كيف حصلت "يديعوت أحرونوت" على تقرير ميداني من بيروت؟

أثار التقرير الصادر اليوم، الجمعة، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" جدلًا واسعًا وتساؤلات كثيرة حول كيفية حصول الصحيفة الإسرائيلية تقرير ميداني غطت من خلاله الأحداث، التي دارت في ساحة رياض الصلح في العاصمة اللبنانية، بيروت، وتغطية أخبار الاحتجاجات فيها.

واستغل الرافضون للحراك اللبناني التقرير للتشديد على أن الاحتجاجات عبارة عن مؤامرة خارجية فكتب أحدهم "مراسلة صحيفة يديعوت احرونوت، فرانتشيسكا بوري، تعد تقريرا من قلب تظاهرة رياض الصلح في بيروت.. أين تلفزيونات الثورة؟ أين القوى الأمنية؟ وكيف تدخل هذه الصهيونية بيروت؟ ومن ادخلها؟.. سؤال برسم الجميع بما فيها الثورجية".

وفعلًا نشر موقع يديعوت أحرونوت مساء أمس، الخميس، عبر موقعه وفي صحيفته الصادر صباح اليوم تقريرًا من ساحة رياض الصلح من بيروت، أعدته الصحافية الإيطالية، فرانتشيسكا بوري.

وبوري إيطالية معروفة بعملها الصحافي الحر، ما يعني أنها تعدّ تقارير وتبيعها لمواقع عالمية عدة، علمًا بأنها تكتب عن انتفاضة اللبنانيين، في الوقت نفسه، لصالح صحيفة "Il Fatto Quotidiano" الإيطالية.

والصورة المستخدمة في التقرير إياه تعود لإحدى المتظاهرات، يوم الأربعاء، التقطها مصور وكالة "فرانس برس"، جوزيف عيد، في ذوق مصبح، ومتاحة في الوكالات الإخبارية ومنصات الصور مثل "Getty". 

وللمفارقة، فإن الصحافية نفسها أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية، العام الماضي، حين أجرت مقابلة مع القيادي في حركة "حماس"، يحيى السنوار، وباعتها أيضًا لـ"يديعوت أحرونوت".

مشاركو المزاعم عن "تسلل إسرائيليين" إلى انتفاضة اللبنانيين زعموا أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن صورة المرأة المرفقة بالتقرير تعود إلى الصحافية، لكنها صورة متاحة على الوكالات الإخبارية العالمية، لمواطنة لبنانية تشارك في الانتفاضة، واسمها جوان خليل.

ومن الجدير بالذكر، أن انتشار هذا الخبر يصب في إطار حملة الأخبار الزائفة وتشويه السمعة، الساعية إلى شيطنة المتظاهرين وحراكهم، واتهامهم بتلقي الأموال من سفارات أجنبية، وبين الأخبار الكاذبة ما تداوله مستخدمون حول وفاة امرأة بسبب قطع الطرقات.