30/11/2017 - 19:09

انتحار برالياك يحتل العناوين في البلقان

انتقدت الصحف الكرواتية قرارات محكمة الجنايات الدولية بسجن 6 ضباط كروات شاركوا في الحرب البوسنية، وأبرزت نبأ انتحار برالياك الذي تناول السم عقب سماع الحكم، في صدر صفحاتها الأولى.

انتحار برالياك يحتل العناوين في البلقان

برالياك يتجرع السم في المحكمة (تصوير شاشة)

أولت الصحف الكرواتية والبوسنية في أعدادها الصادرة اليوم الخميس، اهتماما كبيرا بحادثة انتحار الجنرال الكرواتي السابق، سلوبودان برالياك، أمس الأربعاء، داخل قاعة محكمة الجنايات الدولية ليوغسلافيا السابقة، على خلفية المصادقة على قرار سجنه 20 عاما، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء الحرب البوسنية مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وانتقدت الصحف الكرواتية قرارات محكمة الجنايات الدولية بسجن 6 ضباط كروات شاركوا في الحرب البوسنية، وأبرزت نبأ انتحار برالياك الذي تناول السم عقب سماع الحكم، في صدر صفحاتها الأولى.

وعنونت صحيفة "جوتارني" خبرها بعبارة "النهاية المخيفة لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي"، وأوضحت في فحوى خبرها أن برالياك انتحر لأنه "لن يتحمل العيش والتأقلم مع هذا الحكم".

ووضعت صحيفة "ليست" صورة الجنرال الكرواتي المنتحر في صفحتها الاولى، وكتبت تحتها نقلا عن لسان برالياك "لست مذنبا". وقدمت "ليست" في خبرها، تحليلا عن مسيرة محاكمة الضباط الكروات الستة.

أما الصحف الصادرة في البوسنة والهرسك، فقد ركزت على الأحكام الصادرة بحق الضباط الكروات، أكثر من تركيزها على حادثة انتحار برالياك داخل قاعة المحكمة.

وفي هذا السياق نقلت صحيفة "نفني أواز" قرارات المحكمة لقرائها، وأوضحت في خبرها أن محكمة الجنايات الدولية صادقت على قرار حبس الضباط الستة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الضباط الستة المحكومين، كانوا على تواصل مع القيادة الكرواتية في زمن الحرب، وكانوا يتخذون قراراتهم بعد التشاور مع حكومة بلادهم.

من جانبها نقلت صحيفة "أوسلوبودزيني" أحداث المحاكمة لقرائها تحت عنوان "المصادقة على الجرائم وانتحار برالياك"، ولفتت بأن قرار محكمة الجنايات أحدث انقساما في مدينة موستار التي يقطنها البوسنيون والكروات.

واستعرضت الصحيفة في معرض سردها لأحداث المحاكمة، ردود أفعال البوسنيين الممتنين لقرار المحكمة، والكروات الرافضين له.

وخلال جلسة أمس، حكمت المحكمة الجنائية الدولية، على رئيس الوزراء السابق لما يسمى بجمهورية كروات البوسنة والهرسك، الرئيس السابق لمجلس الدفاع الكرواتي في البوسنة والهرسك، جادرانكو برليتش، بالسجن 25 عامًا.

وقضت المحكمة المذكورة بالسجن 20 عامًا بحق وزير الدفاع السابق لكروات البوسنة والهرسك، برونو ستويتش، و20 عامًا ضد الجنرال السابق في قوات كروات البوسنة، سلوبودان برالياك، و20 عاما بحق نائبه، ميليفوي بيتكوفيتش.

كما حكمت بالسجن 16 عامًا على قائدة وحدة الشرطة في مجلس الدفاع الكرواتي، فالنتين كوريك، و10 أعوام بحق المسؤول عن تبادل الأسرى، بيريسلاف بوسيتش.

وأدانت المحكمة المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهاك القوانين وأعراف الحرب، بالإضافة إلى خرق اتفاقيات جنيف، خلال حرب البوسنة (ما بين آذار/ مارس 1992 وتشرين الثاني/ نوفمبر 1995).

وفور سماعه قرار المحكمة، صرخ برالياك بصوت مرتفع قائلًا "سلوبودان برالياك ليس مجرم حرب"، وسرعان ما شرب بعدها مادة سامة أدت إلى وفاته.

وبدأت حرب البوسنة في 1992، وشهدت ارتكاب القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، كما تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.

وانتهت الحرب في 1995، بتوقيع اتفاقية "دايتون" للسلام التي وقعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك، لتنهي 3 سنواتٍ من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة.

ودخلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، مدينة سربرنيتشا، في 11 تموز/ يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عامًا.

 

التعليقات