30/04/2020 - 23:16

التلفزيون العربي: تأشيرة دخول إلى مملكة الحجاز

لم تعمّر مملكة الحجاز كثيرًا، فاقتصر حكمها بين العامين 1916 و1925، وهذا ما قلّل الاهتمام بدراستها والتطرّق لها في الأفلام الوثائقيّة والأبحاث، إلا أن التلفزيون العربي يعرض فيلم "مملكة الحجاز"، يوم الإثنين المقبل، فيلما خاصًا عنها وعن سقوطها.

التلفزيون العربي: تأشيرة دخول إلى مملكة الحجاز

من قطار الحجاز (أرشيفية)

لم تعمّر مملكة الحجاز كثيرًا، فاقتصر حكمها بين العامين 1916 و1925، وهذا ما قلّل الاهتمام بدراستها والتطرّق لها في الأفلام الوثائقيّة والأبحاث، إلا أن التلفزيون العربي يعرض فيلم "مملكة الحجاز"، يوم الإثنين المقبل (22:00 بتوقيت القدس)، وهو وثائقي خاص عنها وعن سقوطها، الذّي أرّخ لتحوّل كبير في منطقة الحرمين وبحر العرب كلّه.

ويعتبر الخوض في تاريخ المملكة الحجازية تحديًا مهنيًا خاصًا من الناحية البحثيّة نظرًا لكثافة الأحداث التي مهدّت لنشوئها وتوالت أثناء قيامها، ولم تنتهِ بانتهائها، بالإضافة إلى المادة البصريّة غير المتوفّرة كثيرًا من تلك الفترة.

فنشأت مملكة الحجاز رسميًا بعد "الثورة العربية الكبرى" عام 1916 ضد الدولة العثمانيّة أثناء الحرب العالمية الثانية، وسيطرت على المنطقة الممتدّة من اليمن إلى شمالي الجزيرة العربيّة، بما في ذلك مكّة المكرّمة والمدينة المنورة وجدّة والطائف.

وتولّى حكمها الشريف حسين، الذي حكمت ذريّته لاحقًا الأردن وسورية والعراق، قبل أن يخلفه عليها نجله الملك عليّ بن الحسين.

عانت المملكة الوليدة من صراع تاريخي وقبائلي مرير مع سلطنة نجد (أو إمارة نجد والإحساء) التي حكمها عبد العزيز بن سعود، فكلا الملكين رأى نفسه أحقّ بلقب ملك العرب. وتطوّر الصراع إلى حرب دامية استمرّت أشهرًا وانتهت بسيطرة ابن سعود على الحجاز وإعلانه "سلطنة نجد والحجاز وملحقاتها"، التي تغيّر اسمها لاحقًا إلى المملكة العربية السعوديّة.

إلا أن حرب السيطرة على الحجاز لم تكن سهلة على ابن سعود، إذ تحالف فيها مع مجموعة دينيّة متطرّفة تسمّى "إخوان من أطاع الله"، الذين شكّلوا قوّة عسكرية موازية لقوّات آل سعود، وقاموا بفرض الأحكام الدينيّة على الحجاز بعد السيطرة عليها.

لاحقًا، تطوّر الصراع بين حركة "الإخوان" وابن سعود إلى نزاع مسلّح تضمّن معركتين كبيرتين، هما معركة السبلة ومعركة أم رضمة.

أدّت السيطرة على الحجاز إلى تغييرات سوسيولوجيّة واسعة في المنطقة التي كانت تعتبر من أكثر مناطق الجزيرة العربية تقدّما، فكانت جدّة حاضرة شهدت قنصلّيات للدول الكبيرة، ولها ميناء مركزي شكّل انطلاقًا لمصر والسودان، وشهدت حريات شخصيّة بخلاف ما شهدته مدن نجد، رصد لها الروائي عبد الرحمن منيف في الجزء الأخير من خماسيّته "مدن الملح"، بعنوان "بادية الظلمات".

ومثلما بدأت المملكة الحجازية في ظروف تاريخيّة حافلة هي نهاية الدولة العثمانية، فإن نهايتها أرخّت لظروف تاريخيّة أخرى، تمثّلت في سيطرة ابن سعود على الغالب الأعم من أرض جزيرة العرب في مملكة تمتدّ من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.

التعليقات