04/07/2022 - 08:40

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشغل حيَزا كبيرا وأساسيا من حياة المراهقين اليومية، في حال مراسلة أصدقائهم على "واتس آب" و "سناب شات" أو مشاركة منشور على "فيسبوك" أو مشاركة صورة على "إنستغرام"

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين

(توضيحية - unsplash)

ما هو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على صحة المراهقين العقلية؟

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشغل حيَزا كبيرا وأساسيا من حياة المراهقين اليومية، في حال مراسلة أصدقائهم على "واتس آب" و "سناب شات" أو مشاركة منشور على "فيسبوك" أو مشاركة صورة على "إنستغرام" أو تقليد أحد المشاهير أو تصميم رقصة على "تيك توك"، فإنَ المراهقين في هذا الزمن أصبحوا محاطين بالإنترنت من كل مكان.

إنَ المراهقين الذين يستخدمون تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي يزداد تعرضهم بشكلٍ مضاعف للخطر والأذى من خلال التنمر الإلكتروني والقلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية ومن الممكن تعرضهم للعنف والتهديد عبر الإنترنت أيضا.

من الممكن أيضا أن يؤثر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في حال الاستخدام المفرط على فقدان المراهقين للنوم وازدياد تشتت الانتباه عندهم، ما يؤثر سلبا على المدى البعيد على صحة المراهق العقلية.

وبما أنَ لوسائل التواصل الاجتماعي سلبيات كثيرة فلا بدَ أن تكون لها إيجابيات أيضا كالتواصل مع الأصدقاء والأقارب الذين تفصل بيننا وبينهم مسافات بعيدة وسنطلع على الإيجابيات والسلبيات كافةً في مقالتنا هذه.

ما هي أضرار وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين؟

التعرض للاكتئاب

قامت كلية علم النفس في جامعة كوينز لاند بأبحاث عديدة حول الكشف عن العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب، حيث أشارت هذه الأبحاث إلى أنَ زيادة استخدام هذه التطبيقات والوسائل يزيد من احتمالية التعرض لأعراض اكتئاب حادة.

إنَ المراهقين الذين يعانون من هذه الأعراض غالبا يشعرون بالوحدة وتنخفض لديهم الأنشطة الاجتماعية والقدرة على التعامل مع من حولهم.

التعرض للقلق والتوتر

التعرض للقلق والتوتر 

المراهقون الذين ينشرون صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا إذا كانت صورا مثالية عادةً ما ينتظرون تلقي الكثير من التعليقات الإيجابية والإعجابات، لكن أحيانا من الممكن أن يتعرضوا للتنمر أو التعليقات السلبية أو السلوكيات غير الأخلاقية عبر الإنترنت من قبل البعض كما أن هناك خطر القرصنة وذلك من خلال الدخول إلى مواقع غريبة وروابط غير موثوقة وسرقة معلوماتهم وصورهم وتهديدهم بها في بعض الأحيان، لذلك تزيد احتمالية تعرض المراهقين للقلق والخوف والتوتر بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.

قلة احترام الذات

من الممكن أن يتعرض المراهقون للإحباط تجاه أجسادهم وأنفسهم وخصوصا عندما يقارنون أنفسهم بالمشاهير والمؤثرين الذين يتابعونهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا كله يؤثر على صحة المراهق العقلية وبالتالي تتفاقم لديهم مشكلة خطيرة وهي تدني احترام الذات.

إدمان الإنترنت

بعض المراهقين يقضون ساعات طويلة على الإنترنت بشكل عام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، وهذا يؤدي عند البعض إلى مشكلة إدمان الإنترنت.

التحرش الإلكتروني

قد يتعرض بعض المراهقين لمواقف سيئة جدا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل التحرش الإلكتروني من قبل بعض الأشخاص، وهذا يؤدي إلى شعورهم بالخوف الدائم، وتجنبا لذلك يجب على أهل المراهق بناء علاقة صداقة قوية مع أبنائهم ليخبروهم بالحقيقة في حال تعرضوا لذلك ومراقبة حسابات أولادهم باستمرار.

دخول المواقع الإباحية

من الممكن دخول بعض المراهقين إلى المواقع الإباحية عبر رابط يُرسل إليهم من قبل شخصٍ غريب أو من قبل أحد أصدقائهم، وينجم عن ذلك خطرٌ كبير قد يؤدي إلى إدمان هذه المواقع ما يؤثر سلبا على الصحة النفسية والاجتماعية.

ما هي إيجابيات وفوائد مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين؟

  1. إمكانية بناء المراهقين لشبكات اجتماعية مع الآخرين.
  2. التواصل الفعال مع أصدقائهم وأقربائهم الذين تفصل المسافات فيما بينهم.
  3. البحث عن معلومات جديدة ووسائل تعليمية أخرى تساعدهم في دراستهم وزيادة ثقافتهم.
  4. البحث عن وسائل ترفيهية في أوقات الفراغ.
  5. مساعدة الأشخاص المصابين بإعاقة أو أمراض مزمنة من خلال مواصلة تعلمهم إلكترونيا أو من خلال تواصلهم الدائم مع أحبائهم.
  6. إيجاد المراهقين الذين يشعرون بالإقصاء لأصدقاء عبر الإنترنت.
  7. تعلم المراهقين بعض السلوكيات الصحية عبر مواقع التواصل.

معدل الوقت الذي يقضيه المراهق العادي على مواقع التواصل الاجتماعي

معدل الوقت الذي يقضيه المراهق العادي على مواقع التواصل الاجتماعي

قامت بعض الدراسات الأسترالية بإحصائيات على اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 14-24 عاما وتبين ضمن الإحصائيات بأن الفتيان يقضون ما يزيد عن الساعة يوميا أي حوالي 528 دقيقة في الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي، أما الفتيات يقضين ما يزيد عن ساعتين تقريبا كل يوم أي حوالي 822 دقيقة في الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي.

أما الأبحاث الأميركية التي أُجريت في الولايات المتحدة من قبل شركة "Common Sense Media" فقد وجدت أنَ أغلب المراهقين يقضون وقتا طويلا يوميا على هواتفهم المحمولة أي وسطيا ما يقارب 7 ساعات و22 دقيقة، وهذا الوقت لا يتضمن أي نشاط متعلق بالمدرسة مثل القراءة أو المطالعة أو حتى الاستماع إلى الموسيقى.

كيف يقوم الأهل بحماية ابنهم المراهق من مواقع التواصل الاجتماعي؟

يوجد عدة خطوات يمكن اتخاذها من قبل الوالدين لحماية أولادهم من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، وتكون هذه الخطوات على الشكل التالي:

  1. وضع حدود واضحة ومعقولة عن طريق تحدث أحد الوالدين إلى ابنهم المراهق حول كيفية تجنب إدخال وسائل التواصل الاجتماعي في حياته كأنشطته التي يقوم بها أو عند نومه أو خلال تناول وجباته وحتى خلال قيامه بواجباته المدرسية.
  2. مراقبة الأهل لحسابات ابنهم المراهق، حيث يجب على الأهل إخبار أولادهم بأنهم سيتحققون من حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ مستمر ومنتظم، ويجب بالفعل أن يقوموا بذلك مرة واحدة أو عدة مرات في الأسبوع مع الاستمرارية بذلك.
  3. تحذير الأهل لابنهم المراهق، عن طريق شرحهم له الأمور غير المناسب فعلها عبر الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي، مثل التنمر أو النميمة أو نشر الإشاعات أو الإضرار بسمعة أحد الأشخاص، وكذلك أيضا توعيتهم من بعض المتحرشين الالكترونيين الموجودين على هذه مواقع التواصل الاجتماعي والتحدث معهم حول ما هو التصرف المناسب والآمن.
  4. تشجيع الأهل لأبنائهم بالاتصال المباشر مع أصدقائهم، أي رؤيتهم لبعضهم البعض وجلوسهم وجها لوجه دون الحاجة لوسيلة إلكترونية، وهذا مهم جدا بالنسبة للمراهقين المعرضين للانطوائية أو القلق الاجتماعي.
  5. في حال ظهرت علامات إدمان للإنترنت وعلامات الاكتئاب أو القلق على المراهق، فالتصرف الأفضل والجيد هو تقييد استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي.

التعليقات