28/04/2021 - 23:12

الصحافيّة الغزيّة رواء مرشد: ضُرِبت وشُتِمت والداخليّة لم تفدني

روَت الصحافيّة الغزيّة، رواء مرشد، في منشور كتبته عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعيّ، مساء الأربعاء، تفاصيل الاعتداء الذي تعرّضت له، من قِبل عنصر في جهاز الضبط الميدانيّ، التابع لحركة "حماس"، مؤكّدةً أنها ضُرِبت، وشُتِمت، وعوملت بطريقة غير أخلاقيّة أبدًا،

الصحافيّة الغزيّة رواء مرشد: ضُرِبت وشُتِمت والداخليّة لم تفدني

الصحافيّة الغزيّة، رواء مرشد

روَت الصحافيّة الغزيّة، رواء مرشد، في منشور كتبته عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعيّ، مساء الأربعاء، تفاصيل الاعتداء الذي تعرّضت له، من قِبل عنصر في جهاز الضبط الميدانيّ، التابع لحركة "حماس"، مؤكّدةً أنها ضُرِبت، وشُتِمت، وعوملت بطريقة غير أخلاقيّة أبدًا، وأن "شكلها ولباسها" كانا من بين ما تمّ سؤالها عنه. كما أشارت في الوقت ذاته إلى أن لجنةَ تحقيقٍ شُكِّلت للبت في الموضوع؛ لم تُفِدها بأيّ شيء.

وشدّدت مرشد التي تبلغ من العمر 26 عاما، على أن كلّ ما تريده "هو أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هذا الشخص (عنصر الأمن المُعتدي)، والإفصاح عن اسمه، حتى لا تصبح القصة التالية خبرا معنونا يمر مرورا عابر مع فتيات (شابّات) أخريات".

وذكرت مرشد أن "القضية (الاعتداء عليها كصحافيّة) مشتركة"، لافتةً إلى أنها لم تمسّها وحدها "بل تمسّ كل صحافي تعرّض ويتعرض لمثل هذه الاعتداءات وإن اختلف السبب، والفاعل واحد".

تفاصيل الاعتداء

ووصفت مرشد تفاصيل الاعتداء عليها بشكل مفصّل، وقالت: "أروي هنا تفاصيل ما حدث وقد تأخرت بسبب انتظاري للجهات الرسمية -وزارة الداخلية- التصرف بالطريقة القانونية من اللحظة الأولى لوقوع الاعتداء بعدما توجهت إليهم، وردّوا أن عناصر جهاز الضبط الميداني لا يتبعون لهم ومع ذلك سيقومون بالتحقيق في الأمر، وطلبوا مني ألا أقوم بنشر التفاصيل إلى حين معرفة اسم المعتدِي والانتهاء من التحقيق".

وأضافت: "أروي ليس تبريرا لشخصي إنما توضيحا لحدث تمحوَر على أساس شكلي أو لباسي -غير اللائق- على حدِّ قول المعتدِي، والذي هو سبب استدعى أحد رجال الضبط لاستخدام جذع شجرة وضربي إلى أن ترك علامات واضحة ومؤلمة على جسدي".

وأشارت مرشد إلى أن الاعتداء عليها، تمّ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وتابعت: "(في) الساعة الخامسة عصرا كنا أنا وزميلتي المصورة، وشاب زميل آخر، وطفلة بعمر 6 سنوات في جلسة تصوير في إحدى المزارع الحيوية في منطقة جحر الديك، وأثناء عملنا جاء اثنان من رجال الضبط الميداني بلباس عسكري وحاملان لسلاح".

وأضافت: "بدأوا باستجوابنا عن من نكون، وقاموا بسؤالنا إن كنا نعلم أن هذه الأرض أمنيّة، فقمنا بالردّ بكل احترام بأننا لا نعلم، كون أن زميلتي جاءت الأسبوع الماضي وأتمّت جولة تصوير دون أي استجواب من قِبل أحد وكوننا حصلنا على موافقة التصوير من صاحب الأرض، وإن كانت هذه الأرض حدودية فسنغادر على الفور".

وتابعت مرشد: "قاموا بطلب بطاقاتنا التعريفية، وأثناء تعريفي عن نفسي كصحافية بدأ النقاش يذهب باتجاه شكلي وعدم ارتدائي الحجاب، أي أن الشخص كان يحاول إسكاتي بأسلوب أبعد ما يكون عن الأدب كلما حاولت التعريف عن نفسي، وظلَّ يوجه لي جملا من نوع أنني مرتدة ولا أنتمي لهم، ولا يحق لي الكلام ولا يشرّفه مناقشتي وعليّ أن أخرس".

واستمرّت مرشد في وصف ما حدث قائلة: "ذهبوا (عنصري الأمن) على بعد 50 مترا تقريبًا ومعهم بطاقاتنا التعريفية، وقاموا بطلب (باستدعاء) الشرطة النسائية، وقمت أنا بمهاتفة أحد الأشخاص في وزارة الداخلية، وقال إنه سيحلّ الأمر، ولن تكون هناك مشكلة".

وأضافت: "عاد الشخصان وأعادا بطاقاتنا الشخصية وقام أحدهم بإكمال توجيه الحديث بلغة غير محترمة، فقمت بالرد عليه بالحرف الواحد: ’إنت بتحكي معي؟’ فما كان منه إلا أن أمسك جذع (غصن) شجرة وقام بضربي عدة ضربات على جسمي في أماكن حساسة أعتذر عن نشرها، ولكنّي أملك تقريرا طبيا بهذا الاعتداء، موقّعًا من أحد الأطباء في مستشفى الشفاء الطبي".

متابعة للإجراءات... دون نتيجة

وفي المنشور ذاته، قالت مرشد: "تابعت الإجراءات مع وزارة الداخلية (التابعة لحركة حماس في غزة) بعد 48 ساعة من وقوع الحدث بدون نتيجة سوى تشكيل لجنة تحقيق والتي لم تفدني بأية نتيجة لهذا التحقيق".

وتابعت: "فما كان مني إلا أن توجهت للهيئة المستقلة لحقوق الانسان لأروي تفاصيل ما حدث، وعليْه تم التواصل من قِبل الهيئة مع وزارة الداخلية والنيابة العامة، فوجهت الهيئة رسالة لكل من وكيل وزارة الداخلية في غزة والنائب العام وفقا للبيان الصحافي الصادر عن الهيئة الذي انتشر وانتشرت التعليقات عليه".

"أريد محاسبة المُعتدي"

وقالت مرشد: "أنا الآن حقا في موقف لا أُحسد عليه، كل ما أريده هو أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هذا الشخص، والإفصاح عن اسمه، حتى لا تصبح القصة التالية خبرا معنونا يمرّ مرورا عابرا مع فتيات (شابّات) أخريات"، مُشيرة إلى أنها تعتبر منشورها "بلاغا للنائب العام".

وختمت مرشد حديثها بالقول: "أشكر جميع من يحارب الظلم وينصر الحق، وأرجو من كل من يبرر (الاعتداء) إن كان يحمل أفكارا غير مرتبطة بالإنسان وحرية وجوده وشكله، أن يلتزم الصمت. وهذا أفضل ما قد تقدمونه لي ولعائلتي ولخطيبي الذي تُتداول صوري معه الآن على أنه شاب غريب".

التعليقات