04/05/2021 - 17:43

"مسبار": نيسان كان حافلا بالأحداث التي رافقها انتشار واسع للأخبار الكاذبة

نشرت منصة "مسبار" لتقصي الحقائق، خلال شهر نيسان/ أبريل الفائت، 28 مدونة و273 تحقّقًا. تنوعت مواضيع المدونات ومقالات التحقق، وغطت حوادث مختلفة من حول العالم.

اعتقال المقدسي نضال عبّود (أرشيفية)

نشرت منصة "مسبار" لتقصي الحقائق، خلال شهر نيسان/ أبريل الفائت، 28 مدونة و273 تحقّقًا. تنوعت مواضيع المدونات ومقالات التحقق، وغطت حوادث مختلفة من حول العالم.

وأظهرت المعطيات التي نُشرت أن النسبة الأكبر من مقالات فحص الحقائق كانت لتصنيف مضلل بـ173 خبرًا، تلاه تصنيف زائف بمجموع 84 مقال تحقق، ثم تصنيفَي "ساخر" و"إثارة" بخمسة وأربعة أخبار لكل منهما على التوالي، وأخيرًا كانت تصنيفات صحيح وانتقائي.

اختلفت مواضيع مقالات فحص الحقائق لتشمل السياسة والصحة والأخبار والثقافة والفنون وغيرها، لكن الحصّة الأكبر من المواد المنجزة كانت في حقلي الأخبار والسياسة، ثم مواضيع الدين والروحانيات، والثقافة والفنون والرياضة، تلتها الصحة والعلوم والترفيه والتكنولوجيا وغيرها، بأعداد متقاربة.

رصد "مسبار" في الشهر الفائت، إشاعات ومعلومات مضللة في أكثر من 45 دولة حول العالم، حظيت مصر بالنسبة الأكبر منها بمجموع 44 مادة فحص حقائق، ثم كانت فلسطين وسورية والجزائر والسعودية والولايات المتحدة، ثم تونس وروسيا وإسبانيا، وغيرها من باقي دول العالم، كما هو مبيّن في الرسم أدناه.

مصر تتصدر لائحة الأخبار المغلوطة

حظيت مصر بأعلى ترتيب ضمن الدول التي نشر عنها "مسبار" أخبارًا زائفة ومضللة، وذلك يعود للعديد من الأحداث التي وقعت خلال الشهر الفائت، مثل عرض حلقة من مسلسل "الاختيار 2" ترد فيها أحداث فض اعتصام رابعة عام 2013، وتزامن ذلك مع انتشار مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لأناس يمثلّون أنّهم جثث لأشخاص قُتلوا أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، في حين تبيّن أنه مقطع تمثيلي صامت لعملية فض الاعتصام، وأدى المشاهد مجموعة من طلاب جامعة الأزهر، داخل حرم الجامعة في فاعلية تُدين عملية الفض.

كما نتج عن أزمة سد النهضة المستمرة عدّة أخبار، منها تصريح منسوب لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اعترف فيه بهزيمة بلاده في الحرب الدبلوماسية أمام مصر بشأن ملف سد النهضة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية، لكن تبيّن أنّ الوكالة لم تنقل تصريحًا بهذه الصياغة عن أحمد.

كما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعت أنّه لقطار ينقل معدّات عسكرية مصريّة استعدادًا للحرب مع إثيوبيا، لكن تبيّن أنّ المقطع لقطار عسكري أميركي تابع لشركة (BNSF)، ينقل دبابات من طراز (M1Abrams)، في ولاية كاليفورنيا في شباط/ فبراير عام 2015.

كما انتشر مقطع فيديو لوزير الطاقة والنفط السوداني، يتحدث فيه عن قطع إثيوبيا إمداد الكهرباء للسودان، ووجد "مسبار" أن المقطع مفبرك. بالإضافة إلى انتشار تصريحات مفبركة على لسان الرئيسة الإثيوبية والرئيس المصري.

تسببت حادثة قطار "949 القاهرة - المنصورة"، أو قطار طوخ، الذي خرج عن مساره، بالعديد من الوفيات والجرحى، والعديد من الأخبار المضللة أيضًا. إذ انتشر تصريح منسوب لوزير الأوقاف المصري مختار جمعة، يقول فيه إنّ "الغضب من حوادث القطارات يدخل في باب الاعتراض على أقدار الله"، إلا أنّ التصريح مفبرك. كما انتشرت صورة ادعى متداولوها أنّها للقطار الذي انقلب في محافظة القليوبية في مصر، إلا أنّ الصورة الأصلية تعود لحادث اصطدام قطارين في العاصمة تونس، وقع في 14 تموز/ يوليو عام 2015.

فيروس كورونا لا يزال يشغل العالم وكذلك الأخبار الزائفة حوله

ما تزال معركة العالم ضد فيروس كورونا المستجد قائمة، كما هو الحال مع المعركة ضد الأخبار المغلوطة حوله.

انتشر ادعاء يقول بأنّ نقل الطوب يتم على أسرّة طبية في مستشفى عتق الجديد في مدينة شبوة جنوب اليمن، في حين يتم نقل وفيات فيروس كورونا المستجد بالبطانيات في المستشفى نفسه، لكن تبيّن أنّ الصورة منشورة منذ كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، على أنها لنقل مواد بناء على أسرّة المرضى أثناء عمليات صيانة في مستشفى في محافظة صبيا بالسعودية.

كما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا مفاده أن مواطنًا رصد إعلانًا تجاريًّا لشركة زين، تقول فيه إنّ التطعيم مؤامرة، لكنّ الصورة تعود إلى حملة إعلانية للتشجيع على تلقي اللقاح المضاد لفايروس كورونا، وليست للتشكيك فيه واعتباره مؤامرة.

بالإضافة إلى ما سبق، أدى تفشي كوفيد-19 المتحوّر في الهند إلى انتشار العديد من الأخبار الزائفة والمضللة، مثل مقطع فيديو ادعى ناشروه أنّه لمصابي كوفيد-19 في الهند، وهم يسقطون في الشوارع، لكن تبيّن أن المقطع يعود إلى حادث تسرب غاز سام من أحد المصانع الكيمائية في ولاية أندرا براديش جنوب الهند في أيار/ مايو 2020.

كما انتشرت صور ادعى متداولوها أنها من الهند قبل ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بأسبوعين، وتُظهر تجمعات كبيرة لم تلتزم بقواعد السلامة العامة، إلا أنّ الصور مضللة، وليست من تجمعات في الهند قبل أسبوعين من ارتفاع عدد إصابات كوفيد-19 الأخيرة.

"نيسان" شهر حافل بالأحداث السياسية عربيًّا وعالميًّا رافقها انتشار الأخبار الكاذبة

تحظى الأخبار السياسية باهتمام شديد من قِبل مروجي الأخبار المغلوطة، لأنّها تثير الرأي العام وتجلب تفاعلًا كبيرًا.

إذ انتشر خبر مفاده أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة برئاسة الدبيبة تُلغي جميع الاتفاقيات والقرارات التي وقعتها حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة، ومن بينها الاتفاقيات مع تركيا، لكن تبين ألا علاقة للقرارات الملغاة بالاتفاقيات التركية الليبية التي تم توقيعها في عهد حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مع الجانب التركي.

كما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة ادعت أنها للمرشحة الرئاسية في سورية، فاتن نهار، وتبيّن أن الصورة ليست لها.

بالإضافة إلى ما سبق، انتشرت أخبار كاذبة ومضللة متعلقة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية وقضية الأمير حمزة في الأردن.

إذ تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحًا منسوبًا لفدوى البرغوثي ضد العائدين الفلسطينيين وتصفهم باللمم، وتتهم الرجوب والرئيس محمود عباس بتمزيق فتح، إلا أن التصريح مفبرك.

كما انتشر خبر مفاده أن شخصيات مثل الباحث والسياسي هاني المصري وزوجته رندة المصري، وأكرم العايدي وزوجته نهى عفونه، مرشحة في قائمة الحرية للانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة، لكن تبين أنّ هذه الشخصيات ليست موجودة ضمن القائمة.

أما في الأردن، انتشر مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه للملك عبد الله أثناء حديثه عن "الانقلاب الفاشل"، إذ ثمّن موقف القادة العرب وخص بالشكر الشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي، إلّا أنّ المقطع قديم ولا علاقة له بموضوع الأمير حمزة.

كما انتشرت صورة تمثّل أوّل ظهور للأمير حمزة بن الحسين بعد حملة الاعتقالات الأخيرة في الأردن شكك روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في صحتها، لكن تبيّن أنها صحيحة.

أحداث باب العمود في القدس

تزامنت الاشتباكات بين المقدسيين والمستوطنين في باب العمود مع انتشار العديد من الأخبار الزائفة والمضللة، مثل الصورة التي ادعى ناشروها أنها تُظهر اعتقال الشاب المسيحي المقدسي نضال عبود من سكان جبل الزيتون بالقدس المحتلة بتهمة الدفاع عن المصلين الفلسطينيين، إلا أن الصورة الأصلية تعود إلى اعتقال الشاب المقدسي في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، في أعقاب مشاركته في وقفة تضامنية مع الأسير سامر العربيد أمام مستشفى هداسا-العيساوية في القدس المحتلة.

كما انتشرت صورة ادعى متداولوها أنها لقوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تُزيل الحواجز من منطقة باب العمود في القدس، لكن تبيّن أنّ الصورة قديمة، ولا علاقة لها بإزالة سلطات الاحتلال للحواجز من منطقة باب العامود حديثًا.

التعليقات