28/03/2018 - 08:46

"العاق وليد الشريف": أيقونة الانتخابات المصرية والأخبار الزائفة

صحيح أن الصورة كانت مفبركة، لكنها لم تكن لتنتشر بهذه السرعة والكثافة لو لم تكن معبرة عن رأي قسم كبير من المواطنين العرب في مختلف الدول العربية التي تعاني الظلم والقهر والقمع، خاصة بكل ما يتعلق بالحريات الانتخابية

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس الثلاثاء، صورة لافتة علقت أمام أحد المنازل في مصر، كتب عليها "عائلة الشريف ما عدا العاق وليد الشريف يؤيدون ويبايعون بكل الحب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة. الجيش المصري درع الوطن وسيفه"، ولم تمض ساعات حتى باتت هذه الصورة الأكثر تداولًا في مصر وكثير من دول العالم العربي، ليتبين لاحقًا أنها مجرد مزحة وأن الصورة كانت مفبركة على برنامج "فوتوشوب".

وكتب محمد الشريف على حسابه على فيسبوك: "أنا لما عملت الصوره دى كنت بهزر مع أخويا مش أكتر... ومكنتش أعرف إنها هتنتشر بالغباء دا وتوصل إنها تبقى التريند الأول في مصر بس إلي حصل دا يدل إننا شعب غلبان نصه بيتعاطف مع أي حد .. والنص التانى بيظيط في الظيطه.. وفي النهايه الشعب كله بيجامل وليد".

صحيح أن الصورة كانت مفبركة، لكنها لم تكن لتنتشر بهذه السرعة والكثافة لو لم تكن معبرة عن رأي قسم كبير من المواطنين العرب في مختلف الدول العربية التي تعاني الظلم والقهر والقمع، خاصة بكل ما يتعلق بالحريات الانتخابية، والتي أراد المعلقون الإشارة إليها عبر مشاركة الصورة وانتقاد مثل هذه الظواهر والتأييد الأعمى للزعيم، لا سيما في حال كان من المؤسسة العسكرية، حتى لو كان الثمن البراءة من قريب أو ابن.

ولم تنته الحكاية مع توضيح الأخ، بل استمرت السخرية من الحملات الداعمة للجنرال السيسي واشتقت كثير منها من الصورة، حتى بات "العاق وليد الشريف" أشهر ناخب في مصر، إذ صممت صورة جديدة على شكل بيان اعتذار وتبرير من قبل وليد الشريف "الافتراضي"، ووجهت للرئيس السيسي.

وقام آخر بنشر الصورة الأصلية والثانية المركبة ونشر تغريدة من حساب باسم وليد الشريف، مرفقًا صورة تحمل البصمة الشهيرة لمن يقوم بالعملية الانتخابية، وكتب فوقهم "عاوزين يوقعونا ببعض يا ريس".

في نهاية المطاف، أظهرت صورة وليد الشريف عددًا من العيوب في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أهمها إمكانية انتشار الأخبار الكاذبة بسرعة لمجرد أنها توافق رأي الأغلبية أو عددًا كبيرًا من الناس، وكذلك عدم التأكد من مصادر الأخبار أو الصور قبل نشرها، وهذه أخطر من الأولى بسبب مساهمتها في النشر والتأثير على نطاق أوسع.

 

التعليقات