11/03/2018 - 10:47

مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي يميلون إلى مشاركة الأخبار الزائفة

أجرى ثلاث باحثين من "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا"، دراسة علمية نُشرت في مجلة "ساينس"العلمية، وخلصت إلى أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يميلون إلى مشاركة الأخبار الزائفة على نحو أوسع وأسرع، مقارنة بالأخبار الحقيقية والوقائع، وتحديدا موقع "تويتر".

مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي يميلون إلى مشاركة الأخبار الزائفة

أرشيفية

أجرى ثلاثة باحثين من "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا"، دراسة علمية نُشرت في مجلة "ساينس"العلمية، وخلصت إلى أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يميلون إلى مشاركة الأخبار الزائفة على نحو أوسع وأسرع، مقارنة بالأخبار الحقيقية والوقائع، وتحديدا موقع "تويتر".

وتوصلت الدراسة إلى نتيجة شكلت صدمة لدى المؤسسات الإعلامية والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أكدت أن الأخبار الزائفة انتشرت بشكل سريع وأعمق وأوسع نطاقا مقارنة بالأخبار الصحيحة، في فئة المعلومات كافة.

واعتمد الباحثون على تحليل بيانات من "تويتر"، أكثر من 125 ألف قصة أُعيد تغريدها نحو 4.5 ملايين مرة، وصُنفت كلها كأخبار زائفة أو صحيحة على يد مؤسسة على الأقل من إجمالي 6 منظمات مستقلة للتحقق من الأخبار.

ولفت الباحثون إلى أن نتائج هذا السلوك كانت أكثر وضوحا عند مشاركة الأخبار الزائفة في مجال السياسة، مقارنة بأخبار الكوارث الطبيعية والعلوم والأساطير المدنية والمعلومات المالية.

وجاء في الدراسة أن "الحقيقة احتاجت وقتا أكثر بـ6 مرات للوصول إلى 1500 شخص مقارنة بالأخبار الكاذبة". كما أن الأخبار الزائفة لديها قابلية إعادة التغريد بنسبة 70 في المئة أكثر من الأخبار الصحيحة على موقع "تويتر".

وتكهن الباحثون بأن الحقائق تحتاج إلى وقت أطول للوصول إلى المستخدمين لأنها لا تلبي رغبة المتابعين في الإبداع.

إذ إن الأخبار الحقيقية متشابهة إلى حد كبير، بينما الأخبار الزائفة تحمل عنصرَي المفاجأة والتسلية. وافترضوا أنه "حين تكون الأخبار جديدة أو غير مألوفة فإنها لا تحمل عنصر المفاجأة فحسب، بل تعدّ أكثر قيمة، من منظور نظري للمعلومات "كونها توفر المساعدة الكبرى في عملية صنع القرار"، ومن ومنظور اجتماعي "كونها تنقل الوضع الاجتماعي على يد شخص مطلع ولديه مصادر فريدة داخلية".

والملاحظة الأكثر إثارة للقلق في الدراسة المذكورة تتمثل في حقيقة أن الأخبار الزائفة تنتشر بالمعدل والنطاق نفسه عند إزالة الحسابات الآلية "بوتس" من مجموعة البيانات، ما يعني أن البشر لا يحتاجون حقيقة إلى الذكاء الاصطناعي لنشر الأخبار الزائفة. كما أن العناصر الأهم في عملية نشر الأخبار الزائفة ليسوا بالضرورة شخصيات عامة شهيرة تمّ التحقق من حساباتها على "تويتر"، أو أولئك الذين يملكون عددا كبيرا من المتابعين، بل إن أشخاصا أقل شهرة ويتبعهم عدد أقل من المستخدمين لديهم القدرة على إحداث مثل هذا التغيير والمساهمة في نشر الأخبار الزائفة على أوسع نطاق.

وبالتالي، أكدت الدراسة أن "السلوك البشري يساهم بشكل أكبر في انتشار الأخبار الزائفة مقارنة بالحسابات الآلية".

وأشاد علماء السياسة والباحثون في وسائل الإعلام الاجتماعية بالدراسة، قائلين إنها أعطت نظرة أوسع وأقوى على مشكلة الأخبار الوهمية على الشبكات الاجتماعية، رغم أن البعض ناقشوا ما توصلت إليه من نتائج حول الحسابات الآلية وشككوا في تعريفها للأخبار.

وما يميز هذه الدراسة تحديدا عن دراسات أخرى، تطرقها إلى القضية نفسها معتمدة نطاقا أوسع للبحث، مقارنة ببحوث سابقة ركزت على انتشار الأكاذيب والشائعات بعد حدث معين، أي أنها غطت تقريبا مراحل عمر "تويتر" كلها: كل جزء من الأخبار المثيرة التي انتشرت على الموقع من أيلول عام 2006 وصولا إلى كانون الأول عام 2016.

 

التعليقات