10/05/2019 - 15:42

"قدوتنا رئيسنا" يثير زوبعة في مواقع التواصل الاجتماعي

في خطوة غير مسبوقة أثارت موجة عارمة من الانتقادات والسخرية في فلسطين، أطلقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية كُتيبًا بعنوان "قدوتنا رئيسنا" يتناول سيرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأهم القرارات الحاسمة والحساسة في تاريخ الشعب الفلسطيني تخليدًا وتمجيدًا له.

(تويتر)

في خطوة غير مسبوقة أثارت موجة عارمة من الانتقادات والسخرية في فلسطين، أطلقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية كُتيبًا بعنوان "قدوتنا رئيسنا" يتناول سيرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأهم القرارات الحاسمة والحساسة في تاريخ الشعب الفلسطيني تخليدًا وتمجيدًا له.

"قدوتنا رئيسنا"

"قدوتنا رئيسنا"، كان هذا عنوان الكُتيب الذي يستلهم مقالات ومواقف عباس، والذي أثار معه حالة كبيرة من الغضب والرفض في الشارع الفلسطيني، وسط اتهامات لـ"فتح" بتمجيد وتخليد نهج "أبو مازن"، ومحاولات لنقل ثقافة الرؤساء العرب لفلسطين، وعلى رأسهم الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، وكتابه "الأخضر" الشهير.

وقررت وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية المحتلة رسمياً إطلاق كُتيب "قدوتنا رئيسنا"، ضمن مبادرة "لأجل فلسطين نتعلم"، حيث يستلهم الكُتيب اقتباسات من كتب ومقالات سابقة نُشرت لعباس.

وأقيم في مدينة رام الله حفل لإطلاق الكتيب، أمس الخميس وحضره وزيرا التعليم والثقافة وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والتنفيذية لمنظمة التحرير، وكذلك محافظون ومديرون، وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمحلي، وعدد من الأسرة التربوية.

على خطى القذافي

ويعدّ إقرار كتيب "قدوتنا رئيسينا" على الفلسطينيين واعتباره مرجعاً رسمياً "مرفوضاً جملةً وتفصيلاً، ومحاولة من عباس لتقليد نهج الراحل معمر القذافي"، الذي كان قد أصدر كتاباً وبات مرجعية وأساساً لنظامه داخل ليبيا.

ويشار إلى أنه في العام 1975 ألّف القذافي "الكتاب الأخضر"، وعرض فيه أفكاره حول أنظمة الحكم، وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية، حيث يعتبر هذا الكتاب أساس النظام الجماهيري الذي ابتدعه معمر القذافي.

موجة عارمة من السخرية
ولقي هذا الموضوع تفاعلاً كبيرًا على "السوشال ميديا"، وسط مقارنات مع ما وصفه المعلقون مديح الزعماء العرب في الإعلام والتعليم، كما استعادوا تصريحاتٍ للرئيس حول التنسيق الأمني ورفض المقاومة المسلحة وتساءلوا إن كان الكتيب سيتضمن مثل هذه التصريحات. 

فغرّد المحلل السياسي ياسر الزعاترة عبر حسابه في "تويتر" أن "وزارة التربية والتعليم التابعة للسلطة تصدر كتيبا بعنوان "قدوتنا رئيسنا"، ضمن مبادرة لأجل فلسطين نتعلم، حيث يستلهم اقتباسات من كتب للرئيس الفلسطيني. هل سيتضمن اقتباسات من كلامه عن "تقديس" التعاون الأمني، وتسفيه المقاومة، أم عن قضية اللاجئين؟!! بعض المنطق يا قوم!!".

وتخيّلت رؤى يوسف امتحانات الكُتيب الجديد فشاركت عدة أسئلة عبر تويتر " امتحان كتاب قدوتنا رئيسنا . 1. ما الحكمة المستخلصة من قول الرئيس : التنسيق الأمني مقدس مقدس مقدس ؟ 2. علل ما يلي : لماذا قال الرئيس انه يعيش تحت بساطير الاحتلال ؟ 3. اعرب كلمة صفد في الجملة التالية : انا متنازل عن صفد . 4. ما هي المناسبة التي قال فيها الرئيس : يا اخي مالنا ومال القدس . 5. على أي قناة قال الرئيس : شغلنا الشاغل في الاجهزة الامنية هو الحفاظ على أمن اسرائيل".

وأثار عز الدين أحمد تساؤلات موجهة لرئيس عباس قال فيها " ظننتها دعابة وسخرية.. ولم أتوقع أن يصل الانحدار بمستوى التسحيج والتطبيل و التشبيح إلى هذا الحد؟ #قدوتنا_رئيسنا؟! .. ماذا تركت يا رجل لعظماء التاريخ؟ بل ماذا تركت لقادة الشعب الفلسطيني الذين ضحوا بدمائهم؟ مسيرتك كلها من فشل إلى فشل، وتاريخك عار على شعب بأكمله".

ولم يكن "فيسبوك" أقل سخونة من تويتر فنشر أحمد مالك على حائطه عبر فيسبوك "ليس هذا ما يجب أن يحدث، فالتعليم يحتاج جهد حقيقي ومبادرات ممنهجة ومخططة تقوده وتعمل على تحقيق تحولات حقيقية.
والوطن يحتاج حركة سياسية رائية لطريقها ومؤمنة بفعلها، تعرف أهدافها وتعرف كيف تحققها. هذه خطوة تسيء للشعب والتعليم والوطن وحتى للرئيس كشخص. مطلوب إلغاء هكذا ارتجالات والاعتذار عنها".

وعلقت شذى حنايشة بصورة ساخرة على شح التطورات في منهاج التعليم الفلسطيني فقالت " ممكن ترجعونا ع المدرسة؟ مش عارفة كيف رح نقدر نتعايش مع الأجيال القادمة الي رح تستفيد من التطور الكبير في المنهاج الفلسطيني الجديد!
مش قادرة أتخيل كيف بدنا نتأمل خير بوزير التربية والتعليم وهو أول قرار أخذه أنه يضيف ع المنهاج كتيب اسمه "قدوتنا رئيسنا" ليجبر الطلاب يتعلموا ويحفظوا اقتباسات للرئيس. لحسن حظ الطلاب انه خطابات الرئيس كلها مكررة مش رح يتغلبوا كتير بالحفظ".

 

التعليقات