12/06/2019 - 17:02

هل سيدفع الناس المال مقابل الاطلاع على الأخبار؟

تواجه المؤسسات الإخبارية، تحديات من شركات التكنولوجيا العملاقة، ويربكها غياب الثقة على مستوى جمهورها، إذ إن أغلب الناس لا يريدون دفع المال مقابل الأخبار في الإنترنت، في وقت تسببت فيه الثورة في عالم توصيل الأخبار للمستهلكين، بالقضاء على نماذج أعمال قامت عليها

هل سيدفع الناس المال مقابل الاطلاع على الأخبار؟

توضيحية (pixabay)

تواجه المؤسسات الإخبارية، تحديات من شركات التكنولوجيا العملاقة، ويربكها غياب الثقة على مستوى جمهورها، إذ إن أغلب الناس لا يريدون دفع المال مقابل الأخبار في الإنترنت، في وقت تسببت فيه الثورة في عالم توصيل الأخبار للمستهلكين، بالقضاء على نماذج أعمال قامت عليها مؤسسات إخبارية عديدة، وفق "معهد رويترز لدراسة الصحافة".

وقال معهد رويترز لدراسة الصحافة في تقرير الأخبار الرقمية السنوي، إن أغلب الناس لا يرغبون في دفع المال مقابل الاطلاع على الأخبار على الإنترنت، وإنه لم تحدث سوى زيادة طفيفة في نسبة الراغبين في ذلك بالسنوات الست الأخيرة، بالإضافة إلى أن من يدفعون يحدث بينهم أن يتوقف البعض عن مواصلة سداد الاشتراكات، ويشعر كثيرون بالإرهاق من جراء مطالبتهم بسداد قيمة اشتراكات عديدة مختلفة،  ويختار كثيرون دفع المال لمشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى بدلا من الإطلاع على الأخبار، ولذلك ستنهار بعض الشركات الإعلامية.

وقال مدير معهد "رويترز"، راسموس كلايس نيلسن، إن "قطاعا كبيرا من الناس راضٍ تمام الرضا عن الأخبار التي يمكنهم الاطلاع عليها مجانا وحتى بين من هم على استعداد لدفع المال فإن الأغلبية مستعدة فقط للتعاقد على اشتراك واحد"، مضيفا: "كثيرون من جمهور الناس يشعرون بالانسلاخ فعلا عن الكثير من الصحافة التي يطلعون عليها، فهم لا يجدون أنها جديرة بالثقة ولا يجدونها صائبة ولا يرون أنها تنقلهم لمكانة أفضل".

وفي حين أن مؤسسات إخبارية كثيرة لا تتيح الاطلاع على أخبارها إلا لمن يدفع، وأن بعضها يشهد زيادات في الاشتراكات الرقمية فلم يحدث تغير يذكر في نسبة من يدفعون المال مقابل الاطلاع على الأخبار على الإنترنت باستثناء الزيادة التي أحدثها انتخاب الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة في عامَي 2016 و2017، مع الإشارة إلى أنه من المرجح أن يكون حملة الشهادات الجامعية والأثرياء من يدفعون اشتراكات للأخبار على الإنترنت.

وفي بريطانيا قال حوالي ثلث المشاركين في استطلاع إنهم يتحاشون الأخبار بسبب ملابسات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وقال من صوتوا بالموافقة على الانفصال إنهم يتحاشون الأخبار لأنها تُحزنهم ولأنه ليس بوسعهم الثقة في صحة الأخبار.

وأوضح التقرير أن 37% يختارون خدمات الفيديو عبر الإنترنت و15% يختارون الموسيقى على الإنترنت.

وتتحين المؤسسات التي تتيح الأخبار من عدة مصادر الفرصة، فتعرض خدمة أبل نيوز بلس اشتراكا واحدا يتيح الاطلاع على أخبار صحف ومجلات مرموقة منها تايم وذي أتلانتيك وذا نيويوركر وفوج ووول ستريت جورنال ولوس أنجليس تايمز، وهذا قد يحرم المؤسسات الناشرة من الصلة المباشرة بالمستهلكين ويحد من المعلومات التي تمتلكها من أجل زيادة فاعلية الإعلانات الموجهة وزيادة قيمتها.

تهديدُ الشركات التي تقدم الخدمات الترفيهية

وفي الوقت الذي تتصارع فيه المؤسسات الإخبارية على الإيرادات، فإنها تواجه تهديدا متزايدا من مقدمي الخدمات الترفيهية مثل نتفليكس وسبوتيفاي وأبل ميوزيك وأمازون برايم.

وقال الباحث الأول بمعهد رويترز، نيك نيومان: "في بعض البلدان ربما يكون العجز عن مواصلة دفع الاشتراك قد بدأ يستقر وتفضل الأغلبية إنفاق ميزانتيها المحدودة على الترفيه (نتفليكس وسبوتيفاي) بدلا من الأخبار"، وأضاف: "ليس مفاجأة أن تأتي الأخبار في مكان متأخر بالقائمة عند مقارنتها بخدمات أخرى مثل نتفليكس وسبوتيفاي وخاصة للنصف الأصغر سنا من السكان".

وأظهر استطلاع أن سبعة في المئة فقط من الناس دون سن الخامسة والأربعين، قد اختاروا الأخبار، عندما سُئلوا عن نوع الاشتراك الإعلامي الذي يختارونه إذا كان المتاح لهم اشتراك واحد للعام التالي.

التعليقات