16/11/2021 - 13:18

"مذكّرات": كواليس مفاوضات السلام المصري الإسرائيلي

تناول برنامج "مذكرات" الذي يٌعرض على شاشة التلفزيون العربي، على مدار حلقتين، قصة وكواليس اتفاقية "كامب ديفيد"، من خلال مذكرات وزيري الخارجية إسماعيل فهمي ومذكرات الوزير محمد

(شاشة)

تناول برنامج "مذكرات" الذي يٌعرض على شاشة التلفزيون العربي، على مدار حلقتين، قصة وكواليس اتفاقية "كامب ديفيد"، من خلال مذكرات وزيري الخارجية إسماعيل فهمي ومذكرات الوزير محمد إبراهيم كامل، وقدمت حلقتي البرنامج رؤية لاعتراضات الوزيرين على ملف التصالح مع إسرائيل، تلك الرؤية التي اصطدمت مع طموحات الرئيس أنور السادات، ونتج عن هذا الخلاف استقالة كلا الوزيرين من منصبهما في الخارجية.

وتسرد الحلقة الأولى مذكرات وزير الخارجية المصري الأسبق إسماعيل فهمي، التي دوّنها في كتاب يحمل عنوان "التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط"، تلك الاستقالة التي أتت بسبب اعتراض كامل على إعلان السادات تحت قبة البرلمان المصري في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1977، استعداده لزيارة القدس وإلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي.


إلى ذلك، كيف اتخذ السادات هذا القرار بشكل أحادي منفرد، وحقيقة الموقف الساداتي المبطن تجاه القضية الفلسطينية، والتنازلات الكبرى التي منحها السادات للإسرائيليين واستسلامه لمطالبهم بعد أن تم استدراجه بدقة وإحكام نحو الهدف الإسرائيلي.

وتصف الحلقة الطريقة التي استدرج بها الإسرائيليين الرئيس المصري أنور السادات لفخ المفاوضات الثنائية، بعد أن فهموا طموحه العظيم في أن يصبح بطلا عالميا. ويسلط إسماعيل فهمي الضوء على ما دار بالغرف المغلقة داخل أروقة السياسة المصرية.

ويزيح الوزير إسماعيل فهمي الستار عن حقيقة التواصلات السرية بين مصر وإسرائيل، والتي سبقت المفاوضات، ومن ضمنها استعانة إسرائيل بالتواصل عبر بوابة الرباط، حيث تقدم مناحم بيغن باقتراح للملك المغربي الحسن الثاني برغبته في إجراء اتصال مباشر مع مصر. وقبل السادات مقترح بيغن فأوفد حسن التهامي مبعوثا له لمقابلة وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه ديان، بالعاصمة المغربية الرباط؛ وأخفى ذلك عن وزير خارجيته إسماعيل فهمي.

واستضافت الحلقة من بين الضيوف السفير الأمريكي الأسبق في القاهرة، فرانك ويسنر، الذي تطرق إلى استخدام الولايات المتحدة نفوذها لتجمع بين مصر وإسرائيل ليقوموا بتفاهم سياسي، خصوصا أن مفاوضات السادات المنفردة أحدثت صدعا في الموقف العربي الموحد، كما دون هنري كسينجر أنه بدون مصر لا يوجد حرب، وأنه دون سورية لا يوجد سلام.


أما الحلقة الثانية فقد سلطت الضوء على مذكرات وزير الخارجية المصري الأسبق محمد إبراهيم كامل "السلام الضائع في كامب ديفيد"، التي يبرز فيها تفاصيل حقبته التي لم تدم أكثر من عشرة أشهر، مقدما روايته الخاصة لما دار في منتجع كامب ديفيد بين الرئيس المصري أنور السادات والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وتسرد الحلقة تفاصيل الطريقة التي اتخذ بها السادات قراراته السياسية أثناء التفاوض بشكل منفرد، انتهت بالعاصمة المصرية القاهرة إلى تقديم التنازلات التي لم تكن تراود تل أبيب في أكثر أحلامها تفاؤلا.

واستضافت الحلقة الثانية عضو الفريق الأميركي في مفاوضات "كامب ديفيد"، وليام كونت، الذي تحدث عن اجتماع الوفد الإسرائيلي والمصري في الإسماعيلية، والتي اختيرت حتى تبعد عن أي مظاهرات قد تحدث في القاهرة ضد هذه الاستضافة، وعن حالة عزل مصر عن محيطها العربي بتوقيعها اتفاق مع إسرائيل، كان مناحم بيغن رئيس وزراء إسرائيل يفضل سلاما منفصلا مع مصر غير متصل مع الأردن وسورية وفلسطين، ويحكي كونت عن أن موشي ديان وزير الدفاع أخبره ذات مرة أن التصالح مع مصر يعني أنه لا مزيد من الحروب العربية الإسرائيلية، كأن الأمر أشبه بنزع العجلة من السيارة، وجعلها محرومة من قدرتها على السير، وهذه فائدة إسرائيل التي جنتها عندما تعقد مع مصر صلحا منفردا.

وتوضح الحلقة ما حكاه إبراهيم كامل في مذكراته عن شعوره بالغضب من السادات من طريقته في التنازل، وتصف الحلقة تلك العلاقة المتوترة بين الوزير والرئيس، والتي انتهت بالاستقالة، التي استخدمها السادات كورقة أمام فريق التفاوض الأميركي كما روى بطرس غالي ليقول لهم أنه حتى الفريق المصري معترض على تنازلات السادات.

التعليقات