26/11/2018 - 15:32

#زيارة_المنشار_عار: جولة بن سلمان الخارجية تصطدم برفض عربي شعبي

على رغم التكتم التام والتحفظ السعودي المتواصل على إعلان أسماء الدول العربية التي يزورها ولي العهد، محمد بن سلمان، تتصاعد وتيرة الرفض الشعبي، ببلدان عدة محتملة الزيارة، لأسباب في صدارتها شبهات تشير إلى تورطه في مقتل خاشقجي

#زيارة_المنشار_عار: جولة بن سلمان الخارجية تصطدم برفض عربي شعبي

(تويتر)

رغم التكتم التام والتحفظ السعودي المتواصل على إعلان أسماء الدول العربية التي يزورها ولي العهد، محمد بن سلمان، تتصاعد وتيرة الرفض الشعبي، ببلدان عدة محتملة الزيارة، لأسباب في صدارتها شبهات تشير إلى تورطه في مقتل الصحافي، جمال خاشقجي، وتدهور أوضاع اليمن.

والخميس الماضي، قال الديوان الملكي السعودي، إن جولة بن سلمان، التي تشمل عددا من الدول العربية، دون أن يسمى الدول أو توقيتات الجولة الخارجية الأولى منذ جريمة قتل الصحافي السعودي، خاشقجي، بسفارة بلاده بإسطنبول.

واجهة نقابة الصحافيين التونسيين

وأنهى بن سلمان، جولة للإمارات التقى خلالها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وتابع منافسات الجولة الختامية لبطولة العالم لسباقات "الفورمولا 1" هناك، والتقى برئيس الشيشان رمضان قديروف.

ورغم أن زيارة الإمارات التي استمرت لمدة 3 أيام، كانت بياناتها الرسمية تتحدث عن قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية، إلا أن قضية خاشقجي لاحقت بن سلمان، حيث حرصت وسائل إعلام سعودية على نقل صور، قالت إنها لأحد أقارب الصحفي المقتول، يؤيد ولي العهد.

فيما تقول تقارير إعلامية غير رسمية إن جولة بن سلمان، ستشمل بخلاف البحرين، التي بدأت مساء الأحد، تونس غدا فضلا عن مصر والجزائر وموريتانيا، والمشاركة في قمة العشرين بالأرجنتين نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وفيما تعتبر نقابة الصحفيين التونسيين، في بيان، جولة بن سلمان، "تبييض لسجله الدامي، في اغتيال خاشقجي"، تقول حركة مصرية معارضة بارزة، في بيان آخر، إنها "محاولة لتجميل صورته"، نتيجة الجريمة ذاتها.

وبينما تذهب تونس لأبعد من ذلك بإعلان محامين تقديم دعاوى قضائية لمنع بن سلمان، من الزيارة، تقول حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي بالجزائر، إن الزيارة هدفها "الستر" من فضيحة مقتل خاشقجي، ومسؤولية السعودية عن تدهور الأوضاع في اليمن.

وفيما رفض معارضون في نواكشوط، أيضا جولة بن سلمان، لم تنته معارك الرفض والتأييد لجولة بن سلمان، عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ولم تعلق مصر وتونس والجزائر وموريتانيا رسميا على الاتهامات الموجهة لـ"بن سلمان"، من معارضين، غير أن هذه البلاد رسميا تجمعها علاقات بالسعودية، وهناك تحركات لمناصرين للأنظمة لتأييد الزيارة.

كما نفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تصريحات سابقة، تورط الحاكم الفعلي للسعودية، بن سلمان، في جريمة مقتل خاشقجي، واستمرار دعم اليمن بالمساعدات، وقيادة التحالف ضد اليمن، في وقت تتهمها منظمات دولية بالتسبب بشكل رئيسي في الأزمة الغذائية الحادة التي يعاني منها اليمن حاليا.

وفي ما يلي رصد لتفاصيل الرفض المتصاعد على النحو التالي:

مصر

"الحركة المدنية الديمقراطية" (معارضة/ تضم 9 أحزاب وشخصيات سياسية بارزة)، أعربت عن "شديد امتعاضها" من زيارة بن سلمان، للقاهرة، وذلك في بيان بعنوان "لا أهلا ولا سهلا".

وأرجعت الحركة الرفض إلى كون بن سلمان، "أحد مهندسي انتزاع جزيرتي تيران وصنافير المصريتين"، في إشارة للتنازل المصري عنهما قبل عامين، بخلاف اعتبار الزيارة "محاولة لتجميل صورته نتيجة جريمة قتل خاشقجى".

ووسط صمت رسمي وتأييد مناصرين للنظام للزيارة عبر منصات التواصل في وجه المعارضين، رفض عشرات الصفحيين بمصر، وكذلك حركة رافضة للتطبيع مع إسرائيل، في بيانين منفصلين الزيارة لأسباب تتعلق بمقتل خاشقجي والتدهور في اليمن، والتطبيع مع تل أبيب.

تونس

وأكدت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية، سعيدة قراش، في تصريحات إعلامية مؤخرا، زيارة بن سلمان، إلى بلادها غدا الثلاثاء.

فيما اعتبرت نقابة الصحفيين التونسيين، في بيان، جولة بن سلمان، ترمي إلى "تبييض سجله الدامي" في قضية خاشقجي، فضلا عن انتهاكات في الملف الحقوقي.

من جانبها قرّرت مجموعة تضم 50 محاميا في تونس، الجمعة، رفع دعوى قضائية استعجالية لدى المحكمة، لمنع زيارة بن سلمان لبلادهم، وفق المنسق العام للمجموعة نزار بوجلال.

ولفت بوجلال، إلى أنهم "سيتخذون أساليب احتجاجية أخرى لمنع الزيارة مع مجموعة الخمسين صحفيا، قد تصل إلى تنظيم وقفة احتجاجية بمطار تونس قرطاج، يوم وصول ولي العهد". كما دعا ناشطون تونسيون إلى تظاهرة احتجاجية وسط العاصمة تونس، ضد زيارة بن سلمان.

الجزائر

وفي أول تعليق رسمي، بالتزامن مع جولة بن سلمان، أدانت الخارجية الجزائرية، الأحد، بقوة "الاغتيال المريع" لـ"خاشقجي".

وخلف الإعلان غير رسمي عن هذه الزيارة المرتقبة للجزائر، مطلع كانون الأول/ ديسمبر المقبل، جدلا في الجزائر خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون حملات معارضة لقدومه.

فيما قال رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، عبد الرزاق مقري، السبت الماضي، إن الزيارة المرتقبة لـ"بن سلمان" إلى بلاده خلال هذه المرحلة "لا تخدم صورتها عربيا ودوليا".

وفي تصريحات صحفية، أضاف مقري: "لقد وصل الحد اليوم في السعودية إلى القتل الجماعي في اليمن، وسجن كل واحد يقول كلمة، حتى ولو كانت لطيفة في حق ولي العهد (..) هناك أعداد هائلة من المهددين والسجناء والقتلى وآخرها قضية خاشقجي كما تعلمون".

موريتانيا

ونقلت تقارير صحفية موريتانية، أنه تم تحديد 2 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، موعدًا للزيارة التي سيقوم بها بن سلمان، إلى نواكشوط، في طريق عودته من المشاركة بقمة العشرين.

وفي مقابل تأييد للزيارة من مناصرين للحكومة، هناك دعوات من شخصيات سياسية وثقافية بنواكشوط لمقاطعة زيارة بن سلمان على اعتبار أنها "تبييض لصورته"، وفق وسائل إعلام.

وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية قضية خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مقتله داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء خاشقجي قبل أن تقول إنه تم قتله وتقطيع جثته بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة. 

التعليقات