18/04/2018 - 20:39

غموض حول وفاة بوردين والسلطات روسية لا تريد التحقيق

لا يزال الغموض يخيم على وفاة الصحافي الروسي، ماكسيم بوردين، الذي لقي مصرعه متأثر بجراح أصيب بها جراء سقوطه من شرفة شقته في الطابق الخامس في مدينة يكاترينبورغ الروسية، في حين قالت لجنة تحقيق روسية إنه لا داعي للتحقيق الجنائي

غموض حول وفاة بوردين والسلطات روسية لا تريد التحقيق

ماكسيم بوردين (فيسبوك)

لا يزال الغموض يخيم على وفاة الصحافي الروسي، ماكسيم بوردين، الذي لقي مصرعه متأثر بجراح أصيب بها جراء سقوطه من شرفة شقته في الطابق الخامس في مدينة يكاترينبورغ الروسية، في حين قالت لجنة تحقيق روسية إنه لا داعي للتحقيق الجنائي في القضية.

ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى إجراء تحقيق في الحادثة، إذ كشف بوردين في تحقيقاته الصحافية عددًا من الأمور الحساسة والمخالفات التي ترتكب بمعرفة النظام الحاكم وبواسطته أو بواسطة مقربيه، ومنها كانت فضيحة وجود مرتزقة روس يحاربون في سورية لصالح النظام.

ولقي بوردين مصرعه يوم الأحد الماضي، وكان يعمل في صحيفة "نوفي ديان" اليومية، وكتب بانتظام حول قضايا الفساد والجريمة المنظمة، وقام بتغطية فضيحة الملياردير الروسي المقرب من بوتين، أوليغ ديريباسكا، وأيضا قضية فيلم "ماتيلدا" الذي يصور العلاقات الغرامية لإمبراطور روسيا نيقولا الثاني، والذي اتهم مخرجه بالإساءة إلى صورة القيصر وإهانة المؤمنين.

استبعدت الشرطة المحلية سريعا، غداة حادث سقوط بوردين، فرضية العمل الإجرامي، وأشارت لجنة التحقيق في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "تاس"، الإثنين، إلى أنه "ليس هناك حاجة لفتح تحقيق جنائي. هناك عدة روايات يتم دراستها، بينها فرضية الحادث، لكن لا مؤشرات لوقوع جريمة".

وبحسب المحققين الروس، فلقد "سقط الشاب بمفرده من شرفة شقته في الطابق الخامس"، مشيرين إلى أن الشقة كانت مقفلة من الداخل لدى وصول فريق التحقيق. ما يعني أن الفرضية الرسمية المرجحة حتى الآن هي الحادث.

وتساءل الصحافي في إذاعة فرنسا الدولية "إر إف إي"، فنسنت سوريو، إن كان من المناسب التفكير في فرضية الانتحار، ثم أوضح أن "رئيسة تحريره (رئيسة تحرير بوردين) لا تعتقد ذلك. ماكسيم بوردين كان في الـ32 من عمره، كان صحافيا صاعدا ولا يوجد بحسب رأيها أي سبب يدعوه لوضع حد لحياته. كما أنه لم يترك أي رسالة أو تسجيل صوتي أو مصور لأقربائه".

من جهته، أكد الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، فياتشيسلاف باتشكوف، أنه تلقى من بوردين اتصالا هاتفيا عشية سقوطه القاتل عبر فيه عن "حيرته" وقلقه. وأشارت إذاعة "إر إف إي" أيضا إلى أنه "قبل مصرعه بأيام، اتصل ماكسيم بوردين هاتفيا بأحد أصدقائه في حدود الخامسة صباحا، وكان يبدو عليه الذعر. فأشار إلى وجود شخص مسلح في شرفة شقته، وأشخاص يرتدون الزي المموه على درج عمارته. في تلك الليلة لم يحدث له أي شيء، حتى أن بوردين بنفسه ذكر إنذارا كاذبا. لكن هل يمكن الحديث عن مجرد مصادفة؟".

من جانبها، أشارت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى تعرض بوردين للعديد من الاعتداءات في الأشهر الأخيرة، وطالبت هذه المنظمة غير الحكومية بإجراء "تحقيق كامل ومنصف حول وفاته. فالطابع الحساس لتحقيقاته يجب أن يدفع المحققين إلى فحص جدي لكافة الافتراضات، بما في ذلك فرضية وقوعه ضحية اغتيال مرتبط بأنشطته الصحفية".

وأكد هارلم ديزيريه وهو ممثل حرية وسائل الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن وفاة ماكسيم بوردين "مقلقة للغاية" داعيا في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع تويتر "السلطات إلى إجراء تحقيق سريع وعميق".

 

التعليقات