04/04/2019 - 16:29

تقرير: إهمال مصر للطيران سبب قتل المسافرين عام 2016

بعد ثلاث سنوات على تحطّم طائرة "ايرباص اي 230" التابعة لمصر للطيران خلال رحلة بين باريس والقاهرة، لم تتضح بعد أسباب المأساة، لكن تقييم خبراء أمر به القضاء الفرنسي، خلص إلى أن الطائرة ما كان ينبغي أن تقلع.

تقرير: إهمال مصر للطيران سبب قتل المسافرين عام 2016

توضيحية (أ ب)

 بعد ثلاث سنوات على تحطّم طائرة "ايرباص اي 230" التابعة لمصر للطيران خلال رحلة بين باريس والقاهرة، لم تتضح بعد أسباب المأساة التي تسببت بمقتل 66 شخصاً، لكن تقييم خبراء أمر به القضاء الفرنسي، خلص إلى أن الطائرة ما كان ينبغي أن تقلع بسبب "عيوب متكررة".

سقطت الرحلة "أم إس 804" في البحر المتوسط في 19 أيار/مايو 2016 بين جزيرة كريت اليونانية والساحل الشمالي لمصر، بعدما اختفت بشكل مفاجئ عن شاشات الرادار، ما أدى إلى مقتل 66 شخصا على متنها، بينهم 40 مصرياً و15 فرنسياً.

وفيما تحدثت القاهرة عن مؤشرات لتعرضها لاعتداء، رجحت باريس منذ البداية فرضية وقوع خلل تقني.

وكلف قضاة التحقيق الثلاثة الذين يتولون القضية في باريس جهتي خبرة بإعادة تركيب سيناريو الكارثة. وسلّم التقرير الأول المرتبط بصيانة الطائرة للقضاء في حزيران/يونيو، ويتضمن 76 صفحة، كشفت عنه صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية وعلمت وكالة "فرانس برس" به.

وتحدّث الخبيران في تقييمهما عن وجود "نقص كبير في الدقة لدى الطواقم والخدمات الفنية لدى مصر للطيران" في تعاملها مع الملفات التقنية للطائرة.

ويكشف التقرير عن عدم تبليغ الطيارين الذين تناوبوا على قيادة الطائرة عن عدة حوادث صادفوها وبالتالي لم يتبع ذلك عمليات صيانة.

وقالا إنه لم يتم الإبلاغ عن عيوب "إلا عند تواجد الطائرة في مركزها الرئيسي في القاهرة من أجل تفادي تأخيرها قبل عودتها (...) الوقت اللازم لإصلاحها".

وقال محامي عائلة كليمان ديشنير-كورماري الذي قتل عن 26 عاماً في الكارثة، أنطوان لاشونو، في حديث لـ"فرانس برس"، "عندما يجري تجاهل الإنذارات بشكل متكرر، يؤدي ذلك إلى سقوط الطائرة، ويصبح من المستحيل تأييد فكرة أن الأمر حصل بالصدفة. يجب، استناداً إلى ذلك التقرير وإلى التحقيقات، استخلاص النتائج المتعلقة بمسؤولية مختلف الأطراف المعنية".

"ما كان ينبغي أن تقلع"

ويقول التقرير إن "التقييم بيَّن أن تلك الطائرة كان يجب أن تخضع لعمليات فحص بعد رحلاتها الأربع الأخيرة، ولم يكن من المفترض أن تغادر القاهرة بعد ظهور عيوب متكررة، لم تبلغ عنها الطواقم التي تناوبت على قيادتها".

ولم يكن التقني المعنيّ قادراً على منعها من الطيران قبل إقلاعها من مطار رواسي شارل ديغول في باريس، لجهله بعيوبها السابقة، وفق التقرير.

وألقى الخبيران، وهما تقني ومحقق جوي، الضوء على ثغرات محتملة في كفاءات وأهلية التقني الذي كان مكلفاً صيانة الطائرة في باريس.

مع ذلك، رفض الخبيران الخروج بأي خلاصة نهائية، مشددين على أن "دراسة العناصر" المتوفرة لديهما "لا تسمح بتحديد ما إذا كان الحادث نتج عن العيوب التقنية المختلفة".

ودون أن يكونا قادرين على إثبات ذلك، اشتبه الخبيران بأن أحد هذه العيوب هي "بوادر خلل كهربائي كبير".

ويطرح الخبيران تساؤلات أيضاً بشأن استبدال صندوق يحتوي على قناع الأوكسجين الخاص بمساعد الطيار ولأسباب مجهولة، ثلاثة أيام قبل التحطم. ويوضحان أن "استبدال هذه المعدات يتطلب فحصاً شديد الدقة (...) كون تسرب الأوكسجين خطير بحد ذاته".

وفي تقرير نشر في صيف 2018، أكد مكتب التحقيقات الفرنسي لسلامة الطيران المدني أن فرضيته "الأكثر ترجيحاً" هي "نشوب حريق في قمرة القيادة (...) حريق تطوّر بسرعة وأدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة".

ومن المقرر أن يحدد تقييم خبرة جديد طلبه القضاء ما إذا كانت هواتف ومعدات ذكية موجود في قمرة القيادة السبب في ارتفاع سريع في الحرارة تسبب في نشوب حريق.

وبحسب مصدر قريب من الملف، بدأ المحققون في تحليل نسخة من التسجيلات الصوتية في قمرة القيادة المستخلصة من أحد الصندوقين الأسودين.

وتمكن القضاء، بعد انتظاره تلك المعطيات طويلاً، من الحصول عليها الخريف الماضي خلال تفتيش مكتب التحقيقات الفرنسي لسلامة الطيران المدني.

وفي الجانب المصري، أنهت السلطات في عام 2016 تحقيقاتها الأمنية، ونقلت الملف إلى القضاء المصري، بدون صدور أي جديد حتى الآن بشأن الملف.

وأكدت القاهرة في كانون الأول/ديسمبر 2016 عثورها على مخلفات متفجرات على أشلاء الضحايا، وهو ما شكك به الجانب الفرنسي، مع عدم تبني أي تنظيم عملية إسقاط الطائرة

وأثار التقرير الفرنسي الذي نشر اليوم سخرية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي:
علق الفنان عمرو واكد قائلاً: "وهل تبقّى شيء منهم يحترم العقول؟ أعتقد أفضل أن نحترم نحن عقولنا ولا ننتظر احترامهم. ما يحدث في مصر عدّى حدود أي احترام لعقول البشر. يريدونها قطيع".

وكتبت هالة هلال: "تقرير لجنة الخبراء المشكلة من قبل فرنسا، قال إن سبب سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من شارل ديغول للقاهرة، هو خلل في الدوائر الكهربائية للطائرة، مما أدى إلى اشتعال في كابينة الحمام، وأن الطائرة كان بها عيوب فنية كثيرة، وكانت لا يجب أن تقلع وبها هذه العيوب، وأن مصر مازالت تصر على وجود عمل إرهابي".

وغردت سوزان معلنة موقفها من الجدل القائم حول التقرير، فكتبت: "التقرير القضائي الفرنسي عن سبب سقوط طائرة مصر للطيران، يكشف إهمالا جسيما وطالما كان الرد المصري مبهم وطرمخة فأنا أصدّق التقرير، أنا مش باركب طيارتهم من الأساس لشكّي الدائم في قصة الصيانة تحديداً، ويبدو أن ظنوني في محلها.. اشمعنى دي اللي حتمشي صح؟".

 

التعليقات