مدرسة مونتيسوري التربوية-حسنات وسيئات

 

الطبيبة المعلمة ماريا مونتيسوري

حيرة الأهل اليوم، حين يصبح أطفالهم في بداية مرحلة التعلم والالتحاق بالروضات، هو إلى أين نرسلهم ؟ أي المدارس والأساليب أفضل للطفل؟ بالأساس ماذا نعرف عنها، عن وجودها وتنوعها بهدف خلق بيئة تربوية تعليمية هادفة وتلبي حاجات الطفل وتنمي مهاراته وتكتشفها. للأسف في مجتمعاتنا الشرقية نفتقر لتنوع المدارس فمعظمها الساحق يتبع للمدارس والمناهج الحكومية العامة والمناهج الدينية أو تعلم اللغات مع تنمية المهارات الحركية والاجتماعية وغيرها، فالخيار للأهل يكون بين الموجود مع قلة إمكانية الخيارات، أو الروضات الخاصة تقدم برامج اخرى فنية موسيقية، بالرغم من وجود مدارس مونتيسوري في بعض الدول العربية الميسورة الميزانيات والأهل الداعمين.

هنا سنلقي الضوء على واحدة من أشهر المدارس عالميا تقدم نهجا تربويا فريدا في نوعه، هي مدرسة مونتيسوري، بالإضافة لوجود عدة مدارس اخرى تحظى بشهرة عالمية أيضا مثل، مدرسة والدورف لفيلسوف نمساوي الأصل رودولف شتاينر، تركز على تطويرالجوانب الروحية والإبداعية الفنية، أو مدرسة سودبوري وغيرها. 

ولكن يبقى التنوع في مجتمعاتنا مقلصا جدا ويتبع لنظام تربوي واحد أو مشابه لبعضه.

عن مدرسة مونتيسوري:

مدرسة مونتيسوري للتربية هي نظام تعليمي يركز على الطفل وتنمية مهاراته الحركية والعقلية والاجتماعية. تأسست هذه المدرسة في عام 1907 من قبل الطبيبة والمعلمة الإيطالية ماريا مونتيسوري، وهي تستند إلى فلسفة تربوية خاصة تركز على تنمية الطفل ككيان مستقل وعلى تعزيز الاكتشاف الذاتي لديه. 

بماذا تتميز هذه الفلسفة بالتحديد عن غيرها من المدارس؟

تتميز مدارس مونتيسوري، كما ذكرنا أعلاه، بالتركيز على تنمية قدرات الطفل الفردية وتحفيزه على التعلم بشكل ذاتي، إذ تعتمد على تقديم بيئة تعليمية محفزة ومنظمة بشكل يعين الطفل على هذا الاكتشاف، حيث يتم تنظيم الفصول الدراسية بشكل مختلف عن الطرق التقليدية في المدارس التلقينية العادية، ويتم تقسيم الفصول إلى مجموعات عُمرية مختلفة، ويتم تقديم المواد التعليمية بشكل منظم في بيئة تشجع الاكتشاف الذاتي والتجريب.

- يتميز نظام التعليم في مدارس مونتيسوري بتنوع الأنشطة التي يتم تقديمها للأطفال، حيث يتم توفير مجموعة واسعة من المواد التعليمية والأدوات الخاصة بها، للغات والرياضيات والعلوم والفنون والحِرف اليدوية والأدوات الحسية، لكل موضوع أدواته المختصة بالمجال. 

- يعتبر نظام التعليم في مدارس مونتيسوري مفيدًا بشكل خاص للأطفال الذين يحتاجون إلى تعليم مختلف عن التعليم التقليدي، حيث يتم توفير بيئة تعليمية محفزة وتشجيعية تساعد على تنمية العديد من المهارات والقدرات لدى الطفل، مثلا:

1- المهارات الحركية:

يتعلم الطفل كيفية التحكم في حركات جسمه وتطوير مهارات حركية دقيقة عن طريق التجربة والتمرين.

2- المهارات العقلية:

 يتعلم الطفل كيفية التفكير والتحليل والتركيز والملاحظة والذاكرة والإبداع وحل المشكلات بشكل ممنهج وتدريجي .

3- المهارات الاجتماعية:

 يتعلم الطفل ويكتشف كيفية التعامل مع الآخرين والتعاون والتواصل والتعبير عن الذات وتطوير واكتساب الثقة بالنفس.

4- المهارات اللغوية:

 يتعلم الطفل اللغة بشكل طبيعي ويتعلم أيضا كيفية التواصل والتعبير عن الأفكار والمشاعر.

5- المهارات الحسية:

يتعرف الطفل على الأشكال والألوان والأصوات والروائح والأذواق، وكل ما يتعلق بالحواس الخمس. 

- بشكل عام، تساعد مدارس مونتيسوري على تنمية شخصية الطفل بشكل كامل وشامل، وتساعد على تحسين قدرته على التعلم والتفكير والتعامل مع العالم من حوله بطريقة أكثر فعالية وإيجابية.

ما هي النقاط السلبية في التعليم في مدارس مونتيسوري؟

 على الرغم من فوائد مدارس مونتيسوري المذهلة، إلا أنها قد تواجه بعض النقاط السلبية أيضًا، وتشمل بعض هذه السلبيات:

1- التركيز على الطفل الفردي:

قد يكون هذا النظام التعليمي غير مناسب للأطفال الذين يفضلون التعلم في بيئة اجتماعية أكثر تفاعلًا، حيث يتم تشجيع الطفل في هذا النظام التعليمي على العمل بشكل فردي والتركيز على تحقيق الذات.

2- عدم وجود برامج ومناهج موحدة:

 النظام التعليمي الحر في مدارس مونتيسوري يؤدي إلى عدم وجود برامج ومناهج موحدة، مما يعني أن الطلاب قد لا يحصلون على نفس المستويات التعليمية المعيارية.

3- التكلفة العالية:

قد يكون الالتحاق بمدارس مونتيسوري مكلفا بشكل عام، مما يؤدي لجعلها غير ميسورة التكلفة للعائلات التي لديها ميزانية محدودة.

4- قد يكون صعبًا تطبيقها في المنازل:

من الصعب تطبيق مبادئ مدرسة مونتيسوري في المنزل، خاصة إذا كان الوالدين لا يملكان الخلفية التعليمية اللازمة أو الوقت الكافي لتطبيقها.

5- عدم الاستعداد للصفوف العليا:

قد تكون مدارس مونتيسوري غير ملائمة للأطفال الذين يرغبون في الالتحاق بالصفوف العليا في المدارس التقليدية، حيث يمكن أن يفتقروا إلى بعض المهارات التي تعلموها.

 على الرغم من أن مدارس مونتيسوري تشجع على تنمية العديد من المهارات والقدرات لدى الأطفال، إلا أنه من الممكن أن يفتقر الطلاب الذين ينتقلون إلى المدارس التقليدية، لبعض المهارات التي تتعلق بالتدريب القياسي والاستعداد للصفوف العليا. ومن بين المهارات التي يمكن أن يفتقدها الطلاب الذين ينتقلون من مدارس مونتيسوري إلى المدارس التقليدية:

1- القراءة والكتابة بشكل تقليدي:

قد يفتقر الطلاب الذين درسوا في مدارس مونتيسوري لتعلم القراءة والكتابة بالطريقة التقليدية، حيث يتم تعليمهم الحروف والأرقام بطرق مختلفة.

2- العمل بشكل تحت إشراف:

الطلاب الذين درسوا في مدارس مونتيسوري، هم في الحقيقة لم يتعلموا كيفية العمل تحت إشراف أحد في الصفوف الأعلى، حيث يتم تشجيعهم على العمل بشكل فردي والتحكم في وقتهم الخاص للعمل.

3- التدريب على الامتحانات:

 الذين درسوا في مدارس مونتيسوري لم يتعلموا كيفية التدريب على الامتحانات والتحضير لها، حيث يتم تشجيعهم على التركيز على التعلم والتطبيق العملي بدلاً من التركيز على الامتحانات.

4- العمل الجماعي:

من درسوا في مدارس مونتيسوري لم يتعلموا كيفية العمل بشكل جماعي في الصفوف العليا، حيث يتم تشجيعهم على العمل الفردي الذاتي.

 5- المهارات اللغوية الأكاديمية:

قد يفتقر الطلاب الذين ينتقلون من مدارس مونتيسوري إلى بعض المهارات اللغوية الأكاديمية، مثل قواعد النحو والإملاء والاستخدام الصحيح للغة الإنجليزية في الكتابة والقراءة.

6- العمل بالحاسوب:

الذين ينتقلون من مدارس مونتيسوري إلى بعض المهارات الأساسية المتعلقة بالحاسوب، مثل استخدام البرامج الأساسية والتعامل مع الإنترنت والبريد الإلكتروني.

7- الالتزام بالجدول الزمني:

قد يكون من المفيد للطلاب الذين ينتقلون من مدارس مونتيسوري إلى المدارس التقليدية التعرف على مفهوم الجدول الزمني وكيفية الالتزام به، حيث يتم تحديد الأوقات المحددة للتعلم والمهام والاختبارات بشكل مجموعة.

8- التفاعل مع مجموعات عمرية مختلفة:

قد ينقصهم كيفية التفاعل مع مجموعات عمرية مختلفة، حيث يتم تقسيم الفصول في مدارس مونتيسوري على أساس الفئة العمرية، وقد لا يتم تعريفهم على العمل مع طلاب من مجموعات عمرية مختلفة في المدارس التقليدية.

ما هو دور المعلم/ة في صفوف مدارس مونتيسوري؟

- في مدارس مونتيسوري، تقوم المعلمة بدورٍ مختلفٍ عما هو معتاد في المدارس التقليدية، حيث لا تلعب دور المعلمة التقليدية التي تقدم المعلومات والمعرفة بشكل مباشر للطلاب، ولكن بدلاً من ذلك، تشجع مدارس مونتيسوري على تقديم بيئة تعليمية تسمح للطلاب بتعلم الأشياء بشكل طبيعي وبدون إجبار، حيث يتم تحفيزهم على التعلم الذاتي والاكتشاف الذاتي.

- وفي هذا السياق، تلعب المعلمة دور المرشدة والمراقبة والمشرفة، حيث تساعد الطلاب في تحديد مصادر المعرفة وتوجيههم في طريق التعلم، وتراقب تقدمهم وتدعمهم في الوصول إلى أهدافهم التعليمية.

- في مدارس مونتيسوري يتم تشجيع المعلمات على تكوين علاقة وثيقة مع الطلاب، والاهتمام بتحديد احتياجاتهم التعليمية الفردية وتلبيتها، وتشجعهم على التعلم من خلال التفاعل مع البيئة التعليمية والتجارب العملية، وتقديم الدعم اللازم لتحقيق أهدافهم وتطورهم الشخصي والأكاديمي.

- في حال لم يلتحق الطلاب بهذا النوع من المدارس فيما يلي مرحلة مونتيسوري، يمكن للأطفال الذين ينتقلون منها إلى المدارس التقليدية استكشاف هذه المهارات والتعلم منها بشكل فعال وسريع، ويمكنهم الاستفادة من المهارات الفريدة التي اكتسبوها في المدرسة.

إعداد وتحرير: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48