"مسبار": الأخبار الزائفة بين الأحداث السياسية والكوارث الطبيعية

أصدرت منصة "مسبار" لتقصي الحقائق، اليوم الثلاثاء، تقريرًا عن الأحداث السياسة المتسارعة وأزمات المناخ في شهر آب/ أغسطس.

شهد العالم عددًا من الحوادث اللافتة ومع استعار الحرائق الضخمة في تركيا واليونان والجزائر، واستمرار تداعيات القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي في تونس، إضافة إلى سيطرة طالبان على العاصمة كابل، انتشر في الفضاء الإلكتروني فيض من الأخبار الكاذبة.

بدوره واصل فريق مسبار عمله في رصد تلك الأخبار وفحصها والتثبت من صدقيتها، وتاليًا عرضٌ لأبرز الأخبار المضللة:

طالبان تسيطر على كابل وتتسلم الحكم في أفغانستان

جرى تداول العديد من مقاطع الفيديو والصور المضللة حول اجتياح طالبان لأفغانستان وسيطرتها على العاصمة كابل ودخول عناصرها للقصر الرئاسي، إذ انتشرت على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنّها لركاب من سكان العاصمة الأفغانية كابل على متن طائرة عسكرية، تقوم بإجلائهم بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة، لكنّ الصورة قديمة وليست من أفغانستان.

وتداولت صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، صورة على أنّها لوصول قيادات من حركة طالبان إلى لقصر الرئاسي في كابُل، لكن الصورة قديمة وتعود لحضور وفد من طالبان مفاوضات حول أفغانستان جرت في العاصمة الروسيّة موسكو في آذار/ مارس من العام الجاري.

ولم يتشبث مواطن أفغاني بجناح طائرة بعد إقلاعها من مطار كابل كما جاء في الادعاء المرافق لفيديو لاقى رواجًا على مواقع التواصل، وهذا الفيديو لا يُظهر حشدًا من الأفغان يقتحمون مطار مدينة كابل للفرار من حركة طالبان.

وانتشر ادعاء مضلل لفيديو يُظهر عناصر من حركة طالبان وهم يرقصون احتفالًا بدخول العاصمة الأفغانية كابل، ووجد "مسبار" أنّ مقطع الفيديو قديم ومنشور على إحدى قنوات موقع "يوتيوب" في نيسان/ أبريل الفائت.

وتداولت قنوات إخبارية وصفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه للحظة مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، بعد سيطرة طالبان على العاصمة كابل، بالطائرة الرئاسية برفقة عدد من مرافقيه، لكنّ الفيديو مضلل لأنّه قديم كما كشف تحقّق "مسبار".

وأما مقطع الفيديو، الذي جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي مع ادعاء بأنه لوصول الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى الإمارات، وجد مسبار أّنه مضلل وقديم ونُشر بتاريخ 18 آذار/ مارس عام 2019.

ونفى السفير الأميركي في كابل، روس ويلسون، الادعاء بأنه غادر أفغانستان بعدما سيطرت طالبان على الحكم. ووجد "مسبار" أن مقطع الفيديو الذي يُظهر حزم دولارات، ادّعى ناشروه أنّها غنائم حازت عليها طالبان من الجيش الأميركي بعد مغادرته البلاد، مضلل وقديم.

وبيّن تحقق "مسبار" من صورة مراسلة قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية شارلوت بيليس والتي ظهرت فيها ترتدي الحجاب عقب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، أنها مضللّة، إذ تبيّن أنّ مراسلة قناة الجزيرة كانت ترتدي الحجاب قبل سيطرة طالبان على أفغانستان.

وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعوا أنّه لجلد حركة طالبان للنساء بعد عودتها لحكم أفغانستان وسيطرتها على كابل، وبأن هذا النوع من العقوبات سوف يُطبّق على النّساء اللّواتي يخرجن بلا محرم أو يُمارسن الرّياضة أو يستمعنَ للموسيقى، لكن في الحقيقة الفيديو قديم وقبل سيطرة طالبان على الحكم.

الأخبار الكاذبة لم تتوقف عمّا يجري في تونس

تداولت صفحات وحسابات على موقع "فيسبوك"، تصريحًا منسوبًا للسفير الفرنسي السابق في تونس، أوليفيي بوافر دارفور، قالت إنّه من معرض ردّه على سؤال طرحه عليه صحفيّ في قناة "LCI" الفرنسيّة قال فيه "لن يصل إلى الحكم من يهدّد مصالح فرنسا الحيويّة في تونس"، لكنّ الادعاء زائف ومفبرك كما كشف تحقق "مسبار".

وانتشر عبر حسابات وصفحات على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، مقطع فيديو للقاء الرئيس التونسي، قيس سعيّد، بوفد إماراتي يترأسه المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، في قصر قرطاج في تونس، حيث يُظهر سعيّد وهو يتحدث عن التطبيع بوصفه خيانة عظمى.

ونُشر مقطع الفيديو تحت عنوان "سعيّد يلقن الوفد الإماراتي درسًا قاسيًا عن التطبيع والخيانة"، إلّا أنّ "مسبار" كشف أنّ الفيديو مفبرك وتم تركيب الصوت عليه.

كما تأكّد "مسبار" من أنّ "ذي واشنطن بوست" لم تنشر تصريحًا لبايدن يقول فيه إنه "لم ير رئيسًا عربيًّا مثل قيس سعيّد، وأنه رغم الإغراءات والمليارات لكنه اختار الشعب". كما لم تؤكد "ذي إندبندنت" تعرض رئيس الوزراء التونسي المُقال، هشام المشيشي، للاعتداء بالضرب في القصر الرئاسي لحمله على التنحي من منصبه.

ولم يُنظّم المحامون التونسيون وقفة احتجاجية ضد قرارات سعيّد، ولم يُصدر سعيّد أمرًا بالتحقيق في الانتدابات المشبوهة في الوظيفة العمومية في تونس. ولم يُصدر قرارًا بإحالة مفتي تونس إلى القضاء بسبب قضايا فساد. ولم يُصدر قرارًا بعدم تمويل المسلسلات لأنّ وزارة الصحة أولى بها.

حرائق الغابات في الجزائر وتركيا واليونان

مع ارتفاع درجات الحرارة خلال آب/ أغسطس 2021، اشتعلت الحرائق في غابات تركيا والجزائر واليونان، ورافقت تلك الحرائق أخبارٌ زائفةٌ انتشرت عنها على مواقع التواصل، إذ تداولت مواقع إخبارية وصفحات وحسابات، صورة لطفلة مطلة من سيارة خلفها ألسنة اللهب والدخان، على أنها من حرائق منطقة القبائل الأخيرة في الجزائر، لكنّ الصورة من حرائق اليونان التي تزامنت مع حرائق الجزائر.

صورة أخرى ادعى ناشروها أنها لسيدة مسنة تبكي بجانب بقرة ميتة من تيزي وزو في الجزائر، وجد "مسبار" أنها مضللة وقديمة. كما انتشرت صورة، ادعى ناشروها أنها لرجل يُحاول إنقاذ قطيعًا من الأغنام من الحرائق في ولاية تيزي وزو، لكنّه ادعاءٌ مضلّل وتعود الصورة لرجال يحاولون إبعاد مواشيهم عن ألسنة اللهب في منطقة مرماريس التركية يوم الإثنين 2 آب/ أغسطس، والتقطها المصور ياسين أكغول لصالح وكالة الأنباء الفرنسية.

كما لم تشارك طائرات إيرانية في إخماد حرائق تركيا. ولم يعلن رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة منح تركيا 8 مليارات دولار كمساعدات لإخماد الحرائق. كما أنّ الصورة التي تُظهر العلمَان الفلسطيني والجزائري على شاطئ غزة قديمة وليست للتضامن مع الجزائر بسبب الحرائق الأخيرة.

وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو قالت إنّه يوثق قيام شخص بافتعال حريق في غابات تيزي وزو، ويظهر في المقطع شخص يسكب مادة مشتعلة على الأعشاب، وهو ما وجده مسبار مضلّل لأنّ الفيديو قديم، إذ نُشر على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام منذ تموز/ يوليو عام 2020، على أنّه من ولاية أريزونا الأميركية.

وحول الفيديو الذي ادّعى ناشروه أنّه التُقط لفرحة الجزائريين في ولاية تيزي وزو بهطول الأمطار، بعد حرائق مدمّرة تعرّضت لها غابات الولاية، فقد أظهر تحقق "مسبار" بأنه مضلل وقديم.

وانتشرت صورة لرجل بين ألسنة النيران، ادعى ناشروها أنها من الحرائق الأخيرة في الجزائر، لكنّ الصورة مضلّلة، إذ نُشرت الصورة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2020 على أنّها من حرائق اندلعت في غابات الساحل السوري.

ومع استمرار انتشار الأخبار الكاذبة المتعلقة بشتى المجالات، ينصح "مسبار" كافة المستخدمين بضرورة التأني والتحقق من الأخبار المنشورة قبل مشاركتها، وعلى هذا الرابط يمكن الاطلاع على بعض النصائح التي يوصي "مسبار" باتباعها لتجنب الوقوع في فخ التضليل.