي في الساحة اللبنانية، وبسط إيران نفوذها، خصوصا بعد وصول الجنرال ميشال عون، الحليف السياسي لحزب الله في لبنان.
بصراحة فان لبنان اكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الاعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة .كنت وسابقى من دعاة الحوار بين السعودية وايران pic.twitter.com/0A34VV2PFC
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) November 4, 2017
غير أن البعض الآخر اعتبر أن موقف الحريري مهين، إذ كيف لرئيس حكومة أن يقدم استقالته من الخارج، دون أن يتم الطعن في استقلالية قراره؟ وتساءل البعض حول ما خفي من أسباب دفعت الحريري إلى استخدام لهجة تصعيدية.
كما دخل البعض حالة من التخبط حول الأنباء التي تم تداولها عبر "تويتر" و"فيسبوك"، حول محاولة اغتيال كاد الحريري أن يتعرض لها لولا أن أحبطها الأمن اللبناني، لمح إليها الحريري في بيان استقالته بالقول "لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي". الأمر الذي نفته مديرية قوى الأمن الداخلي في لبنان جملة وتفصيلا.
بدوره، غرّد مدير التلفزيون العربي، عباس ناصر، على "تويتر"، بالقول: "الاستقالة قد تصبح تفصيلا، إذا ما قورنت بالبيان المعلن لها. قطع أيادي، وصد مشاريع. السعودية كأنها تعلن حربا، أو تستشرفها".
الاستقالة قد تصبح تفصيلا، اذا ما قورنت بالبيان المعلن لها.
— ABBAS NASSER (@abbashnasser) November 4, 2017
قطع أيادي، وصد مشاريع.
السعودية كأنها تعلن حربا، او تستشرفها.
في حين استحضر الزميل الصحافي، مجيد قضماني، قصيدة الشاعر العراقي أحمد مطر، دود الخل، وكتب على فيسبوك يقول: "لا تشبه يا سعد الحريري في ما سوقته اليوم لتفسير "استقالتك" إلا محمد بن سلمان وما سوقه قبل 5 أشهر لتفسير حملته ضد "قطر"... وما أشبهكما "الآن" بما دائما "تضمره" تل أبيب!".
وتابع القضماني أنه "لكن لا إسرائيل ولا إيران، سيتضرران من بقائنا "كعرب" أسرى عقمنا وعجزنا بينما يواصل "هما" البناء على حساب حاضرنا ومستقبلنا .. ودائمًا ما أمرّها المآساة عندما يكون "دود خلها" منها وفيها..!".
بينما أشار الأكاديمي أسعد أبو خليل إلى تبعية قرار الحريري للإرادة السعودية، وغرد على "تويتر" ساخرًا: "ثم قال السبهان للحريري: وقد تعرّضتَ أنتَ لمحاولة اغتيال. فسأله الحريري: وهل أصبتُ بجروح؟".
ثم قال السبهان للحريري: وقد تعرّضتَ أنتَ لمحاولة اغتيال. فسأله الحريري: وهل أصبتُ بجروح؟
— asad abukhalil (@asadabukhalil) November 4, 2017
وأعلن الحريري استقالته المسبّبة في خطاب متلفز من السعودية، وأرجعها إلى مساعي إيران "خطف لبنان"، وفرض "الوصاية" عليه، بعد تمكن "حزب الله فرض أمر واقع بقوة سلاحه".
اقرأ/ي أيضًا | الأمن اللبناني: ليس لدينا معطيات حول محاولة لاغتيال الحريري
التعليقات