29/04/2018 - 18:25

المجلس الوطني الفلسطيني: "عرس وطني على الضيّق"

يعقد المجلس الوطني الفلسطيني جلسة يوم غد الإثنين، 30 نيسان/ أبريل الجاري بمدينة رام الله، وتستمر حتى 3 أيار/ مايو، دون مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وسط معارضة لافتة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني تحت الاحتلال

المجلس الوطني الفلسطيني:

يعقد المجلس الوطني الفلسطيني جلسة يوم غد الإثنين، 30 نيسان/ أبريل الجاري بمدينة رام الله، وتستمر حتى 3 أيار/ مايو، دون مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وسط معارضة لافتة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني تحت الاحتلال ودون توافق فلسطيني على برنامجه ومقرراته.

فيما اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها حركة حماس، أن عقد المجلس بهذه الصيغة وعلى هذا النحو من التنظيم والشخصيات المشاركة، بأنه تكريس للانقسام، وفقًا لما جاء خلال مؤتمر عقدته فصائل وقوى، وأطلقت عليه اسم "المؤتمر الشعبي الوطني الفلسطيني"، بمدينة غزة، عقد اليوم.

وعبّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لانعقاد الدورة الحالية للمجلس وشككوا في شرعيته لاعتبارات على رأسها، بحسب ما جاء في صفحة يديرها ناشطون على "تويتر" أطلقوا عليها اسم #مجلس_مش_وطني: أن المجلس لا يشهد مشاركة جميع القوى والفصائل الفلسطينية، كما اعتبروه يهدف للمحاصصة وتقاسم النفوذ داخل المنظمة والسلطة، وأنه لا يرتقي إلى مستوى التهديدات والمخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية، كما أشار البعض إلى أنه يعقد بموافقة الاحتلال وتحت وصايته.

فيما حاجج بعض الرافضين لعقد دورة المجلس، أن إصرار رئيس السلطة الفلسطينية، المنتهية ولايته، محمود عباس، على عقد المجلس الوطني الفلسطيني، في مدينة رام الله، يمثل ضربا لوحدة الصف الفلسطيني، ومقدمة لشرعنة "صفقة القرن".

وأشار آخرون إلى أن "استبعاد المطران عطا الله حنا من عضوية المجلس، سببه أن عباس يدرك أن مشاركة المطران حنا في جلسات المجلس ستدفع المؤتمرين لانتخابه رئيسا للمجلس الوطني الفلسطيني، وهذا ما لا يريده أبو مازن وطاقمه الأمني والسياسي، لأن المطران عطا الله حنا لن يقبل بأي حال من الأحوال بتمرير صفقة القرن والتنازل عن القدس وشطب قضية اللاجئين الفلسطينين".

المجلس الوطني الفلسطيني:

يعتبر المجلس الوطني الفلسطيني أعلى سلطة في منظمة التحرير الفلسطينية، وهو يمثل المجلس النيابي التشريعي في الدول، وهو الجهة التي تضع السياسات العامة، وتضع الخطط، وتتابع أداء قيادة منظمة التحرير الممثلة بأعضاء اللجنة التنفيذية وتحاسبها.

ومعظم الفصائل الفلسطينيّة (باستثناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي) ممثلة بالمجلس، وأعضاء المجلس الوطني هم بالأساس ممثلون عن الفصائل والاتحادات النقابية والطلابية إضافة إلى مستقلين، ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني. ولا يستخدم الانتخاب المباشر كأداة للتمثيل في المجلس الوطني بحجة الصعوبات التقنية بشكل أساسي، ويتم اختيار أعضائه بالتعيين من قبل الأحزاب والفصائل والاتحادات.

وفي بداية تأسيس المجلس الوطني كان عدد أعضائه خمسمائة عضو فقط، ووصل العدد عام 1996 إلى 604 أعضاء، وبلغ عدد أعضائه حاليا (2015)، 765 عضوا موزعين على الفصائل والاتحادات والمستقلين ونواب البرلمان الفلسطيني.

ويفترض أن ينعقد هذا المجلس مرة كل سنة ولكن هذا لم يحصل بسبب عدم وجود جهات مضيفة تسمح لأعضاء المجلس بحرية الحركة، وعدم سهولة تجميع الأعضاء المتواجدين في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ودول الشتات، ولدواع أخرى لها علاقة بالتفرد بالقرار السياسي الوطني من قبل رئيس السلطة محمود عباس.

وكان من أهم محطات هذا المجلس إقراره عام 1974 البرنامج السياسي المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي أقر لأول مرة أن يكون الكفاح المسلح وسيلة رئيسية للتحرير من الاحتلال الإسرائيلي وليس الوسيلة الوحيدة، وإعلانه قيام دولة فلسطين في الجزائر عام 1988، واعترافه لأول مرة بقرارات الأمم المتحدة 242 و338.

ومن أهم القرارات التي اتخذها أيضا عندما انعقد في غزة عام 1996، حذف جميع البنود المعادية للكيان الإسرائيلي من الميثاق الوطني الفلسطيني، في أعقاب مفاوضات أفضت إلى اتفاقات أوسلو.

نبض الشبكة:

وفيما ينظر الكثيرون إلى الاجتماع الذي عقد في غزة عام 1996 على أنه دورة غير رسمية للمجلس، تشير المعطيات إلى آخر اجتماع للمجلس الوطني عقد في الجزائر عام 1988، ومنذ ذلك الحين توفي 88 من أعضائه، وسقطت عضوية العسكريين فيه بعد حل تنظيماتهم، وانتهت كذلك عضوية النقابات والجمعيات المكونة للمجتمع الفلسطيني.

وأثار انعقاد الدورة المقرر انطلاقها غدًا للمجلس ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي جاء معظمها رافض لانعقاده خارج سياق التضحيات التي يبذلها الغزييون في إطار فعاليات مسيرات العودة التي تنظم بشكل يومي منذ 30 آذار/ مارس الماضي والتي تستمر حتى الذرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني في 15 أيار/ مايو المقبل، فيما برر آخرون عقده بالظروف على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية الراهنة، خصوصًا قبيل افتتاح السفارة الأميركية رسميًا بالقدس المحتلة، على اعتبارها عاصمة لإسرائيل، كما جاء في إعلان ترامب في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وفي ما يلي نرصد لكم أبرز ما جاء في تعليقات رواد السوشال ميديا...

 

التعليقات