02/04/2018 - 16:14

قناة "أورينت" تقابل دانون للترويج للسياسات الإسرائيلية

سعى دانون إلى ترويج الدعاية الصهيونية والإسرائيلية، وتصوير إسرائيل كدولة مثالية تحافظ على حقوق الإنسان. وسمحت له "أورينت" بأن يتحدث بحرية من دون أن تطرح أي سؤال حول الاحتلال، مجازر، انتهاك حقوق إنسان، قصف، استخدام أسلحة محظورة دوليا...

قناة

(تصوير شاشة)

تواصل قناة "أورينت"، ومقرها في دبي، التطبيع مع إسرائيل ومهادنة الاحتلال، وبثت الأسبوع الماضي مقابلة مع سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، الذي تولى في السابق مناصب وزارية في حكومة بنيامين نتنياهو، وهو معروف بمواقفه اليمينية المتطرفة والعنصرية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا.

وتمحورت المقابلة التي أجرتها "أورينت" مع دانون بالأساس حول إيران وسورية. وبدا لافتا فيها مهادنة القناة لدانون والسياسة الإسرائيلية، وسمحت لهذه الشخصية الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بتصوير نفسها وكأنها حمامة سلام. وظهر دانون في المقابلة وخلفه العلم الإسرائيلي.

وقال تقرير لهذه القناة في مقدمة اللقاء إن "إسرائيل تعتبر في أدبيات الصراع العربي – الإسرائيلي عدوا"، وكأن هذا مجرد ادعاء وحسب، وراحت القناة تروج أن "الحل في سورية بيد إسرائيل"، وأن "إسرائيل تبني جدارا غير مرئي حولها يحميها من إيران".

وبحسب قناة "أورينت"، فإن المقابلة مع دانون "جاء بعيدا عن صخب الشعارات والمزايدات" وفي خلفية هذه الجملة صورا للرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر.

قناة "أورينت" خانت مهنة الصحافة في هذه المقابلة. لم تطرح أي سؤال صعب على دانون اليميني المتطرف والعنصري. ولم تطرح أي سؤال حول جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم، أو حول الغارات الإسرائيلية المتكررة في عمق الأراضي السورية، أو حتى عن الجولان السوري المحتل. وزعمت القناة من خلال أسئلتها أنها تريد مصلحة الشعب السوري.

ووفرت "أورينت" منصة للمتطرف والعنصري دانون كي يروج للدعاية الإسرائيلية، دعاية حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل.

وادعى دانون، الذي يدعو إلى ضم الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى إسرائيل، ويرفض انسحاب إسرائيل من الجولان، أنه "أتمنى السلام مع العديد من الدول العربية".

وسمحت هذه القناة لدانون بأن يدلي بالكذبة الكبرى ويزعم "نحن نؤمن بالتعايش" مع العرب، لكنه أردف أن العرب هم المعتدون منذ العام 1948. وفي هذا السياق، اعتبر دانون، المولود لأب هاجر من الاسكندرية إلى إسرائيل، أنه "كان من الخطير أن يعيش اليهود في الدول العربية" وأن هذا "الخطر" ما زال ماثل حتى اليوم.

وزعم دانون أن "إسرائيل ليست مشكلة. إسرائيل يمكن أن تكون حلا. يعيش فيها العرب واليهود بسلام". وحول سورية، زعم دانون أن إسرائيل تقدم مساعدات إنسانية لسورية.

بحديثه لقناة "أورينت"، لم يقل دانون كلمة واحدة تنطوي على حقيقة. سعى إلى ترويج الدعاية الصهيونية والإسرائيلية، وتصوير إسرائيل كدولة مثالية تحافظ على حقوق الإنسان. وسمحت له "أورينت" بأن يتحدث بحرية من دون أن تطرح أي سؤال حول احتلال، مجازر، انتهاك حقوق إنسان، قصف، استخدام أسلحة محظورة دوليا، اعتداء على سيادة دول، نهب موارد طبيعية... وما إلى ذلك.

وبدا واضحا أن قناة "أورينت" أجرت هذه المقابلة مع دانون من أجل هدف واحد هو بث الدعاية الإسرائيلية والترويج لها، وليس مجرد التطبيع حتى، بعدما ربطت نفسها بدولة الاحتلال وأصبحت شريكة لها.

تأتي هذه المقابلة مع دانون استمرارا مباشرا لما كشفت عنه صحيفة "العربي الجديد"، في تحقيق نشرته، مؤخرا، عن العلاقات بين شبكة "أورينت" الإعلامية وبين إسرائيل، وعمل الشبكة على ترويج مصالح الأخيرة في الجنوب السوري.

التعليقات