05/12/2022 - 11:47

رحيل الطبيب والصحافي المصري محمد أبو الغيط

أبو الغيط أعلن العام الماضي إصابته بالسرطان، ووثق رحلته مع المرض عبر تدوينات طويلة ومفصلة على "فيسبوك"، وكان قد فاز خلال مسيرته بجوائز عدة، نتيجة عمله الاستقصائي، وجاء رحيله اليوم قبل أيام من صدور كتابه

رحيل الطبيب والصحافي المصري محمد أبو الغيط

الطبيب والصحافي محمد أبو الغيط

نعى عدد كبير من الصحافيين والمدونين والمغردين العرب الصحافي والطبيب المصري محمد أبو الغيط (1988 – 2022)، الذي توفي فجر اليوم، الإثنين، بعد يومين من دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بمرض السرطان.

وأعلن أبو الغيط، وهو زميل في التلفزيون العربي في لندن منذ تأسيسه، ويعمل معداً رئيسياً لبرامجه، إلى جانب كتابته مقالاً أسبوعيا في صحيفة العربي الجديد لسنوات، إصابته بسرطان في المعدة، كاشفاً أن الورم انتشر إلى عقد لمفاوية في أماكن أخرى من جسده، عبر تدوينة على "فيسبوك"، مطلع شهر آب/أغسطس 2021.

ووثّق أبو الغيط رحلته القاسية مع السرطان عبر تدوينات طويلة ومفصلة على "فيسبوك"، لتعلن زوجته إسراء شهاب، فجر اليوم، وفاته في لندن حيث يقطن مع زوجته وطفله.

من جانبه، أصدر التلفزيون العربي بيانا، نعت من خلاله أسرة القناة "الزميل الصحافي والطبيب محمد أبو الغيط الذي رحل عنا اليوم في لندن عن عمر ناهز 34 عام بعد معاناته من مرض السرطان"، موضحا فيه أن أبو الغيط "التحق بالتلفزيون العربي في بواكير تأسيسه، وعمل معدّا في البرامج، ثم معدّا رئيسا لبرنامج بتوقيت مصر. وكتب في عديد الصحف العربية والدولية، واستمر في كتابة مقاله الأسبوعي في صحيفة العربي الجديد حتى أسابيعه الأخيرة".

وأشار إلى أن الراحل "شارك في تحقيقات استقصائية عربية ودولية وفاز بجوائز، منها: جائزة مصطفى الحسيني لأفضل مقال صحافي عام 2013، وجائزة سمير قصير لحرية الصحافة عام 2014، والميدالية الذهبية في جائزة ريكاردو أورتيغا للصحافة المرئية والمسموعة المرتبطة بالأمم المتحدة عن تحقيقه ’المستخدم الأخير’ عام 2019، وجائزة فستوف الأولى عن فئة المساهمة في صناعة السلام عن مشاركته في تحقيق عن التمويل السري لـ’قوات الدعم السريع’ السودانية عام 2020، وجائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية عن تحقيقاته حول قضايا اليمن وسورية عام 2021".

كما لفت إلى أن أبو الغيط "شارك قراءه ومتابعيه يوميات المرض والعلاج في مقالاته وعلى حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد جُمعَت هذه اليوميات في كتاب يصدر قريبا بعنوان: ’أنا قادم أيها الضوء’".

وتقدمت أسرة التلفزيون العربي من "عائلته وزملائه ومحبيه بخالص العزاء".

وبدأ أبو الغيط عمله الصحافي في مصر في مؤسسات مختلفة أبرزها تلفزيون "أون" وجريدة "الشروق"، ثمّ عمل في قناة "الحرة" الأميركية، لينتقل إلى التلفزيون "العربي"، إلى جانب عمله مع شبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية، علماً أن مسيرته المهنية بدأت عام 2012 كطبيب في مستشفى إمبابة العام في القاهرة.

وفاز أبو الغيط خلال مسيرته بجوائز عدة، نتيجة عمله الاستقصائي منها:

جائزة "مصطفى الحسيني" عام 2013 عن فئة المقال الصحافي للصحافيين الشبان العرب، عن مقاله "وكأن شيئًا لم يكن" المنشور في "المصري اليوم".

عام 2014، جائزة سمير قصير لحرية الصحافة التي يمنحها الاتحاد الأوروبي في بيروت عن مقاله "موسم الموتى الأحياء" المنشور في "بوابة الشروق".

عام 2019، الميدالية الذهبية في جائزة ريكاردو أورتيغا للصحافة المرئية والمسموعة المرتبطة بالأمم المتحدة عن تحقيقه المتلفز العابر للحدود: "المستخدم الأخير"، الذي كشف فيه كيف انتهكت عشر دول غربية عقودا ثنائية لبيع أسلحة وخرقت قوانين دولية ذات صلة، ما أدّى إلى وصول أسلحة مقيّدة تعاقديا إلى أطراف الصراع في اليمن.

عام 2020، جائزة فستوف الأولى عن فئة المساهمة في صناعة السلام، مع الصحافيين نيك دونوفان وريتشار كنت، عن تحقيقهم عن التمويل السري لـ"قوات الدعم السريع" السودانية (مؤلفة من مليشيات الجنجويد).

عام 2021، جائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية، عن تحقيقاته حول قضايا اليمن وسورية.

وقد ساهم أبو الغيط خلال مسيرته بتحقيقات استقصائية جماعية عدة، أبرزها التحقيق مع مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد مع 163 صحافيا حول العالم لجمع وتعريب وتحرير ونشر التسريبات السويسرية Swiss Leaks التي كشفت تفاصيل الحسابات الخارجية لشخصيات بارزة، بينهم رؤساء وملوك حول العالم.

وجاء رحيل أبو الغيط قبل أيام قليلة من صدور كتابه "أنا قادم أيها الضوء"، الذي يروي فيه تجربته مع المرض وتفاصيل إنسانية كثيرة أخرى. وقد كتب أبو الغيط عن الكتاب "وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا. ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، وهكذا تنقلت بين شرح علمي إلى أخبار التطورات السياسية، ومن تفنيد خرافات حول ما يسمى بـ (الطب البديل) إلى متابعة وفاة الملكة إليزابيث، أتأمل في الموت والحياة".

وأضاف: "لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا. ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ".

التعليقات