30/07/2018 - 10:08

الإعلام في خدمة "الهوة الحضارية" أو في تجسيرها

لا شكّ أن هناك دورًا مهمًا تلعبه وسائل الإعلام في التواصل والمعرفة بين الشعوب، ولكن من الجهة الأخرى فإنّ هذا الدور إذا لم يتّسم بالموضوعية، فقد يؤدي إلى خلق مشكلات كالعنصرية والرفض والاستعلائية بين الشعوب.

الإعلام في خدمة

توضيحية (تويتر)

قالت مديرة حوار الحضارات في جامعة الدول العربية، السفيرة سامية بيبرس، في كلمتها في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي "جامعة الدول العربية وتحالف الحضارات.. رسالة الإعلاميين"، يوم أمس، الأحد، إنّ من الضروري أن تقوم وسائل الإعلام "بتجسير الهوة بين الحضارات المختلفة" وتبنّي خطاب إعلامي يشجع الحوار والتفاهم وقبول الآخر، مضيفةً أنّ على وسائل الإعلام التخلي عن المبالغة في إظهار الفوارق بين الحضارات.​

وأضافت أن الإعلام سلاح ذو حدين؛ فمن جهة، لا شكّ أن هناك دورًا مهمًا تلعبه وسائل الإعلام في التواصل والمعرفة بين الشعوب، ولكن من الجهة الأخرى فإنّ هذا الدور إذا لم يتّسم بالموضوعية، فقد يؤدي إلى خلق مشكلات كالعنصرية والرفض والاستعلائية بين الشعوب، كما قد يلعب الإعلام دورًا في التحريض وفي وقوع أعمال العنف.

ونبّهت بيبرس في هذا الصدد إلى دور الإعلام التحريضي في الحشد الطائفي والمذهبي والترويج لإقصاء الآخر عوضًا عن قبوله. وقالت إن بعض وسائل الإعلام وخاصة مواقع التواصل تؤدي لزيادة في العداء العالمي للمسلمين والعرب، ووصْم الشخصية العربية بالعنف والإرهاب.

مضيفةً أن المروّجين لصراع الحضارات مثل صامويل هنتنجتون، سعوا لجعل العروبة والإسلام العدو الجديد للحضارة الغربية، مؤكدةً أن دور الإعلام يأتي في المبادرة لإفشال مثل تلك الحملات وإعادة تقديم الحضارة العربية، وتسليط الضوء على دورها في إثراء الحضارات.

وقال مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي بالقاهرة، غيث فريز، لصحيفة "العربي الجديد"، إنهم يتطلعون لتعزيز الحوار بين الثقافات بتعزيز دور الإعلام، مؤكدًا أن اليونيسكو تقوم بأنشطة لدعم الصحفيين لتعزيز الحوار ومكافحة خطاب الكراهية والعنف، عدا عن قيامها بمبادرات لتطوير القدرات الصحفية و|إنشاط منصات إعلامية لصحفيين "ذوي مصداقية" على حد تعبيره.

وقالت المتحدثة الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، نهال سعد، إن مشاركة المنظمة في المؤتمر يأتي في إطار التعاون مع الجامعة العربية لتنفيذ الاستراتيجية العربية لتحالف الحضارات 2016 - 2019، والقائمة على أربع ركائز هي الإعلام والثقافة والشباب والهجرة، وفقًا لما نقلته صحيفة العربي الجديد. وذكرت أن المنظمة نظمت عددا من الندوات في عدد من عواصم العالم من بينها القاهرة حول دور الإعلام في التصدي الخطابات الكراهية والتطرف، وكيفية تنقية الخطاب الإعلامي من مفردات التعصب ورفض الآخر.

 

التعليقات