24/03/2021 - 23:16

تراجُع جمهور وسائل الإعلام الأميركية بعد رحيل ترامب

تراجع إقبال الجمهور على وسائل الإعلام الأميركية، منذ عدة أسابيع مع رحيل الحدث الدائم الذي كان يشكله وجود الرئيس السابق، دونالد ترامب.

تراجُع جمهور وسائل الإعلام الأميركية بعد رحيل ترامب

الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب (أ ب)

تراجع إقبال الجمهور على وسائل الإعلام الأميركية، منذ عدة أسابيع مع رحيل الحدث الدائم الذي كان يشكله وجود الرئيس السابق، دونالد ترامب.

وتجسد شبكة "سي إن إن" هذا التراجع المفاجئ في نسبة المشاهدة مع انخفاض جمهورها بأكثر من النصف بين كانون الأول/ ديسمبر والنصف الأول من آذار/ مارس في "أوقات الذروة" للمتابعة، بحسب بيانات شركة "نيلسن".

أما منافستاها "أم أس أن بي سي" و"فوكس نيوز" في وضع أفضل، لكنهما سجلتا أيضا تراجعا مع أن خطيهما التحريري متعارضان، إذ إن الأولى ضد ترامب والثانية معه.

على صعيد الصحافة، فقدت "نيويورك تايمز" نحو 20 مليون زائر لموقعها الالكتروني بين كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير في الولايات المتحدة، فيما فقدت صحيفة "واشنطن بوست" 30 مليونا تقريبا بحسب بيانات مكتب "كومسكور".

وقال أستاذ الإعلام في جامعة هارتفرد في ولاية كونيتيكت، آدم كيارا: "لا تزال هناك كارثة كبرى جارية يجب أن تبقي الناس أمام شاشاتهم" وهي الوباء. وأوضح أن تراجع الجمهور يظهر أن "الناس كانت مهتمة بأخبار الرئيس ترامب أكثر مما هي مهتمة بما يحصل اليوم".

وظهر الرئيس السابق الذي يقيم حاليا في فلوريدا، مرات عدة منذ مغادرته السلطة وأجرى مقابلات. وبعدما حرم من منصبه الرسمي وحسابه على تويتر، لم يعد لديه المنصة التي كانت تجعل منه محور الانتباه الدائم لوسائل الإعلام.

وأضاف كيارا: "لقد أفاد الشبكات وجذب النقرات والاشتراكات والمشاهدين" مضيفا "كنا نتوقع أن يهبط ذلك في أحد الأيام".

من جهته رأى أستاذ التواصل السياسي في جامعة بوسطن، توبي بيركوفيتز، أن وسائل الإعلام هي ضحية التناقض بين ترامب ذو الطبع الذي يصعب توقعه والمحب لإثارة الجدل، والرئيس الحالي، جو بايدن "الرجل الممل" الذي اختار طوعا نهجا مخالفا لسلفه في مجال التواصل الإعلامي.

جو بايدن "الرجل الممل"؟ (أ ب)

وقال عميد كلية الاتصالات في جامعة هوفسترا، مارك لوكاسيفيتز: "لا أعتقد أن السبب هو رحيل دونالد ترامب فقط". ورأى أيضا تأثير السأم بشأن المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا وآفاق الخروج بشكل وشيك من الوباء.

وأضاف سواء تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أو الوباء "لقد شهدنا فترة كانت الأخبار خلالها ضرورية لحياتنا". وتابع: "اليوم، هذه المسائل لم تختف لكن الأمور بدأت تهدأ".

لكن رغم هذا التراجع الملحوظ في نسب المتابعة، فان وسائل الإعلام الوطنية الرئيسية في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل دخول دونالد ترامب الحملة في العام 2015. لا يزال جمهور محطة "سي إن إن" أكثر من الضعفين مقارنة مع كل سنة 2014 أما "أم أس ان بي سي" فقد ارتفعت نسبة مشاهدتها بثلاثة أضعاف.

ويؤكد مارك لوكاسيفيتز أن "القنوات الإخبارية تحتفظ بحصة أكبر مما كانت عليه نسب متابعتها من قبل الأميركيين قبل سنوات" على حساب القنوات العادية التي فقدت نشراتها ملايين المشاهدين".

رغم أنها حرمت من ترامب وباتت تنافسها محطات صغيرة محافظة مثل "أو آيه أن" و"نيوزماكس"، لم تفقد "فوكس نيوز" إلا بعض النقاط من نسب المتابعة منذ كانون الثاني/ يناير.

أما الصحف المحلية، فقد استفادت من هذه الفترة لتسريع تحولها الرقمي وقامت الآن بالتحقق من صحة نموذجها الجديد المبني أساسا على الاشتراكات عبر الإنترنت.

وخلال أربع سنوات فقط أي طول فترة ولاية ترامب في البيت الأبيض، ضاعفت صحيفة "نيويورك تايمز" بمقدار 2,6 عدد مشتركيها وتجنبت أزمة الصحافة المكتوبة التي لا يزال يعاني منها قسم كبير من هذا القطاع.

وقالت مديرتها، ميريديث كوبيت ليفين خلال عرض النتائج السنوية في مطلع شباط/ فبراير إن "وتيرة الأخبار ستختلف، والجمهور سيتقلب، لكن مهما كان الأمر أظن أننا في موقع جيد لمواصلة النمو".

ويبقى تهديد منصة جديدة خاصة لترامب مرتقبة، قريبا، أعلن عنها الرئيس السابق بنفسه الإثنين، لكن بدون أن يعطي أي تفاصيل رغم أنها ستكون على الأرجح شبكة تواصل اجتماعي وليس وسيلة إعلام.

وذكر لوكاسيفيتز أن الرئيس السابق "يحتفظ بقدرة هائلة على جمع الأموال وله تأثير كبير على الحزب" الجمهوري مضيفا: "وإذا قرر استخدامها في وسيلة إعلامية، فذلك سيكون له وزنه، على المدى القصير على الأقل".

التعليقات