01/11/2020 - 22:28

السلطوية الرقمية: كيف تُسكت السعودية أصوات المعارضين لها؟

اختفى نائب وزير المالية السعودي السابق، عبد العزيز الدخيل، في ظروف غامضة، في نيسان/ ابريل من هذا العام، بعد وقت قصير من إعرابه عن تعازيه بوفاة الناشط عبد الله الحامد عبر تغريدة على تويتر، بعد وفاة الحامد إثر تعرضه لجلطة

السلطوية الرقمية: كيف تُسكت السعودية أصوات المعارضين لها؟

صورة توضيحية (أ ب)

اختفى نائب وزير المالية السعودي السابق، عبد العزيز الدخيل، في ظروف غامضة، في نيسان/ إبريل من هذا العام، بعد وقت قصير من إعرابه عن تعازيه بوفاة الناشط عبد الله الحامد عبر تغريدة على تويتر، بعد وفاة الحامد إثر تعرضه لجلطة دماغية في السجن بينما كان يقضي حكمًا بالسجن لمدة 11 عامًا، ما أثار انتقادات من منظمات دولية.

والدخيل هو واحد من ثلاثة شخصيات عامة يعتقد أنهم محتجزون لدى السطات، وبحسب منظمات حقوقية، اختفى جميعهم في نيسان/ إبريل الماضي، بسبب تعازيهم في وفاة عبد الله الحامد، ما اعتبرته الدولة انتقادًا لها ولأجهزتها. وتأتي هذه الأحداث لتسلط الضوء على ما يصفه حقوقيون بأنه "سلطوية رقمية" تمارسها الدولة.

وتحدثت معلومات منفصلة عن خرق للبيانات قام به سعوديون في 2015 أدى إلى موجة من "الاختفاءات القسرية" لمنتقدي النظام، بينهم أشخاص يملكون حسابات مجهولة على المنصة.

وتظهر هذه القضايا كيف سعت السعودية التي تضم أكبر عدد من مستخدمي "تويتر" في العالم العربي، إلى استخدام قوة المنصة للترويج لخطة إصلاحاتها بالتزامن مع مسعاها لكبح حرية التعبير.

وقال ابنه عبد الحكيم الدخيل إن "مكان والده غير معروف ولم تكشف السلطات عن أي اتهامات رسمية له. وأضاف: "لماذا تم أخذه؟ ماذا كانت جريمته".

وتساءل الدخيل الابن: "هل هو في السجن لمجرد تغريدة؟".

يأتي احتجاز هؤلاء بينما تشن السلطات السعودية حملة استهدفت نشطاء ومدوّنين وحتى أمراء في العائلة المالكة تم اعتقالهم في السنوات الأخيرة مع سعي ولي العهد، محمد بن سلمان لتعزيز مكانته.

وقامت السلطات بالاعتقالات بموجب قانون للجرائم الإلكترونية ترى منظمات حقوقية من بينها منظمة العفو الدولية أنه يقوم بتجريم انتقاد الحكومة على الإنترنت.

وقالت مديرة أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، لين معلوف، إن "تغريدة بسيطة يمكنها أن تودي بك إلى السجن في السعودية من دون الوصول إلى محام لأشهر أو حتى سنوات".

وفي عام 2015، أدى خرق للبيانات في تويتر عبر سعوديين إلى الكشف عن منتقدين مجهولين للحكومة على المنصة، واعتقالهم بحسب عائلات وقضيتين ضد الشركة.

وقامت وزارة العدل الأميركية باتهام موظفين سابقين بالتجسس لصالح الحكومة السعودية مع وصولهم إلى بيانات أكثر من ستة آلاف حساب بحثًا عن مستخدمين "منتقدين للنظام".

وبحسب الوزارة فإن "المعلومات الشخصية للمستخدمين تضمنت البريد الإلكتروني وأرقام هواتفهم وعنوان بروتوكول الإنترنت الخاص بهم وتواريخ ميلادهم"، محذرة من إمكانية استخدام هذه البيانات لتحديد موقع المستخدمين.

وأحد هؤلاء كان عبد الرحمن السدحان، 36 عامًا، الذي يعمل في الهلال الأحمر وعبر عن آرائه في قضايا حقوق الإنسان وقضايا اجتماعية أخرى عبر حسابه في تويتر، بحسب عائلته.

وذكرت شقيقته أريج التي تقيم في سان فرانسيسكو أنه قبض عليه في مكتبه في الرياض من قبل الأمن السعودي في آذار/ مارس 2018.

وبعد عامين على اختفائه، سمح له بإجراء مكالمة هاتفية مع عائلته وقال إنه محتجز في سجن الحائر قرب الرياض.

وأكدت شقيقته أنها "كانت مكالمته الأولى والوحيدة، واستمرت لأقل من دقيقة واحدة".

وفي السنوات الأخيرة، قام تويتر بحذف آلاف من الحسابات السعودية المدعومة من الدولة، مشيرًا إلى خرق سياسات المنصة.

وبحسب شركة ستاتيكا لأبحاث السوق، يبلغ عدد مستخدمي تويتر في السعودية نحو 12 مليونًا.

ويرى مؤلف كتاب "السلطوية الرقمية في الشرق الأوسط"، مارك أوين جونز، أن "السلطوية الرقمية السعودية أمر فاضح في جرأته".

ويقول جونز إنه "على مدى السنوات القليلة الماضية، استخدمت كيانات مرتبطة بالسعودية بنجاح تويتر وتمكنت من اختراقه لدرجة أن تويتر بنفسه أصبح سلاحًا لحكم سلطوي".

التعليقات