سورية: 200 ألف محاصر في منبج

في ريف حلب الشمالي الشرقي، تحاصر المعارك بين قوات "سورية الديموقراطية" وتنظيم "داعش" الذي بات شبه معزول دخل مدينة منبج، نحو 200 ألف من المدنيين داخل المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.

سورية: 200 ألف محاصر في منبج

أعمدة الدخان تتصاعد من منبج (أ.ف.ب)

 بات نحو 200 ألف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج في شمال سوريا، بعد تمكن قوات 'سورية الديموقراطية' بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية من تطويق تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' الذي يسيطر على المدينة منذ عامين.

ففي ريف حلب الشمالي الشرقي، تحاصر المعارك بين قوات 'سورية الديموقراطية' وتنظيم 'داعش' الذي بات شبه معزول دخل مدينة منبج، نحو 200 ألف من المدنيين داخل المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس 'بات عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع كل الطرق في محيطها'.

وبحسب عبد الرحمن، يعيش عشرات آلاف المدنيين 'حالة من الرعب' خشية القصف الجوي المكثف، لافتا إلى 'توقف الأفران عن العمل وشح المواد الغذائية خصوصا بعد قطع كل الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة'.

وبدأت قوات 'سورية الديموقراطية' في 31 أيار/مايو هجوما في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على منبج، التي استولى عليها التنظيم عام 2014. ويقدم مستشارون أميركيون وفرنسيون الدعم لهذه القوات في هجومها في المنطقة.

وتمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها من السيطرة على أكثر من 79 قرية ومزرعة في ريف منبج.

'نحن في أمان'

وأورت فرانس برس عن مراسلها أنه جال على عدد من هذه القرى، حيث شاهد منازل تضررت جزئيا أو دمرت بالكامل جراء قصف التحالف الدولي، مشيرا إلى عودة خجولة للمدنيين الذين نزحوا خوفا من المعارك.

وفي قرية جب حسن آغا، الواقعة على بعد 13 كيلومترا جنوب شرق منبج، يقول الشاب منذر صالح لفرانس برس 'نحن في أمان هنا وسعيدون بذلك وإن شاء الله تتحرر منبج حيث يوجد أقرباء لنا'.

وتحدث عن القيود التي كان التنظيم يفرضها على أهالي القرية المعروفة بتهريب الدخان مضيفا 'كان التنظيم يلاحقنا دائما'.

وطردت قوات سورية الديموقراطية مقاتلي التنظيم من هذه القرية الصغيرة ذات المنازل الطينية المتواضعة قبل نحو أسبوع.

وتقول ضحى حاج علي، وهي في الثلاثينات من عمرها بلكنة ريفية 'يخرب بيت داعش فرجونا نجوم الضهر'، مضيفة 'كانوا يطلبون منا تغطية عيوننا ويقولون لا تخافوا منا خافوا من الله (..) ويمنعوننا من وضع المكياج والاحتفالات والأعراس'.

وعلى رغم سرورهم بطرد التنظيم، فإن الهم الأبرز للأهالي حاليا هو توفير قوتهم اليومي في ظل النقص في المواد الغذائية والخبز. ولا يتردد طفل في الخامسة من عمره في طلب الخبز من كل عابر طريق مكررا أنه لم ياكل خبزا منذ يومين.

وهجوم منبج هو واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها التنظيم المتطرف لحماية طريق إمداده الرئيسية إلى الرقة في شمال سورية، مرورا بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها، حيث يواجه من جهة الشمال قوات سورية الديموقراطية ومن الجهة الجنوبية الغربية قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية، وصولا إلى منبج فجرابلس على الحدود التركية.

وبحسب المرصد، باتت قوات النظام ومقاتلون من قوات 'صقور الصحراء' الموالية لها على بعد 15 كيلومترا من مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، في إطار هجوم بدأته مطلع الشهر بدعم جوي روسي لاستعادة السيطرة على مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو خمسين كيلومترا غرب الرقة ويسيطر عليها الجهاديون منذ نحو عامين.

اقرأ/ي أيضًا | قوات سورية الديمقراطية تحاصر منبج بالكامل

وتمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها السبت الماضي من دخول محافظة الرقة للمرة الأولى منذ سيطرة الجهاديين عليها صيف العام 2014.

التعليقات