11/05/2022 - 22:48

استشهاد شيرين أبو عاقلة "سيّدة الإعلام وصوت الحقيقة"... "معركة تصفية الشهود"

أثار استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة"، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال اقتحامه جنين، فجر الأربعاء، عاصفة من التفاعل والردود الفلسطينية، والعربية والعالمية، لم تستثنِ مواقع التواصل الاجتماعيّ.

استشهاد شيرين أبو عاقلة 

(Getty Images)

أثار استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة"، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال اقتحامه جنين، فجر الأربعاء، عاصفة من التفاعل والردود الفلسطينية، والعربية والعالمية، لم تستثنِ مواقع التواصل الاجتماعيّ.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة "فيسبوك"، بمنشورات أعرب كاتبوها عن صدمتهم من اغتيال أبو عاقلة، في حين أكّد بعضهم أن ما حدث، ما هو إلا "معركة تصفية الشهود"، كون الصحافية كانت "سيّدةَ الإعلام وصوت الحقيقة" الذي نقل إلى العالم على مدار سنوات ممارسات الاحتلال الإسرائيليّ في الضفة والقدس المحتلتين، وقطاع غزّة المحاصر.

(Getty Images)

وقال الأسير المحرر، أمير مخّول، إن "إسرائيل قتلت شيرين، قتلت سيّدة الإعلام وصوت الحقيقة"، مؤكدا أن "الحقيقة الفلسطينية أقوى من جرائمهم ضد الإنسانية، أقوى من من احتلالهم".

وأضاف مخول أن شيرين "باقية في وجدان الشعب ونضاله للتحرر الوطني... المجد والخلود للشهيدة شيرين والتمنيات بالشفاء للإعلامي علي السمودي، وأحر التعازي للعائلة الكريمة ولكل شعبنا الفلسطيني و(لقناة) الجزيرة، ولكل متابعي شيرين"، مشيرا إلى أن "شعبنا سيحمل أحزانه ويواصل درب الحرية".

وقال الروائيّ الفلسطينيّ عبّاد يحيى في منشور عبر "فيسبوك"، إن شيرين "عاشت زمنين إعلاميين، أول زمن كان فيه العالم بالكاد يرانا، وبفضلها وفضل صحافيات وصحافيين وصلت صورتنا ورآنا العالم وسمع وعرف. نجت من الموت القريب في ذاك الزمن".

وأضاف: "أما الزمن الثاني، الذي نعيشه اليوم، فالعالم رآنا فيه وسمعنا أكثر مما ينبغي، رأى كل شيء وعرف كل ما يحدث. صارت رؤيتنا مضجرة ومملة، وبدا من الاعتياد أن ما يحدث مألوف وصار كأن الموت ابتعد".

وذكر يحيى أنّ "شيرين استشهدت في الزمن الثاني، كأنها صورة للزمن الأول، تذكير به، بحرارة الشعور أن الصورة والكلمة يمكن أن تغيّر شيئا".

وتابع: "كلما قال زميل أو زميلة إنه ذاهب إلى تغطية مواجهات أسأل نفسي إن كانت ظلت صورة تستحق أن تلتقط، وإن كان يمكن أن تغيّر شيئا. يبدو أن الصورة هنا لا تغيّر إلا حياة ملتقطها. وداعا شيرين أبو عاقلة، أكثر من صحافية وصورة وصوت".

وقال الشاعر والروائيّ رائد وحش الذي أرفق في منشور له بـ"فيسبوك" صورة الصحافية الراحلة: "شيرين أبو عاقلة وداعًا.. هذه معركة تصفية الشهود"، في إشارة إلى تصفية الاحتلال لكلّ صوت ينقل الحقيقة التي تكشف عِظَم جرائمه.

وكتب الباحث عز الدين أعرج في منشور: "يظن الواحد منا أنه بدراسة إسرائيل والقراءة عنها ومتابعة الأخبار اليومية بشأنها، والأهم عيش سنوات تحت بطشها، قد فهم أن هذا العنف صار مفهومًا، غير مفاجئ، ولا يثير كثيرًا من الاستغراب".

وأضاف: "لكن في كل مرة، يباغتنا الدم، طازجًا، مرعبًا، وتبدو كل جريمة كأنها أول جريمة. قد تكون هذه ربما طريقتنا الخجولة والوحيدة لرفض هذا الواقع، بالاستغراب منه في كل مرة".

من جانبها، ذكرت الفنانة دلال أبو آمنة، أن "القلب يدمي والعين تبكي لاستشهاد الصحافية الكبيرة شيرين أبو عاقلة خلال تأديتها واجبها المهني والوطني وتغطيتها لاقتحامات الجيش الاسرائيلي لمخيم جنين".

وقالت أبو آمنة إن "هذه جريمة حرب لا يجب السكوت عنها عالميا".

وتابعت: "الله يرحمك ويصبر عيلتك يا شيرين يا حبيبتنا ويجزيك قدر العطاء اللامتناهي اللي أعطيتيه خلال حياتك القصيرة ومسيرتك المهنية العريضة والمشرّفة. ولا غالب إلا الله".

بدورها، قالت الفنانة سناء موسى، التي أرفقت صور من توديع الشهيدة: "هكذا ودعوك يا شيرين؛ هذا ما التقطته الكاميرات التي لم تتمكن أن ترصد الجروح العميقة بقلوب آلاف الآلاف منا؛ القلوب المكسورة التي تتمنى أن تصحو بالغد على صوتك: ’كانت معكم شيرين أبو عاقلة _ القدس المحتلة".

وأشار الصحافي أكرم الجريري، إلى "ثلاثة أشخاص حول شيري أبو عاقلة في يوم استشهادها"، موضحا أن "الأول المعلم: قدمها لأول مرة على شاشة الجزيرة صبية صغيرة عام 1997، علمها وعمل معها، كبر معها ليكون أخا وأبا أيضا في مكتب قضت فيه 25 عاما على الأقل، اليوم رفع الألم كله بسترة الصحافة التي لم تقيها من رصاصة مقصودة في صورة لا يمكن عنونتها... الأستاذ وليد العمري، اليوم لا أستطيع وضع نفسي مكانه في هذا الوداع الصعب".

اقرأ/ي أيضًا | استشهاد شيرين أبو عاقلة: أدلة تدخِل إسرائيل إلى أزمة دولية

وأضاف: "الثانية: الصحافية الصغيرة شذا حنايشة، هذه الزميلة الرائعة غطت خلال الفترة الماضية أحداث جنين بجلد وقوة وصبر رغم كل الصعاب، اليوم وجدت نفسها في موقع لن يستطيع أي معلم أو مدرب سلامة مهنية أن يقول لنا ماذا نفعل. الحمدلله على السلامة، والخروج السريع من أي صدمة متوقعة لأي كان في مكانك".

وذكر أن "الثالث: الشاب شريف العزب ابن مخيم جنين الذي ظهر في فيديو توثيقي لاغتيال الشهيدة، محاولا قطع الشارع للوصول للزميلتين شذا وشيرين ولكن وجود القناص مقابله منعه من ذلك، فأخذ طريقا أطول وخلص جارزته الخفيفة ليظنوه شخصا آخر، وقفز عن الجدار الذي يفصله عن الزميلتين، لينقذ شذا أولا من إطلاق النار المتكرر كل حركة قرب الشهيدة، ويجمل جثمان شيرين بعيدا عن منطقة الاستهداف التي أدار لها ظهره ليكون هدفا محتملا للاحتلال المجرم في أي لحظة".

وقال الجريري: "لن يغسل العمر القهر على وجوه الزميلات والزملاء في وداع أيقونة إعلامية مثل شيرين، ولن يغسل الدمع الذي باغتنا في لحظة مشاهد الموت التي يتعرض لها الكل الفلسطيني منذ دخول الاحتلال معجم أيامنا".

التعليقات