21/03/2021 - 22:33

ليبيا... "ينبع واقع الإعلام من الخوف والترهيب"

ما تزال آمال تأسيس إعلام ليبيّ حرّ، بعد عقد من سقوط الرئيس، معمر القذافي، وانتهاء سيطرة نظامه الخانقة على تداول المعلومات، بعيدة المنال، في حين يواصل الإعلاميون مواجهة الرقابة والترهيب والتهديدات التي تستهدفهم، منذ ثورة 2011 التي تلتها تقلبات طويلة

ليبيا... 

صحافيون ليبيون ميدانيون أثناء عملهم (الأناضول)

ما تزال آمال تأسيس إعلام ليبيّ حرّ، بعد عقد من سقوط الرئيس، معمر القذافي، وانتهاء سيطرة نظامه الخانقة على تداول المعلومات، بعيدة المنال، في حين يواصل الإعلاميون مواجهة الرقابة والترهيب والتهديدات التي تستهدفهم، منذ ثورة 2011 التي تلتها تقلبات طويلة وعنيفة.

وقالت الصحافيّة الإذاعيّة، نهلة الترهوني إن "وضع الإعلام مشابه لوضع الدولة: مزر إلى حد كبير"، وتضيف آسفة "كنا نتأمل وضعا أفضل".

وتوقف القتال أخيرا في الصيف الماضي وصمد اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في تشرين الأول/ أكتوبر، قاد ذلك إلى تشكيل حكومة وحدة جديدة تولت مهامها منتصف آذار/ مارس لقيادة البلد إلى انتخابات عامة في كانون الأول/ ديسمبر.

ودفع الصحافيون الليبيون ثمنا باهظا قبل أن يلوح في الأفق هذا الأمل الجديد، فقد قُتل نحو عشرين صحافيا مع "إفلات تام من العقاب" خلال العشرية الأخيرة، وفق منظمة "مراسلون بلا حدود".

وصنّفت المنظمة، ليبيا، في المرتبة 164 من بين 180 بلدا في مؤشر حرية الصحافة لعام 2020.

وهوجِم صحافيون كثر، من الإعلام الليبي والأجنبي، أو اعتقلتهم ميليشيات من دون إذن قضائي. ومن بين هؤلاء؛ الصحافيان التونسيان سفيان الشورابي، ونذير القطاري، اللذان فقدا في منطقة أجدابيا شرق ليبيا عام 2014.

ولم يتأكد مصيرهما رسميّا، رغم إعلان عدة مصادر مقتلهما على أيدي مناصرين لتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي سيطر على أجزاء من البلاد لبعض الوقت.

وتنافست سلطتان على حكم ليبيا حتى إبرام اتفاق إطلاق النار العام الماضي، بدعم من ميليشيات وقوات أجنبيّة ومرتزقة، والحياد كان صعبا على الصحافة في أحيان كثيرة.

وواجه الكثير من الصحافيين ضغوطا جديدة خلال حرب الدعاية بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، وحكومة موازية في شرق البلاد موالية للمشير، خليفة حفتر.

وقالت "مراسلون بلا حدود" إن هجوم حفتر المجهض للسيطرة على العاصمة بين 2019-2020 "زجّ بالعديد من الفاعلين الإعلاميين في مستنقع الصراع".

وأضافت المنظمة أنه "بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام كأداة دعائية، فإن الجهات السياسية والعسكرية الفاعلة في الصراع الليبي نصَّبت نفسها وصية على المنابر الإعلامية".

بدوره، ألقى مدير المركز الليبي لحرية الصحافة، محمد ناجم، اللوم على "غياب الرغبة السياسية" لدى السلطات الليبية "لضمان الحد الأدنى من الأمن للصحافيين والدفاع عن حقوقهم وحريّتهم".

وحمَلت بدايات حقبة ما بعد القذافي آمالا كبيرة في مجتمع وإعلام أكثر حرية بعد انهيار نظام سلطوي حكم لأربعة عقود.

وظهرت عشرات الصحف والقنوات المستقلة لملء الفراغ الذي خلّفه سقوط نظام احتكر الإعلام. لكن سنوات من الفوضى والحرب أجبرت كثيرا منها على الإغلاق أو مغادرة البلاد.

والوضع حاليا أكثر تعقيدا في شرق البلاد، حيث تسود الرقابة على الإعلام.

وقال محمد ناجم إن فسحة الأمل القصيرة انتهت إلى "خيبة أمل".

وبالنسبة للصحافية المستقلة، مريم المزوغي؛ "ينبع واقع الإعلام من الخوف والترهيب الذي تمارسه المليشيات المسيطرة على الميدان". لكن سناء حبيب، وهي مقدمة في إذاعة خاصة، تحاول البقاء متفائلة، وقالت إن "الإعلام في ليبيا جيد نوعا ما رغم المشكلات التي يتعرض لها الإعلامي في العمل الميداني".

ويعاني المراسلون والمصورون الصحافيون في ليبيا من الانقطاع المتكرر للكهرباء وضعف تغطية الإنترنت، والحواجز المنصوبة على الطرق بين مختلف مناطق النفوذ.

لكن حين يتعلق الأمر بالمسائل الاجتماعية الحسّاسة في الدولة، فإن المشكلة وفق حبيب "لا تتعلق بالسلطات، قدر تعلقها برد الفعل العنيف من الناس".

ولا تستغرب زميلتها نعمة محمد شعور الصحافيين بالخذلان، إذ قالت إن "الخيبة والانتكاس" طبيعيان بالنسبة لمن "سعى لعشر سنوات إلى إسماع صوته فووجه لالرقابة أو بعدم تقبّل أفكاره".

التعليقات