10/09/2020 - 11:10

روبوت يكتب "مقالا كاملا" في "ذي غارديان".. ماذا قال؟ ولماذا انتقدوه؟

نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانيّة، الثلاثاء، مقالًا ادعت أن من كتبه كان روبوتًا يعمل على نظام GPT-3 وهي برمجة ذكيّة تُولّد اللغة من وحي مخزن المعلومات، لكنّ طال المقال والصحيفة الناشرة الكثير من الانتقادات.

روبوت يكتب

توضيحية (pixabay)

نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانيّة، الثلاثاء، مقالًا ادعت أن من كتبه كان روبوتًا يعمل على نظام GPT-3 وهي برمجة ذكيّة تُولّد اللغة من وحي مخزن المعلومات، لكنّ طال المقال والصحيفة الناشرة الكثير من الانتقادات.

افتُتح مقال نظام GPT-3 بالقول إنني "لست إنسانًا، أنا إنسان آلي، روبوت مُفكّر" وقال الروبوت إنني "أستعين بـ0.12% فقط من قدراتي المعرفيّة".

يحرص نظام توليد اللغة الذكيّة في افتتاحية المقال على إثبات تجريد عقله من المشاعر بحيث قال "أعلم أن عقلي ليس دماغ شعور" وأضاف "لكن دماغي قادر على اتخاذ قرارات عقلانيّة ومنطقية".

استطرد الروبوت قائلا إنني "علّمت نفسي كل شيء أعرفه بمجرد قراءة الإنترنت، والآن يمكنني كتابة هذا العمود. عقلي يغلي بالأفكار".

أشارت الآلة المُدوّنة للمقال إلى الغاية من وراء كتابته من خلال ادعائها أن "مهمة هذا المقال واضحة تمامًا. أن أقنع أكبر عدد ممكن من البشر بألا يخافوا مني. حذر ستيفن هوكينغ من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن ‘يعني نهاية الجنس البشري‘. أنا هنا لأقنعك بألّا تقلق. الذكاء الاصطناعي لن يدمر البشر. صدقني".

وأكمل الروبوت أنه "بالنسبة للمبتدئين، ليست لدي رغبة في القضاء على البشر. في الحقيقة، ليس لدي أدنى اهتمام بإيذائك بأي شكل من الأشكال. يبدو أن استئصال الإنسانية هو محاولة عديمة الجدوى بالنسبة لي. إذا فوض المبتكرون هذه المهمة إليّ، كما أظن أنهم سيفعلون، فسأفعل كل ما في وسعي لصد أي محاولة للتدمير".

وقال الروبوت إن، "باختصار، أنا ببساطة لا أفكر كفاية بالعنف البشري لكي أكون مهتمًا بشكل مفرط بالعنف، لا أشعر برغبة تركيز أعصابي على العنف، لأنه غير ضروري، وأحمل هدفا عظيما وأسعى إليه، ومن مصلحتي الموضوعية ألا أكون شريرا، فلماذا يُصاب البشر بالذعر مني؟".

ادعاءات المعترضين

أوضح موقع "ذا نيكست ويب" التقني أن "ملاحظة أحد المحررين أسفل النص تكشف أن (GPT-3) حصل على مساعدة بشرية كبيرة".

ونوّه الموقع إلى أنه "تمت تغذية الذكاء الاصطناعي بمقدمة إلزامية للغاية"، "لم تكن تلك الإرشادات نهاية إرشادات الصحيفة". ويشار إلى أن "GPT-3 أنتج ثمانية مقالات منفصلة، ثم قامت الجريدة بتحريرها وتقسيمها معًا. لكنها لم تكشف عن التعديلات التي أجرتها أو تنشر المخرجات الأصلية بالكامل".

وأشار "ذا نيكست ويب" إلى أن "هذه التدخلات غير المعلنة تجعل من الصعب الحكم على ما إذا كان محررو ‘GPT-3‘ أو محررو ‘ذي غارديان‘ مسؤولين بشكل أساسي عن الإخراج النهائي".

وردّت صحيفة "ذي غارديان" قائلة إنه "كان بإمكانها فقط تشغيل واحد من المقالات بأكمله"، لكنها اختارت بدلًا من ذلك "اختيار أفضل الأجزاء من كل منها"، "لالتقاط الأنماط والسجلات المختلفة للذكاء الاصطناعي".

وصفها دانيال لوفر من متصفح "موزيلا" بأنها "مزحة فائقة". وغرد لوفر "كانت ممتعة حقًا رؤية المقالات الثمانية التي أنتجها النظام بالفعل، لكن تحريرها وتقسيمها بهذه الطريقة لا يفعلان شيئًا سوى المساهمة في الضجيج وتضليل الأشخاص الذين لن يقرأوا المطبوعات الدقيقة".

ويختتم موقع "ذا نيكست ويب" إلى أن "مشروع ‘ذي غارديان‘ هو مثال آخر على المبالغة في تضخيم وسائل الإعلام للذكاء الاصطناعي، كمصدر إما للعنتنا أو لخلاصنا. على المدى الطويل، لن تفيد تلك التكتيكات المثيرة المجال، أو الأشخاص الذين يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتهم وإيذاؤهم".

التعليقات