02/04/2019 - 15:30

#يتنحاو_قاع: الوسم الذي صار هتاف #الشعب_يريد

شهدت المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال الأسابيع الأخيرة شعارًا حاضرًا وبارزًا ردّده مئات آلاف المتاظاهرين في شتّى أنحاء البلاد، #تنحّاو_قاع، وهو أيضًا وسم سجّل عدّة مرّات حضورًا في قائمة الأكثر تداولًا عبر منصّة "تويتر"، وهي عبارة

#يتنحاو_قاع: الوسم الذي صار هتاف #الشعب_يريد

شهدت المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال الأسابيع الأخيرة شعارًا حاضرًا وبارزًا ردّده مئات آلاف المتاظاهرين في شتّى أنحاء البلاد، #تنحّاو_قاع، وهو أيضًا وسم سجّل عدّة مرّات حضورًا في قائمة الأكثر تداولًا عبر منصّة "تويتر"، وهي عبارة باللهجة المحكيّة الجزائرية، وتعني "فليتنحوا جميعًا".

وانطلقت شرارة الشعار عندما طلبت مراسلة لقناة عربية من شاب جزائري، يدعى سفيان بكير تركي (33 عامًا)، أن يعبّر عن رأيه في سحب بوتفليقة، الذي يعاني من متاعب صحية منذ سنوات، لترشحه (وتأجيل الانتخابات آنذاك)، ليجيبها: "يتنحاو قاع"، أي يجب أن يرحل كل رموز النظام دون استثناء.

وانتشرت العبارة، وصارت شعارًا شهيرًا للاحتجاجات المتواصلة في الجزائر منذ 22 شباط/ فبراير الماضي؛ للمطالبة برحيل نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ عشرين عامًا، وبرزت بشكل خاص منذ 11 آذار/ مارس الماضي، عقب إعلان بوتفليقة (82 عامًا) سحب ترشحه لولاية رئاسية خامسة، وتأجيل انتخابات رئاسية، كانت مقررة في 18 نيسان/ أبريل الجاري، مع وعد بانتخابات أخرى لن يترشح فيها.

وحضر شعار "يتنحاو قاع" وقائله سفيان في المظاهرات، عبر لافتات ورسومات كاريكاتورية رفعها محتجون ضد السلطة الحاكمة، كما ردده آخرون في هتافاتهم بمختلف الساحات والشوارع بالعاصمة وبقية المحافظات؛ فمثلًا، مظاهرة الجمعة الأخيرة (29 آذار/ مارس) أيضًا شهدت اعتمادًا كبيرًا للشعار ذاته بطريقة فكاهية تحمل رسالة سياسية إلى السلطة.

شعار في المظاهرة يوم الجمعة (تويتر)

دلالة سياسية

ووفقًا للمختص الجزائري بعلم الاجتماع، محسن بن عاشور، فإن "عبارة ‘يتنحاو قاع‘ لها دلالة سياسية.. معناها أن يرحلوا جميعًا"، موضحًا أنّ "كلمة قاع تعني عمق الشيء في ظاهر اللغة"؛ وتابع: "مثلًا يتم تصفية الماء ليس من سطحه فقط، بل من عمقه (أسفله) أيضًا أي تصفيته لكي لا يبقى فيه ولا شيء"، مبيّنًا أنّ "قاع هي مصطلح جزائري محض، ولا يفهمه إلاّ ابن المنطقة التي يتحدث به، ويعني الجميع أو نهائي.. مثلًا: يتنحوا نهائيًّا".

وقال بن عاشور في حديثه لوكالة "الأناضول" إنّ دلالة المصطلح في المظاهرات هي: "يرحلوا جميعًا، يرحلوا كافة، يرحلوا كلّهم، ولا يبقى أي أحد".

اللغة هويّة جمعيّة في خدمة مطلب جمعيّ

في المقابل، قالت المتخصّصة الاجتماعيّة، فضيلة درويش، إنّ عبارة "يتنحاو قاع" هي "عبارة مركبة من يتنحوّا (يرحلوا)، أما قاع فليس لها دلالة لغوية، بل هي مصطلح جزائري محض معناه الجميع والكل"، مشدّدةً على أنّ "يتنحّاو قاع" مرتبطة "بالبنية الذهنية للجزائريين، وهم يقصدون بها رحيل كل السلطة".

وأضافت درويش أن "هذه العبارة تدل على اتفاق جمعي في البنية الذهنية لمجموعة من الأشخاص ضد نفس النظام"، مبيّنةً أنّ "هذا الاتفاق الجمعي ضد النظام لم ينطلق من فراغ، بل سبقته سنوات من الكلام والصبر على الألم"، معتبرةً أنّ "هذا الاتفاق الجمعي يأتي من الشعور المشترك وثقافة الرفض، التي يُعرف بها الجزائريون، وعناصر أخرى، مما جعل الناس تفهم دون أن تشرح لهم معنى العبارات المحلية (اللهجة الدارجة)، ومنها: يتنحاو قاع".

ورأت المتخصصة بعلم الاجتماع في حديثها لوكالة "الأناضول" أنّ "يتنحاو قاع بلغت خارج الحدود (الجزائر)، ولو أن جل العالم لا يعرف ماذا تعني، ولكن الجزائري يفهمها، وتمكن من تصديرها إلى الخارج"، وأوضحت أن "بلوغها العالم كان بفضل وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، إضافة إلى استمرارية الحراك الشعبي".

التعليقات