21/03/2018 - 12:00

"زعل" السيسي من خوف الشارع

وشمل الشريط إجابات "عشوائية"، دون أظهار أسألة المذيعة، لأشخاص مختلفين عبروا فيها عن حال مصر من وجهة نظرهم، وشددوا فيها على عدّة مواضيع، منها غلاء الأسعار والقمع والخوف وتقييمهم للسيسي ودور الجيش في الحياة المدنية وأشياء أخرى.

(تويتر)

وضّح المصريون مخاوفهم وانتقاداتهم للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في 10 دقائق من شريط مصوّر وممنتج يروّج للسيسي المقبل على انتخابات رئاسية في الأيام القليلة القادمة.

وجاء ذلك ضمن مقابلة مع السيسي قامت بها مذيعة مصرية وبثها التليفزيون المصري الرسمي، أمس الثلاثاء، تعرض فيها أمامه الشريط المسجّل مع خلفية موسيقيّة، منوهّة له أنّها تعرض الفيديو لتريه نبض الشراع دون أن تحاول "إزالة شيء" منه، وأضافت حين علّق السيسي أنّه "لن يحزن" منها لعرض الشريط، أنه "ليس هناك فيه (الشريط المصور) كوارث، لكن فيه آراء الناس الآن".

وشمل الشريط إجابات "عشوائية"، دون أظهار أسألة المذيعة، لأشخاص مختلفين عبروا فيها عن حال مصر من وجهة نظرهم، وشددوا فيها على عدّة مواضيع، منها غلاء الأسعار والقمع والخوف وتقييمهم للسيسي ودور الجيش في الحياة المدنية وأشياء أخرى.

ورغم أنّ الآراء كانت عبارة عن مقتطفات صغيرة من الواضح أنه تم اجتزاء الكثير منها، لكنّ ما يميّزها ربما، عرضها على التلفزيون الرسمي في وقت تنتقد فيه عدّة مؤسسات حقوق إنسان عالمية تجييش قنوات الإعلام المصري لدعم السيسي، دون عرض الرأي الآخر، بالإضافة إلى موجة الاعتقالات والترهيب والتضييق على الحريات، وحرية التعبير عن الرأي بشكل خاص.

ويستعرض لكم عرب 48 بعض المواقف والآراء لمواطنين مصريين انتقدوا طريقة حكم البلاد في هذا الشريط:

قال رجل مسن في الشارع حول سؤاله عن رأيه بما يحصل في البلاد: " نحن من المفروض ألا نتكلم لأن وقت الكلام قد انتهى"، ثمّ سأل المذيعة " أي تلفزيون تمثلين؟"، وأضاف في نبرة تحذيرية للمذيعة حين قالت له أن القناة مصرية، " إذًا من المفضل ألا تتحدثي، حتى لا يحصل أمر ما".

وسأل شاب في القطار مشيرًا للخوف المتفشي في البلاد: "هل يؤدي ذلك للاعتقال؟"، وأضاف مسن بالقطار في نفس السياق : "ابتعدي عني أرجوك"، فيما قال شاب في الشارع حين سؤل عن رأيه في السيسي كما يبدو: " عن الرئيس؟ لا لن يتكلم أحد ".

وقال شاب آخر في الشارع: " لا أعلم، لا أريد الإجابة على ذلك"، وقال آخر " هناك حدود تلزمنا أن نتكلم في نطاقها"، فيما قال شخص آخر تشديدًا على رأيه في الحالة المصرية "لقد تعبنا".

وأجابت شابة تبدو أنها في مقتبل العمر بعد سؤالها كما يبدو عن رأيها في السيسي: "ليس من المفترض أن أقول له (السيسي) أي شيء، هو من عليه أن يفعل من نفسه".

وقال شاب في الشارع: " هناك أشخاص تعيش طوال حياتها ظنًا أن حقوقهم التي من المفترض أن تكون أساسية، هي عبارة عن أحلام لن تتحقق".

فيما علّق شاب عن موضوع غلاء الأسعار قائلًا " كنت أدير منزلي بـ 400 جنيه، أما الآن فأنا استصعب إدارته بـ 2000 جنيه"، فيما أضاف شاب آخر يقف بجانبه: " هذا الشاب لا يستطيع أن يعشي بـ 2000 جنيه، فما بالك فيمن يحصل على 800 جنيه فقط" في إشارة إلى نفسه.

فيما أجاب رجل في منتصف العمر على سؤال يتعلّق بغلاء الأسعار أيضًا كما يبدو، " والله العظيم، الناس تحصل على رغيف الخبز بالقوة، وقولي هذا الكلام لرئيس الجمهورية، وإن أردت أخذ رقم بطاقة هويّتي، فخذيه"، في إشارة إلى أنّه لم يعد خائف من العواقب.

وانتقدت سيدة من داخل سيارة فاخرة سيطرة الجيش على النشاط الاقتصادي في البلاد قائلة: "لا أرى أن النظام العسكري يدرس الأمور بشكل علمي بقدر ما يرى النواحي الأمنية أكثر (..). البلد تحتاج علماء وفرق عمل على ملفات".

واتفق معها شاب قائلا: "أشعر أن الجيش دولة بمفرده، نعم هو من البلد والشعب، لكن لا أفضل. هم ليسوا متخصصين في الاقتصاد، ونحن لدينا مشاكل اقتصادية".

فيما قالت فتاة تبدو جامعية في تقييمها للسنين الأربع من حكم السيسي، بحدة: "يرددون إنجازات وإنجازات (...) ولا أرى أن هذه الإنجازات تعني للمواطنين في شيء".

 

التعليقات