05/05/2020 - 15:36

"فيسبوك" يلاحق المحتوى الفلسطيني.. ويحذف حسابات ناشطيه

حذف موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صفحات وحسابات العشرات من الصحافيين والنشطاء الفلسطينيين، خلال الفترة الأخيرة، وفق مصادر فلسطينية، وذلك ضمن حرب يشنها "فيسبوك" ضد المحتوى الفلسطيني، بتعطيل عشرات الحسابات لنشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة في السابق.

(أرشيفية)

حذف موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صفحات وحسابات العشرات من الصحافيين والنشطاء الفلسطينيين، خلال الفترة الأخيرة، وفق مصادر فلسطينية، وذلك ضمن حرب يشنها "فيسبوك" ضد المحتوى الفلسطيني، بتعطيل عشرات الحسابات لنشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة في السابق.

وتفاجأ الصحافيون والنشطاء، بإغلاق صفحاتهم وحساباتهم على "فيسبوك" دون إشعارهم بذلك، وسبق وأن شنّ موقع "فيسبوك" حملات مشابهة لإغلاق حسابات صحافيين فلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية.

واتهمت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان"، إسرائيل العام الماضي بـ"توظيف علاقاتها مع شركة ‘فيسبوك‘ لمحاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني الأزرق".

وأعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية عام 2018 أن إدارة موقع "فيسبوك" استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات إسرائيل، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل.

وتعرّض الحساب الشخصي لمدير شبكة "عين الإعلامية"، الصحافي جهاد بارود، أمس الاثنين، للإغلاق النهائي بشكل فجائي، وقال بارود لوكالة الأناضول "إن إدارة الموقع، لم تتجاوب مع محاولات استعادة الحساب، وتم الإغلاق".

وبيّن أن صفحة الشبكة أُغلقت هي الأخرى قبل نحو شهر، للمرة السابعة على التوالي، في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني، وذكر أن صفحته الشخصية والصفحة التابعة للشبكة، لم تخالفا سياسات النشر، ولا يوجد مبرر لدى "فيسبوك" لإغلاقهما غير محاربة الرواية الفلسطينية.

وأشار بارود إلى أنه امتنع عن نشر أي كلمات حظرتها "فيسبوك" لها علاقة بالمقاومة الفلسطينية، كما أن الوسائط المنشورة ليست أكثر من صور جمالية وتعبيرية وأخبار عامة.

وأضاف بارود أن "هي حرب تشنّها إدارة الموقع بالتعاون مع الاحتلال، على أساس أن يحظر المحتوى الفلسطيني، ويغيّب الصوت الفلسطيني، ويحرص على عدم وجود رسالة مؤثرة له تصل إلى الخارج".

واستنكر بارود سياسة "فيسبوك"، والتي تأتي في ظل سياسة التطبيع مع إسرائيل والتي بدأتها الدراما العربية الخليجية، وقال الصحافي الفلسطيني محمد أبو دقة لـ"الأناضول"، إن إدارة "فيسبوك" أوقفت حسابه، قبل نحو 6 أيام، بشكل نهائي.

وأوضح أن هذا التعطيل جاء بتهمة "انتهاك حقوق ومعايير الفيس بوك"، وفق ما أورده "فيسبوك" في رسالته، دون تحديد تلك المعايير المُنتهكة بشكل خاص، وذكر أبو دقة أن إدارة" فيسبوك" أنه "لم تشعره بإيقاف حسابه، بل فوجئ بهذا الأمر".

وهذا الحساب الثالث الذي يتم تعطيله نهائيا لأبو دقة على موقع التواصل الاجتماعي، حيث تم إغلاق أول حساب له عام 2019. ويصف أبو دقة التهم التي ترفقها إدارة "فيسبوك" في رسالتها للصحفيين الذي تعطّلت حساباتهم بـ"غير المقنعة".

ورأى أبو دقة أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني، وتتزامن مع المساعي الإسرائيلية في "طمس الرواية الفلسطينية وتغييب الصورة الحقيقية عن انتهاكات الاحتلال عن العالم".

وقال المختص في الإعلام الاجتماعي، سائد حسونة، إن إدارة "فيسبوك" تغلق حسابات الصحفيين دون إشعارهم بذلك، بينما يجب أن يتم إغلاق الصفحات بعد المرور بثلاث مراحل من الإشعار.

ووصف حسونة معايير "فيسبوك" التي تلاحق المحتوى الفلسطيني بـ"المجحفة"، حيث يتم إغلاق الحسابات بناء على استخدام كلمة معينة لها مثلا علاقة بالمقاومة الفلسطينية أو ضد إسرائيل، أو في حال ترافق محتوى الوسائط المنشورة مع ذلك.

وأضاف حسونة أن" الصحافيون والناشطون عانوا مثلا أيام تغطية مسيرات العودة وكسر الحصار، انطلقت نهاية آذار/ مارس الماضي، من منع منشوراتهم أو يصل إلى إيقاف حساباتهم، نتيجة نشر صور، يعتبرها ‘فيسبوك‘ عنيفة".

ورأى حسونة أن "المحتوى والرواية الفلسطينية" هي المستهدفة من وراء إغلاق حسابات الصحافيين، وذكر أن ذلك يناقض حرية التعبير عن الرأي التي كفلتها القوانين والأعراف الدولية.

وأكد حسونة على ضرورة تأمين الصحفيين لحساباتهم، وإعادة صياغة المحتوى بحيث يصبح قادرا على إيصال الفكرة المقصودة، لكن بشكل غير صريح، وبذلك ينسجم مع سياسات "فيسبوك".

وتابع حسونة بقوله إن "إسرائيل وضمن اتفاقية بينها وبين "فيسبوك"، قدّمت خوارزمية فيها بعض المصطلحات والإشارات للمحتوى الفلسطيني، وإدارة الموقع تعاملت معها بإيجابية وبناء عليه يتم إيقاف الحسابات".

ومنذ 2019، بدأ الصحافيون والناشطون بالتحايل على خوارزميات "فيسبوك"، من خلال نشر الكلمات التي تعتبرها إدارة الموقع مخالفة لسياسات النشر، منقوصة الحروف أو تتضمن حروفا باللغة الإنجليزية، ويرى حسونة أن عملية التحايل غير مجدية كثيرا، حيث يتم كشفها.

بدوره، قال الصحافي قاسم الأغا، مسؤول العلاقات العامة بالتجمع الإعلامي الفلسطيني، إن "ما يحدث من إغلاق للحسابات الفلسطينية، يأتي في إطار تبادل الأدوار بين إدارة فيس بوك وقيادة كيان الاحتلال، في محاولة مستمرة لتغييب الرواية الفلسطينية"، واستنكر الأغا تلك السياسة التي تنتهجها إدارة "فيسبوك"، معتبرا إياها "انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير".

من جانبها، دعت لجنة دعم الصحافيين، إدارة "فيسبوك"، لوقف ملاحقة المحتوى الفلسطيني، بعد أن قامت بتعطيل عشرات الحسابات لنشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

وقالت اللجنة، في بيان تلقّت "الأناضول" نسخة منها، إنها رصدت، خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، عشرات الانتهاكات على مواقع التواصل بحق الحسابات الشخصية لنشطاء فلسطينيين، بالإضافة لوضع القيود على الكثير من هذه الحسابات مثل تعطيل البث المباشر.

وطالبت اللجنة بضرورة "وقف ملاحقة المحتوى الفلسطيني، وإعادة تفعيل الحسابات التي تم تعطيلها"، وناشدت "المؤسسات الدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة اليونسكو ومؤسسة مراسلون بلا حدود للضغط على إدارة ‘فيسبوك‘ التي تمارس ازدواجية في التعامل والمعايير".

وأضافت اللجنة أن "‘فيسبوك‘ تطلق العنان للصفحات الإسرائيلية التي تدعو للعنصرية والكراهية، وتقوم في ذات الوقت بالتضييق على الصفحات الفلسطينية"، وشددت على أن هذه السياسة "منافية لكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حرية الرأي والتعبير".

وأشارت اللجنة أن الهدف من هذا التضييق هو "تغييب الصوت الفلسطيني في ظل المخططات الإسرائيلية المستمرة، التي تستهدف الوجود الفلسطيني واقتلاعه من أرضه".

التعليقات