24/09/2018 - 15:07

#ممنوع_في_الكويت: احتجاجات وحراك ثقافي ضد مقص الرقيب

أثار منع الكتب من قبل السلطات الكويتية غضبا عند الناشطين الشباب والكتاب الكويتيين، الذين اعتبروه نوعًا من "الوصاية" التي تستخف بعقولهم، إذ منعت نحو أربعة آلاف كتاب خلال السنوات الخمس الماضية.

#ممنوع_في_الكويت: احتجاجات وحراك ثقافي ضد مقص الرقيب

من الكتب الممنوعة (تويتر)

أثار منع كتب من قبل السلطات الكويتية غضب الناشطين والكتاب الكويتيين، الذين اعتبروه نوعًا من "الوصاية" التي تستخف بعقولهم، إذ حظرت السلطات الكويتية نحو أربعة آلاف كتاب خلال السنوات الخمس الماضية.

ويؤكد الكتّاب أن أسباب المنع في الغالب غير منطقية، وممكن أن تكون بسبب كلمة واحدة، وذلك بالتزامن مع اقتراب الدورة 43 من معرض الكويت الدولي للكتاب، المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ومن بين الكتب العربية الممنوعة: "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، و"أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، و"ظل الأفعى" ليوسف زيدان، و"فئران أمي حصّة" لسعود السنعوسي، و"كل الأشياء" لبثينة العيسى.

وقد حرّكت هذه القضية الرأي العام في الكويت، إذ خرج نشطاء وكتاب كويتيون في تظاهرتين هذا الشهر للتنديد بمنع الكتب، وعبر الناشطون عن استيائهم مما اعتبروه "تضييقًا على حرية التعبير وحجرًا على الفكرة" وذلك عبر وسمي #ممنوع_في_الكويت و#لا_تقرر_عني، الذي غردوا من خلاله على "تويتر" لانتقاد الرقابة.

ويقول المغرّد أحمد في تغريد له، إن المنع يعني اعتبار القارئ طفلا صغيرا لا يعرف أن يقرّر عن نفسه:

وتشمل قائمة الكتب الممنوعة في الكويت روايات عالمية مثل "أحدب نوتردام" لفكتور هوغو، و"مئة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز، وبالإضافة إلى العديد من الكتب الأخرى لمؤلفين عرب، والكتب الدينية لم تسلم من سلطة الرقابة.

واستهجن المغرّد عبد الوهاب سليمان، المنع الذي طال الكتب الدينية، وخصوصًا وأن الأسباب التي تذرعت بها السلطات لتنفيذ قرار المنع، هشة وليست منطقية بالضرورة:

وفي هذا السياق، صرّحت الروائية الكويتية ميس العثمان، لوكالة "فرانس برس" أنه "للأسف ظاهرة منع الكتب بدأت تتفاقم"، إذ منعت وزارة الإعلام الكويتية روايتها "الثؤلول"، عام 2015. وتدور أحداث الرواية حول قصة فتاة تعرضت للاغتصاب عند الغزو العراقي للكويت، وتحفّظت الوزارة على مضمونها.

ورأت العثمان أن هناك "قسوة" مبالغة في المنع، وأضافت "للأسف يتم ذلك عن جهل تام، لأن الرقيب موظف ومهمته هي البحث فقط عن الكلمات المحظورة بشكل مجتزأ، حتى وإن تعلّق الأمر بكتب دينية إسلامية".

وبحسب العثمان، هناك ترسيبات لوثائق رسمية، صدرت عن لجنة الرقابة الكويتية، وصدمت الرأي العام بسبب عدد الكتب التي منعت من قبل اللجنة، وطبيعتها وكون بعضها روايات عالمية متداولة في الكويت والعالم.

ودعت العثمان البارحة، عبر حسابها في "تويتر" إلى وقفة احتجاجية السبت المقبل، في ساحة الإرادة في الكويت:

فيما اعتبر وكيل قطاع الصحافة والنشر والمطبوعات في وزارة الإعلام الكويتية، محمد العواش، أن "المنع هو الإستثناء والإجازة هي الأصل"، مؤكدا أن وزارته تقوم فقط بتطبيق قانون النشر والمطبوعات الذي صادق عليه مجلس الأمة عام 2006.

ووفق العياش فإن القانون "وضع 12 سببا للمنع، بينها المسّ بالذات الإلهية أو الرسول أو الصحابة أو ازدراء الأديان والنسيج الإجتماعي أو الوحدة الوطنية" وغيرها.

بينما ذكر المغرّد الذي يسمّي نفسه "كويتي"، على حسابه في "تويتر"، أنه لا يجب الاستسلام للقوى الظلامية التي تريد إضاعة نضالات الأجداد في التحرر:

وقال الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين، طلال الرميضي، إن من أسباب المنع هي المحتويات "الخادشة للآداب". وأضاف أنّ "هذه محاذير فضفاضة ومرنة وتتغير عبر الزمن".

وتختص لجنة الرقابة في وزارة الإعلام بإجازة الكتب أو منعها، وقال العواش إن "سبعة من أعضائها التسعة، هم أكاديميون، وليسوا من موظفي الوزراة، وذلك لضمان شفافية عملهم".

بينما شكّك المغرد خالد النصرلله من تأهيل لجنة الرقابة، التي منعت أكثر من أربعين ألف كتاب:

وفي لقاء مع الكاتب الكويتي عقيل يوسف عيدان، الذي منعت الرقابة الكويتية اثنين من كتبه، قال إن أحد أسباب المنع تعود إلى "صفقات وضغوطات تمارسها بعض التيارات الدينية على عدد من المؤسسات الفكرية لحماية وزير القطاع من أداة الإستجواب في مجلس الأمة".

في المقابل، نفى العواش وجود أي ضغوط على الوزارة أو وزير الإعلام. وقال إن "المسطرة الوحيدة التي نتعامل وفقها هي قانون النشر والمطبوعات فقط".

ومن جهته، أشار الرميضي إلى أنه لم يحصل أبدا أن أدين أي شخص في الكويت بسبب بيع كتب ممنوعة.

بينما حذّر المغرّد أنور لسالم، من أنه صحيح لم تتم إدانة شخص بسبب بيع كتب ممنوعة، لكن المنع ذاته ممكن أن تكون له عقوبات وخيمة:

ويتم في العادة مصادرة الكتب وعدم إدخالها إن لم تحصل على ترخيص مسبق من وزارة الإعلام الكويتية، خاصة قبل معرض الكتاب، حيث يتم التدقيق على شحنات دور النشر الأجنبية.

وكانت الكويت تشهد حياة ثقافية نشطة وصدر فيها مجلات عربية مهمة كثيرة مثل "العربي" و"عالم المعرفة"، التي كانت منتشرة بشكل كبير في العالم العربي. وتعد الكويت أكثر دول الخليج العربي تحررا في الحياة السياسية.

إذ قال المغرّد عبد الله الحسيني، إن الكويت البلد الذي احتضن كتًابا ومبدعين تقدّميين كثر، يمنع الآن الكتب:

بدورها، علقت العضو في الحركة الليبرالية الكويتية، إيمان جوهر حيات بأن "بعض الكتب مجازة في المملكة العربية السعودية وممنوعة عندنا (في الكويت) وهذا معيب"، مؤكدة أنه "ليس لأحد أن يفرض علينا الوصاية".

 

 

التعليقات