14/08/2020 - 19:58

هل ستكون فيسبوك طرفًا أساسيًا بالانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة؟

مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الأميركي ووسط توتر شديد باشرت "فيسبوك" حملة صعبة، لتثبت أنها باتت طرفا أساسيا ومسؤولا في الانتخابات ولم تعد وسيلة لنشر التضليل للإعلامي على نطاق واسع.

هل ستكون فيسبوك طرفًا أساسيًا بالانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة؟

ترامب وبايدن (أ, ب.)

مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الأميركي ووسط توتر شديد باشرت "فيسبوك" حملة صعبة، لتثبت أنها باتت طرفا أساسيا ومسؤولا في الانتخابات ولم تعد وسيلة لنشر التضليل للإعلامي على نطاق واسع.

وعرض عملاق شبكات التواصل الاجتماعي يوم أمس، الخميس، مركز معلومات حول الانتخابات مشابه لما قدمه في إطار فيروس كورونا المستجد لتوفير التوصيات الرسمية.

وتواجه فيسبوك حملات مختلفة للتلاعب بالناخبين مصدرها الخارج أو مجموعات أميركية لثني بعض الفئات عن الاقتراع أو التأثير على خيارهم.

وينبغي على المجموعة الكاليفورنية أن تظهر أنها استخلصت العبر من انتخابات العام 2016، لا سيما الرئاسية في الولايات المتحدة والاستفتاء حول بريكست في المملكة المتحدة، التي طغت عليها حملات تأثير مغفلة نظمتها روسيا خصوصا.

وتفكك "فيسبوك" شبكة تلو الأخرى تنشر معلومات خاطئة ونظريات المؤامرة والتحريض على الكراهيَة وتسجيلات مصورة محورة.

وتستعد لتكتيات من النوع الذي يقوم على القرصنة ونشر الوثائق (هاك أند ليك) مع توفير كيانات تابعة لدول معلومات مقرصنة إلى وسائل الإعلام، واستغلالها للشبكات لنشرها.

وهذا ما حصل مع البريد الإلكتروني للمرشحة الديموقراطية إلى البيت الأبيض العام 2016، هيلاري كلينتون.

وحظرت "جوجل" كذلك نشر الفيديوهات عبر "يوتيوب" تحوي معلومات تم الحصول عليها من عمليات قرصنة ومن شأنها التأثير على المسار الديموقراطي.

وقال مدير التسويات حول أمن الفضاء الإلكتروني لدى فيسبوك، ناتنيال غليشر، خلال مؤتمر صحافي: "نعرف إنها تقنية فاعلة".

ورحب بالتعاون القائم بين شبكات التواصل الاجتماعي والوكالات الحكومية للسماح برصد العمليات الضارة في وقت مبكر أكثر.

لكن لمكافحة هذه التوغلات، لا يكفي إفشالها فحسب "بل ينبغي أيضا ضمان حصول الناس على معلومات موثوقة وحقيقية خلال الأحداث الرئيسية" مثل الاستحقاقات الرئاسية أو الجوائح على ما أوضح غليشر. وأضاف "حملات التضليل الإعلامي تكون أكثر ضراوة عندما تحصل في ظل فراع إعلامي؟".

من هنا أهمية استحداث مركز معلومات خاص بالانتخابات يعرض إجراءات التصويت في كل ولاية حضوريا أو عبر البريد، ليشكل أداة تلجأ إليها السلطات للتواصل سريعا مع الناخبين، في حال حصول تغيير في اللحظة الأخيرة على سبيل المثال.

وعلق الأستاذ في جامعة هارتفورد، آدم كيارا، إن "الفرق شاسع مع الوضع قبل أربع سنوات. في العام 2016 كان مارك زوكربيرغ (رئيس فيسبوك) يقلل من تأثير منصته على الانتخابات ويدعو إلى ترك الأمور على سجيتها. أما الان تقر فيسبوك بقوتها وتتحرك لمحاربة التضليل الإعلامي والترويج للمشاركة".

يمكن للمستخدمين التحقق عبر المركز إن كانت أسماؤهم واردة فعلا في لوائح الناخبين، وسيحالون إلى الموقع الإلكتروني المناسب في حال غيابها.

وشددت فيسبوك على أنه "في العام 2016 تعذر على 92 مليون أميركي التصويت".

وكان زوكربيرغ حدد في حزيران/يونيو هدفا طموحا للمساهمة في تسجيل أربعة ملايين أميركي إضافي على اللوائح.

وستكون نسبة المشاركة عنصرا مهما في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر بسبب الغموض المرتبط بجائحة كوفيد-19.

ويبدو أن الاقتراع عبر البريد سيكون وسيلة مثالية لاحترام التباعد الاجتماعي، لكن على "فيسبوك" أن تتحكم أيضا بموازاة ذلك بنوبات غضب دونالد ترامب حيال هذه الطريقة.

واضطرت الشبكة إلى التدخل، فأرفقت ملاحظة توضيحية بمنشور للرئيس الأميركي اعتبر فيه أن التصويت عبر البريد يسهل عمليات التزوير الانتخابي، من دون أن يورد أي دليل على ذلك.

وتحدث الرئيس الأميركي، الذي تظهر استطلاعات الرأي تخلفه أمام منافسه الديموقراطي جو بايدن، عن احتمال إرجاء الانتخابات بسبب المخاطر المفترضة.

وفي ظل أجواء التوتر هذه تستعد فيسبوك لسيناريوهات عدة في يوم الانتخابات، وفي الأيام التالية في حال تأخر صدور النتائج أو طعن بها.

وتتوقع الشبكة على سبيل المثال أن تحرض مجموعات على العنف خلال فرز الأصوات.

التعليقات