17/05/2016 - 02:02

يوم لحسين البرغوثي في معرض فلسطين الدّوليّ للكتاب

قد خاض حسين الصّراع الدّاخليّ مع الأفكار والمشاعر، ووصل إلى النّقطة الّتي بحث عنها السّورياليّون من أجل تفجير الذّات الدّاخليّة وإطلاق الوعي الآخر، فقرّر حسين ما يلي: ’لن أخدم بعد الآن شيئًا لم أعد أؤمن به‘.

يوم لحسين البرغوثي في معرض فلسطين الدّوليّ للكتاب

د. وليد الشّرفا والشّاعر أحمد يعقوب

ضمن فعاليّات معرض فلسطين الدّوليّ العاشر للكتاب، والّذي يعقد في رام الله، أُقيمت ندوة أدبيّة بعنوان 'عوالم حسين البرغوثيّ الإبداعيّة'، في قاعة توفيق زيّاد.

قدّم للأمسية وأدارها النّاقد والكاتب د. وليد الشّرفا، وتحدّث فيها الشّاعر أحمد يعقوب، فيما اعتذر عن الحضور الدّكتور إبراهيم نمر موسى لأسباب صحّيّة.

حسين

حسين البرغوثي شاعر وكاتب ومفكّر فلسطينيّ، ولد في قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله عام 1954، ودرس العلوم السّياسيّة واقتصاديّات الدّولة في هنغاريا، كما حصل على بكالوريوس في الأدب الإنجليزيّ من جامعة بيرزيت عام 1983، وعمل معيدًا مدّة عام في الجامعة نفسها، ثمّ حصل على درجتي الماجستير والدّكتوراه في الأدب المقارن بين عامي 1985-1992 من جامعة واشنطن في سياتل.

عمل أستاذًا للفلسفة والدّراسات الثّقافيّة في جامعة بيرزيت حتّى عام 1997، وأستاذًا للنّقد الأدبيّ والمسرح في جامعة القدس حتّى عام 2000. وأثناء هذه الفترة، كان عضوًا مؤسّسًا لبيت الشّعر الفلسطينيّ، وعضوًا للهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب الفلسطينيّين، ورئيسًا لتحرير مجلّة أوغاريت، ومديرًا لتحرير مجلّة الشّعراء حتّى رحيله عام 2002 مريضًا بالسّرطان.

صدر له ما يزيد عن ستّة عشر عملًا توزّعت بين الشّعر، والرّواية، والسّيرة، والنّقد، والكتابة الفلكلوريّة، إضافة إلى العشرات من الأبحاث والدّراسات الفكريّة والنّقديّة بعدّة لغات، وفي العديد من الكتب والمجلّات والصّحف، منها: سأكون بين اللّوز، والفراغ الّذي رأى التّفاصيل، والضّفّة الثّالثة لنهر الأردن، والضّوء الأزرق، وما قالته الغجريّة، وسقوط الجدار السّابع: الصّراع النّفسيّ في الأدب.

المعنى الصّدمة

في معرض تقديمه، استحضر الدّكتور وليد الشّرفا حسين البرغوثي، واستحضر بعض حواراته ونقاشاته معه منذ كان أحد تلاميذه في التّسعينات من القرن الماضي، وتحدّث عن العجائبيّة وفكرة الموت في 'سأكون بين اللّوز'، والعالم الصّوفيّ في 'الضّوء الأزرق' و'حجر الورد'، الّتي وصل فيها إلى علاقته مع الأشكال، كما قال إنّه أنجز العمل على ترجمة أطروحة البرغوثي في الدّكتوراه إلى اللّغة العربيّة وعنوانها 'فكرة الإلهام'، وستنشر قريبًا.

وتحدّث من خلال دراسته لأدب البرغوثي عن اكتشافاته لعوالمه فقال: 'إنّ البرغوثي شاعر فطريّ اكتشف المعنى، المعنى الصّدمة، الصّدمة الّتي اكتشفها بنفسه، وخلق مصطلحاته وخلق صدمته، الصّدمة في معايشة معاني الحبّ والخوف والموت والألم والمرض، وقد فرضت عليه أفكاره تشظّيًا في الذّات.'

إطلاق الوعي الآخر

بدوره، قدّم الشّاعر أحمد يعقوب ورقة بعنوان 'هكذا أقرأ حسين البرغوثي'، تحدّث فيها عن العلاقة الشّخصيّة الّتي ربطته بالرّاحل، علاقة الصّداقة والشّعر والأدب، وقال إنّ 'الحديث عن حسين البرغوثي يحتاج إلى نقد خاصّ، يكون بمستوى إبداعاته ويتماهى معه، وربّما أفرزت نصوص البرغوثي نقدًا جديدًا يتحايث مع تميّزها وتفرّدها'. وتحدّث بعد ذلك عن إنجازات المفكّر البرغوثي في عدّة محاور، أهمّها: سيرته، والتّفكير الإبداعيّ والتّفكير العموديّ، وحسين بين الفكاهة والمعرفة، وحسين والأسطورة، وحسين برغماتيًّا خلّاقًا، وصوتًا متفرّدًا، وعبقريًّا من طراز خاص.

وممّا ورد في ورقة الشّاعر يعقوب: 'لقد خاض حسين الصّراع الدّاخليّ مع الأفكار والمشاعر، ووصل إلى النّقطة الّتي بحث عنها السّورياليّون من أجل تفجير الذّات الدّاخليّة وإطلاق الوعي الآخر، فقرّر حسين ما يلي: ’لن أخدم بعد الآن شيئًا لم أعد أؤمن به‘. لأنّه (أي حسين) وجد الإنسان يتحوّل إلى كائن هشّ وضعيف ويبكي على نفسه عندما يشفق عليها، أو عندما يشعر بالذّنب والاسترحام والاستعطاف والحزن، هذه مشاعر الضّعف والنّكسة والهزيمة والهشاشة في التّاريخ'.

الموسيقى المحضة

ويقول يعقوب: 'تفكير البرغوثي تفكير مبدع وليس مقلّدًا، لهذا تمكّن من التّطلّع إلى مستقبل الكتابة والمعرفة من داخل تجربة الكتابة ومجابهة مجهولاتها، ومن خلال ذلك أراد أن يقبض على معنى ما من خلال إدراكه للحرّيّة الإبداعيّة، وكما يقول نيتشه: ’لا تقل لي تريد الحرّيّة من ماذا، بل قل لي تريد الحرّيّة من أجل ماذا‘، ومن هذا المنطلق يقول حسين في نصّ مثل ’الضّفّة الثّالثة لنهر الأردنّ، وفي نصّ مثل ’حجر الورد‘، قبل الكتابة كنت أريد أن أوصل موسيقى اللّغة إلى أقصاها، إلى حدّ تصل فيه إلى أن تكون موسيقى محضة‘، وتمنّى لو استطاع التّعاون مع موسيقار لكي يضع موسيقى محضة مع النّصّ، لكي يصل القارئ من موسيقى اللّغة إلى الموسيقى المحضة دون لغة'.

وتخلّلت النّدوة عدّة مداخلات من الحاضرين، بعضها كانت أسئلة وبعضها شهادات عن علاقة أصحابها بالرّاحل المفكّر حسين البرغوثي.

السّرد الفلسطينيّ المعاصر

وفي سياق آخر، أقيمت أمسية لقراءات وشهادات في قاعة توفيق زيّاد بعنوان 'السّرد الفلسطينيّ المعاصر بين القصّة والرّواية'، لكلّ من الكاتب جمعة شنب، والكاتبة تغريد أبو شاور، والكاتبة ميس داغر، فيما قدّمت الامسية وأدارتها الكاتبة عفاف خلف.

وتحدّث الكاتب جمعة شنب في نصّ أدبيّ عن سيرته وتجربته وبدايته في مخيّم الوحدات في الأردنّ، ودراسته في الجامعة الأردنيّة وهجرته إلى أمريكا للعمل هناك لأكثر من عشرين عامًا، غاب عن الكتابة خلالها وعاد إليها أكثر من مرّة، وقد صدرت له ثلاث مجموعات قصصيّة، كانت آخرها 'قهوة رديئة'، عن الأهلية للنّشر والتّوزيع.

أمّا الكاتبة تغريد أبو شاور من الأردنّ، فقد قدّمت نبذة عن سيرتها الذّاتيّة والأدبيّة، وكيف استفادت من مهنتها معلّمة للجغرافيا في كتاباتها القصصيّة، ثمّ قرأت نصًّا من المجموعة القصصيّة 'نَمَش'.

وقد نشرت الكاتبة أبو شاور رواية بعنوان 'أبيض مكتمل'.

أمّا الكاتبة ميس داغر، فقد قدّمت ملخّصًا عن سيرتها، وقرأت نصًّا من مجموعتها القصصيّة 'الأسياد يحبّون العسل'.

يُذْكَرُ أنّ مجموعتها القصصيّة، 'معطف السّيّدة'، فازت بجائزة مؤسّسة عبد المحسن القطّان مؤخّرًا، وستنشر روايتها لليافعين، 'إجازة اضطّراريّة'، قريبًا.

التعليقات