11/03/2019 - 10:02

مواقع التواصل الاجتماعي... هل تحرمنا السعادة؟

يبدو أنّ مواقع التواصل الاجتماعية، على الرغم من أنها منصة تمكننا من تصوير حياتنا كمثالية، فإنّها في الوقت عينه تساهم في كثير من "مزاياها" بتحويلنا إلى أشخاص أقل سعادة، وأكثر ميلًا إلى العزلة، وفي بعض الأحيان تساهم في توليد مخاوف

مواقع التواصل الاجتماعي... هل تحرمنا السعادة؟

توضيحية (pixabay)

يبدو أنّ مواقع التواصل الاجتماعية، على الرغم من أنها منصة تمكننا من تصوير حياتنا كمثالية، فإنّها في الوقت عينه تساهم في كثير من "مزاياها" بتحويلنا إلى أشخاص أقل سعادة، وأكثر ميلًا إلى العزلة، وفي بعض الأحيان تساهم في توليد مخاوف ومشاعر سلبية أخرى داخلنا.

فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة كوبنهاغن، فإنّ من تخلّوا عن استخدام "فيسبوك" اعتبروا أنفسهم أكثر رضا عن أنفسهم وحياتهم، بالمقارنة مع أقرانهم الذين استمرّوا باستخدام لتطبيق، وأوضحت الدراسة أنّ قدرتنا على الشعور بالسعادة تصبح خارج سيطرتنا عند اكتساب ثقتنا بأنفسنا من خلال نظرة الآخرين لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كذلك، فقد أظهرت دراسة أخرى أنّ مراجعة وضعية شخص آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، ومتابعة نشاطه بشكل مستمر، تساهم في الشعور بعدم الأمان، فيما يساهم الحد من الوقت الذي نقضيه على تصفح ومتابعة صفحات الآخرين في التركيز أكثر على الاهتمامات الخاصة وتعزيز الثقة بالنفس.

وعلى ما يبدو فإنّ منصّات التواصل الاجتماعي تأخذ من وقتنا ما يكفي لإلهائنا عن اكتشاف واستكشاف العالم الحقيقي والواقعي ومعارفه، إذ قد نقضي وقتًا في محاولة التقاط صورة مثالية في مكان ما يعتبر "مثيرًا للاهتمام"، بدلًا من استكشاف المكان نفسه، أي أنّ وسائل التواصل الاجتماعي والرغبة الدائمة بالمشاركة والظهور بشكل مثالي، والتي تخلقها هذه المنصات، تشتت انتباهنا عن مراقبة العالم وعن الاهتمام بالمشاعر الحقيقية.

وقد أظهرت دراسات عديدة أنّ استخدام الهواتف الذكية فور الاستيقاظ وقبل الخلود إلى النوم، وهو الأمر الذي اعتاده الكثيرون ضمن نمط حياتهم، يؤثّر سلبًا على جودة نومنا، وقد يسبب في الكثير من الأحيان الأرق، في حين أن دراسات أخرى أظهرت أنّ الحصول على قدر غير كافٍ من النّوم يقلّل شعورنا بالسعادة ويزيد من ميلنا للكآبة.

ووفقًا لموقع "أف بي آر" الروسي فإنّ المحتويات التي نتابعها على منصات التواصل الاجتماعي تسبب استثارات مرهقة لدماغنا بردود الفعل، وهو ما يزيد من احتمال تعرضنا للأرق.

كما أنّ ضوء الهواتف الذكية يساهم في تقليل إفراز هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن إشعارنا بأننا متعبون ويخبر جسمنا بحاجتنا للنوم ويساهم في استعداد أدمغتنا للنوم، لذا توصي معظم الدراسات بعدم الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتخفيف استعمال الهاتف لمدة ساعة قبل محاولة النوم.

التعليقات