05/06/2023 - 12:37

إطلاق النار عند الحدود المصرية الإسرائيلية: من هو الشرطي محمد صلاح إبراهيم؟

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للشرطي المصري الذي نفذ عملية إطلاق النار عند الحدود المصرية الإسرائيلية، بعد أن اخترق الشريط الحدودي وتوغل مسافة كيلومتر ونصف شرق السياج واشتبك مع القوات الإسرائيلية وقتل ثلاثة جنود.

إطلاق النار عند الحدود المصرية الإسرائيلية: من هو الشرطي محمد صلاح إبراهيم؟

صور متداولة للشرطي المصري محمد صلاح إبراهيم

سلم الجانب الإسرائيلي، اليوم الإثنين، جثمان الشرطي المصري محمد صلاح إبراهيم، للسلطات المصرية، وذلك بعد نحو 48 ساعة على عملية إطلاق النار التي نفذها بعد أن عبر المناطق الحدودية المصرية الإسرائيلية، وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وأصاب رابعا، في تبادل لإطلاق النار.

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور وتفاصيل هوية المجند المصري الذي نفذ عملية إطلاق النار عند الحدود المصرية الإسرائيلية، أول من أمس، السبت، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين قبل أن يقتل في تبادل لإطلاق النار.

ووفقا للمعلومات المتداولة على شبكة الإنترنت وتناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن المجند المصري يدعى محمد صلاح إبراهيم وهو شاب يبلغ من العمر 23 عاما من أبناء منطقة عين شمس شرق القاهرة، وكان يؤدي خدمته العسكرية في منطقة سيناء.

وكان من المفترض أن ينهي إبراهيم خدمته العسكرية "قريبًا"، بحسب ما نقلت تقارير صحافية عن مقربين منه؛ وكشف مغردون أن أصدقاءه كانوا يلقبونه بالرسام لهوايته الرسم، مشيرين إلى أنه كان يهوى "السفر والرحلات والقراءة"، وكان هادئا ومحبوبا بين زملائه.

وفي آخر تدوينة للمجند في قوات "الأمن المركزي" التابعة للشرطة المصرية، محمد صلاح إبراهيم، على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتب يقول: "اللهم كما أصلحت الصالحين أصلحني واجعلني منهم"، وأرفقها بصورة له وهو يمتطي حصانا في منطقة صحراوية.

وبحسب الناشطون على مواقع التواصل، فإن المجند المصري "غير حامل لأي مؤهل عالي، ويجيد القراءة والكتابة، ويخدم في قطاع شمال سيناء العلامة الدولية 47"، علما بأن الجهات الرسمية في القاهرة لم تعلن هوية الشاب أو تنشر صورته، واكتفت بالإشارة إلى أنه "فرد أمن" قتل "خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات".

وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة في أيار/ مايو 2021، كتب إبراهيم على "فيسبوك" يقول إن "الله يقف بجانب فلسطين"، وأرفق تدوينته بوسم #غزة_تحت_ القصف. وذكرت تقارير أنه تجند لقوات "الأمن المركزي" المصري في حزيران/ يونيو 2022 وعمل كشرطي حدودي.

وبحسب تقارير تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية، فقد اشتكى صلاح مؤخرًا لصديقه من الخدمة العسكرية، وتغيب عن الخدمة لمدة 18 يومًا، عاد بنهايتها إلى قاعدته العسكرية. وادعت بعض التقارير أن صلاح حاول الحصول على إعفاء طبي من الخدمة العسكرية وأنه يعاني من مشاكل جسدية.

كما وردت مزاعم أشارت إلى معاناة صلاح مؤخرا من "صعوبات نفسية" وشعوره بـ"الضيق" بعد وفاة زميله في الوحدة، إذ شعر بأن القضية لم تحظ بالاهتمام اللازم، وقال إن "محدش اتكلم ولا حد جاب سيرة"، وأثارت تقارير احتمال أن يكون صلاح أراد الانتقام لمقتل صديقه.

وأشارت صفحة "متصدقش" على "فيسبوك" إلى "أزمات" في خدمة صلاح العسكرية، وقالت إنه "اشتكى" لصديقه من "شعوره بعدم الراحة في وحدته العسكرية"، وكان يحاول الحصول على إعفاء من الجيش لأسباب طبية، إذ كان يعاني من مشاكل جسدية.

وبحسب التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي فإن الشرطي المصري، الذي قتل ثلاثة جنود إسرائيليين، السبت، وأصاب ضابطا بجراح، دخل عبر معبر مخصص للطوارئ ولم يتسلل عبر فجوة في السياج الحدودي ولم يتسلقه، وكان يحمل بندقية كلاشينكوف قديمة وسكاكين ومصحفا.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الشرطي غادر معسكره ليلا وسار حوالي خمسة كيلومترات مسلحا ببندقية كلاشينكوف قديمة وصولا إلى معبر "نيتسانا" وكان بحوزته 6 مخازن ذخيرة وسكاكين ومصحف، وقطع الأصفاد (البلاستيكية) التي تثبت "معبر الطوارئ" بواسطة سكين.

وأشارت التحقيق الإسرائيلي الأولي إلى أن "الجندي المصري خطط لكل خطوة مسبقا وكان يعرف المنطقة جيدا، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قتل فيه الجنديين الإسرائيليين، بحكم عمله حارس حدود".

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الجنديين الإسرائيليين تسلما موقعهما الساعة 21:00 مساء السبت في نوبة خدمة مدتها 12 ساعة، وفي الساعة 04:15 تواصل معهما زملاؤهما وأجابا أن كل شيء على ما يرام.

وكانت هذه آخر مرة يتم فيها التواصل معهما.

وتشير تقديرات الجيش الاسرائيلي إلى أن الجندي المصري أطلق عليهما الرصاص حوالي الساعة السادسة صباح السبت، وأرداهما قتيلين.

وبعد أن قتلهما، وفقا للتحقيق الإسرائيلي، "أعد الجندي مخبأ لنفسه، واستقر على عمق كيلومتر ونصف شرق السياج، وساعدته التضاريس الجبلية للمنطقة التي تضم العديد من المنحنيات والطيات، في تنفيذ خطته".

وفي حوالي الساعة 09:00، وصل قائد فرقة عسكرية إلى الموقع واكتشف مقتل مجند ومجندة، وعندها أدرك الجيش أن هناك هجوما، وآنذاك تلقى الجيش الإسرائيلي رسالة من مصر مفادها أن شرطيا مصريا مفقود، بحسب التحقيق.

وبعد عملية تمشيط إسرائيلية واسعة، شاركت فيها طائرات مُسيّرة، تم رصد موقع الجندي المصري، وبعد الساعة 11 صباحا بقليل، اشتبك الجندي مع قوات إسرائيلية تقدمت نحوه، وقتل جنديا ثالثا وأصاب ضابطا في تبادل لإطلاق النار، قبل مقتله.

كما أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن الشرطي المصري عمل بمفرده وبشكل مستقل وبمبادرة ذاتية وأنه لم يكن مرتبطا بأي تنظيم جهادي ولم يتلق مساعدة من طرف ثالث، وذلك بناء على معلومات تلقتها إسرائيل من الجانب المصري.

وخلافا للرواية الإسرائيلية، قال الجيش المصري في بيان، السبت، إن أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية طارد عناصر تهريب المخدرات، فجر السبت.

وأضاف أنه "أثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة 3 من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة 2 آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران".

التعليقات