أعلنت مديريّة الأمن العام في الأردن، أمس الخميس، عن إنهائها التحقيق في قضية اختطاف وتعذيب الكاتب يونس قنديل، الأمين العام لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود". وكشف بيانٌ جرى تعميمه على وسائل الإعلام، أنّه "تبيّن عدم صدق ادّعائه بالاختطاف واختلاقه ذلك بالاشتراك مع ابن شقيقته".
وأضاف البيان أن "ما تمّ جمعه من أدلّة، ولّدت لدى المحققين قناعة بأن الجريمة مختلقة" وأفضت إلى "إلقاء القبض على ابن شقيقة د. قنديل (...) وبالتحقيق معه اعترف باختلاق الجريمة مع الدكتور يونس بناءً على طلبه"، ليتمّ بعدها التحقيق مع د. قنديل الذي "أنكر في البداية ذلك وبمواجهته بالأدلة والبراهين اعترف بذلك، وجرى توديعه وابن شقيقته إلى المدعي العام".
وكان قد عُثر على قنديل يوم السبت الماضي، بعد اختفائه بساعات، وعلى ظهره جروح بسكاكين وحروق، وقد كتب على ظهره بالسكين: "إسلام بلا حدود".
وأثار هذا الخبر استياءً في مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم أيضًا أشخاصٌ كانوا قد تضامنوا مع قنديل، في منشورات سابقة لهم. واعتبر عديدون أنّ مثل هذا التصرف يسبب تقليل إيمان الأشخاص وتضامنهم مع حريّة المعتقد وأهمية الحفاظ على حقوق الإنسان.
فكتب محمد خمايسي على حسابه في "تويتر" معتبرًا أنّ "خطورة الفعل القميء الذي ارتكبه يونس قنديل ليس في تلفيقه لحادثة اختطافه، بل لأنه ساهم في تشويه النضال لحرية التعبير ووصمه بوصمة لا يمكن أن تمحى من عقول العامة. وهكذا يكون قد قدم أفضل خدمة للأنظمة القمعية التي تدعم مؤسسته والتي تدفع مبالغ طائلة لمحاربة حرية التعبير".
خطورة الفعل القميء الذي ارتكبه #يونس_قنديل ليس في تلفيقه لحادثة اختطافه، بل لأنه ساهم في تشويه النضال لحرية التعبير ووصمه بوصمة لا يمكن أن تمحى من عقول العامة. وهكذا يكون قد قدم أفضل خدمة للأنظمة القمعية التي تدعم مؤسسته والتي تدفع مبالغ طائلة لمحاربة حرية التعبير.
— Muhammad Khamaiseh (@Mohdkhamaiseh) November 15, 2018
فيما كتب محمد صبيح زواهرة على "تويتر" يقول: "نحن ندافع عن مبدأ حرية الرأي والتعبير إلى الأبد ، هذا حق دستوري/ إنساني مكفول للجميع وغير مرتبط بأشخاص أي كانوا، إذا كان يونس قنديل كاذب فالناس صادقون في تضامنهم عن المبدأ وليس عن الأشخاص ، إن وضع الدين مقابل العلمانية بهذا الشكل لن ينتج إلا آراء/ شخوصًا مشوهين فكريًّا وسلوكيًّا.
نحن ندافع عن مبدأ حرية الرأي والتعبير إلى الأبد ، هذا حق دستوري/انساني مكفول للجميع وغير مرتبط بأشخاص أي كانو ، إذا كان #يونس_قنديل كاذب فالناس صادقون في تضامنهم عن المبدأ وليس عن الأشخاص ، إن وضع الدين مقابل العلمانية بهذا الشكل لن ينتج إلا آراء/ شخوص مشوهين فكرياً وسلوكياً.
— محمد صبيح الزواهرة (@mohammadzwahreh) November 15, 2018
وكتب الروائي عبّاد يحيى على حسابه في "فيسبوك" أنّ "أوسخ ما في قصة يونس قنديل هذا أنه وأمثاله بسفالاتهم هذه يثبطون تضامن الناس العفوي مع ضحايا قضايا الفكر والرأي، ويثيرون الريبة في كل حالة اعتداء قد يتعرض لها أشخاص مهددون فعلًا وحياتهم على المحك بسبب آرائهم ومواقفهم في بيئات التطرف المتنامية حولنا"، معتبرًا أن "هؤلاء هم أعداء حرية الفكر والرأي، وهذه العداوة هي مشروعهم ومشروع مموليهم ومشغليهم".
وكتب جميل الوخيان على "فيسبوك" أنّ " يجب ألّا نتسرع في الحكم عليه، حتى مع ما ورد من نتائج التحقيق. فأجهزتنا الأمنية مُبدعة في إجبار المتهمين على التوقيع على عتراف كُتب لهم. وإن لم يوقع، فمصيره مُبهم. ولكني بالطبع لا أؤكد براءته أيضًا".
وكتب قصي بليبلة على حسابه في "تويتر": "هل يمكن تسجيل اعتراف يونس قنديل ويتم نشره مثلما تمّ نشر قصّته التي ‘تمّ تلفيقها‘ بحسب اعترافه. أتوقع أن من حق الشعب أن يراه كاذبًا في الحقيقة، وينتشر اعترافه مثلما نشرت قضيته".
ممكن تسجيل اعتراف #يونس_قنديل يتم نشره مثل ما تم نشر قصته التي تم تلفيقها بحسب اعترافه؟
— قَصِيّ (أبو إيليّا) (@Qosai_Blaibleh) November 15, 2018
أتوقع من حق الشعب يشوفه ككاذب بعينه، وينتشر اعترافه بكذبه مثل ما انتشر بكل مكان حديثه عن قصة اختطافه.
وكتب طارق على حسابه في "فيسبوك": "أظن أنّ الفعل المناسب الآن هو انتظار بيان من مؤسسة مؤمنون بلا حدود، أو من صفحة د. يونس قنديل نفسه، لأن اعتماد رواية الأمن وحدها قد لا يكون سليمًا، حتى مع كل ما سمعت من حجج وجيهة من الأصدقاء في الأردن لقبول رواية الأمن هناك، فأظن الأنسب الانتظار".
كذلك، انطلقت موجةٌ تستهجن التضامن مع قنديل منذ البداية، معتبرةً أنّه لا يستحق التعاطف والتضامن معه، فكتب رائد شطناوي ناشرًا صورةً للخبر: "لكل اللي كانوا يرددون خلف يونس قنديل و لكل من كان يهتف بحرية الرأي.. تعال و تفرج على شغل البلطجة.. يونس و ابن شقيقته يختلقون قصة الاختطاف و الاعتداء".
كما كتب عمر عياصرة أنّه "بعد أن تجلّت كذبة يونس قنديل لا نريد اعتذار تيار التنوير لنا نحن المحافظين، ونعتز بهذه الصفة... لكن نطالبهم بالاعتذار لعقولهم ولكتبهم التي انكبوا يومًا على قراءتها.. تيار التنوير هناك فرق بين أخلاق النكاية وأخلاق التثبّت.... وهناك خلط لديكم بين فكرة "الفكر" ومنطق التحريض".
بعد ان تجلت كذبة يونس قنديل لا نريد اعتذار تيار التنوير لنا نحن المحافظون ونعتز بهذه الصفة ...لكن نطالبهم بالاعتذار لعقولهم ولكتبهم التي انكبوا يوما على قراءتها ..تيار التنوير هناك فرق بين اخلاق النكاية واخلاق التثبت .... وهناك خلط لديكم بين فكرة "الفكر" ومنطق التحريض#يونس_قنديل
— عمر عياصرة (@omar_ayasra) November 15, 2018
أمّا د. أحمد البرقاوي فكتب على حسابه في "فيسبوك" أنّ "رواية حادثة اختطاف يونس قنديل رواية يصدقها العقل قياسًا على حالات مماثلة بل وأغرب منها في صور الإجرام، ولهذا فتصديق الرواية وإدانة الفعل موقف طبيعي. فلا الرواية تدعو إلى الدهشة، ولا الموقف منها، لأنها رواية حدث ممكن الوقوع. تكذيب الرواية من قبل الأمن الأردني، واتهام قنديل وابن أخته في تمثيلها يجعل الواقعة تعبيرًا عن حالة مرضية نادرة، إن صحت رواية الأمن، ولعلم النفس المرضي و التحليل النفسي قول فيها. ولهذا فهي تنجب الدهشة".
اقرأ/ي أيضًا | الأردن: اختطاف وتعذيب الأمين العام لـ"مؤمنون بلا حدود"
التعليقات