05/09/2019 - 23:53

أنام في فندق مهجور وأحلم باليعاسيب

أنام في فندق مهجور وأحلم باليعاسيب

pxhere

 

1

أمضيت ثلاثة أسابيع 

في فندق رخيص 

لا أفعل شيئًا سوى 

الإصغاء من خلال الجدار 

إلى امرأة فلبّينيّة تغنّي 

لفيروز

في الصباح الباكر 

أو بعد منتصف الليل،

سكرانةً 

أو ضجرةً

أو تستحمّ،

تلك الأغاني المشوّشة

نفذت إلى روحي

وأيقظت شيئًا خطيرًا

داخلي

إنّني 

أنتحب 

طوال النهار 

والليل 

دون أن أفهم لماذا،

هكذا صرت مدمنًا 

ومنهكًا تمامًا

لا أقوى على مغادرة الغرفة، 

ربّما لذلك علاقة 

بالملاحظة المحفورة 

على خشب الباب من الخلف:

ثمّة طيور تسكن رأسي 

وصوت يأتي من الجدار، 

إنّني خائف من فتح الباب 

وخائف أكثر من إغلاقه.

 

 

2

عند الثالثة صباحًا،

الأضواء كلّها مطفأة 

وحبيبتك 

نائمة قربك 

تتنفّس بهدوءِ رضيع، 

لا تدري 

أيّ شيء يجول في رأسك الأرِق

وأيّ أشياء تفصل بينكما في سرير واحد.

تمسّد شعرَها الطويل 

كمشنقة 

وتتمنّى لو أنّها تختفي،

أو أسوأ من ذلك 

تتمنّى لو أنّك لم تعرفها يومًا.

الساعة على الجدار

تدقّ بصخب،

إنّه الوقت المناسب للنهوض

والاستعداد جيّدًا؛

فعندما يجيء البحر إلى غرفتك 

وأنت ما تزال في ثياب النوم

لن يكون سعيدًا، 

وسيغادر 

تاركًا خلفه 

أحبّاءَ غرقى 

وأيادي مقطوعة على السرير 

أرادت انتشالك!

 

 

3

بيت خالٍ

طابق غير جاهز...

بنوافذ مفتوحة على الريح،

سرير منخفض،

تلفاز يعرض فيلمًا بالأبيض والأسود 

عن حشرات متوحّشة،

كتبٌ كثيرة جدًّا،

أحذية...

نحتٌ قديم لشجرة ما،

وطاولة مليئة بفناجين القهوة

وأوراق اللعب

هذا كلّ ما تبقّى...

وليس ذلك مهمًّا 

أيّ شيء حدث أو سيحدث 

ليس مهمًّا على الإطلاق...

حتّى لو استيقظت

مع صَدَفة عملاقة على ظهري 

تشدّني إلى الأرض...

حتّى لو هدّدتني أمّي بقتل نفسها

مرّةً أخرى

إن لم أخرج ...

حتّى لو لم يعد بإمكاني الكتابة 

أو التفكير 

أو التذكّر 

أو الرؤية

أو الخوف 

أو الحركة...

فلن يتغيّر شيء.

كلّ ما أرغب بمعرفته الآن...

يتعلّق فقط بالوقت اللازم

لموت فراشة كئيبة

تتغذّى على دماغي!

 

 

عمر زيادة

 

 

شاعر ومترجم من مواليد نابلس عام 1987. حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في اللغويّات التطبيقيّة والترجمة من جامعة النجاح الوطنيّة. يعمل مترجمًا في اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّ. له مجموعة شعريّة بعنوان 'كلاب عمياء في نزهة' (2017)، صادرة عن الدار الأهليّة للنشر والتوزيع، بتوصية من لجنة تحكيم 'جائزة الكاتب الشابّ' لعام 2015، التابعة لمؤسّسة عبد المحسن القطّان.

 

 

التعليقات