عملية الموصل تشنها قوات مصالحها مختلفة ومتناقضة أحيانا

يشارك عدد هائل من الأطراف في معركة الموصل، من الجيش العراقي الى جهاز مكافحة الإرهاب القوي والشرطة الاتحادية والمحلية والمجموعات الشيعية المسلحة المدعومة من طهران، والمقاتلين الأكراد، البشمركة، وتركيا والولايات المتحدة ودول التحالف الدولي

عملية الموصل تشنها قوات مصالحها مختلفة ومتناقضة أحيانا

(أ.ف.ب)

الهجوم على الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق، عملية معقدة جدا تشارك فيها بدرجات متفاوتة قوات الجيش العراقي وقوات أجنبية وفصائل محلية مصالحها مختلفة إن لم تكن متناقضة في بعض الأحيان.

ومع بدء المعركة، يصعب توقع المدة التي سيحتاج إليها الجيش والشرطة العراقيان لدخول المدينة وطرد الجهاديين منها، الذين سيندسون بين السكان على الأرجح. وأكد التحالف الدولي أن العملية قد تستغرق أسابيع "وربما أكثر".

وأعلن عن قرب بدء العملية مرات عدة. لكن العملية كانت تُرجأ في كل مرة، منذ أن دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في آذار/مارس الماضي، قواته إلى "تحرير" محافظة نينوى وعاصمتها الموصل. وجاء التأجيل بسبب خلافات بين القوى المختلفة على الأرض وبين القوى السياسية في بغداد في الحكومة والبرلمان.

وبدعم جوي خصوصا من قوات التحالف الدولي الواسع الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، ومن إيران التي تنشر قوات خاصة على الأرض، ومن مجموعات مسلحة شيعية مؤيدة للحكومة، تقدمت القوات الحكومية على الأرض خطوة خطوة منذ آذار/مارس لتقترب من الموصل، انطلاقا من قاعدة مخمور التي تبعد عشرين كيلومترا عن خطوط الجهاديين.

لكن العبادي أعلن الليلة الماضية أن القوات التي ستدخل الموصل ستكون الجيش والشرطة العراقيان فقط.

وبعد أن شغلها لفترة قصيرة استعادة السيطرة من "داعش" في حزيران/يونيو على الفلوجة، ثاني معاقل الجهاديين بالقرب من بغداد، حققت القوات العراقية مجددا اختراقا في تموز/يوليو عبر سيطرتها على قاعدة القيارة الجوية على بعد نحو 60 كلم عن الموصل.

وتعد هذه النقطة موقعا إستراتيجيا للقوات العراقية التي تستخدمه كقاعدة لوجستية حيوية في الهجوم الذي بدأ اليوم، الاثنين.

*طراف فاعلة عديدة 

ويشارك عدد هائل من الأطراف في معركة الموصل، من الجيش العراقي الى جهاز مكافحة الإرهاب القوي والشرطة الاتحادية والمحلية والمجموعات الشيعية المسلحة المدعومة من طهران، والمقاتلين الأكراد (البشمركة) وتركيا والولايات المتحدة ودول التحالف الدولي.

وتستطيع القوات العراقية الاعتماد على دعم طائرات التحالف الدولي و600 جندي أميركي إضافيين سيتم إرسالهم إلى العراق، ما يرفع إلى 4600 عدد العسكريين الذين تنشرهم واشطن في العراق.

ويتمركز جنود أتراك أيضا في قاعدة عسكرية قريبة من الموصل وفي كردستان. ويشكل وجودهم عاملا أساسيا يذكره الخبراء لتفسير التأخر في إطلاق الهجوم.

وتطالب بغداد بانسحاب الجنود الأتراك، بينما تصر تركيا على المشاركة في الهجوم بدرجات متفاوتة، بهدف الحد من قوة الأكراد واستعادة بعض التأثير الذي كانت تتمتع به في منطقة الموصل الغنية. وتنظر تركيا إلى هذه الأراضي على أنها منطقة نفوذ لها.

وتقدم المقاتلون الأكراد إلى ما وراء حدود منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي، وتشعر أنقرة بالقلق أيضا من أن تتقدم القوات الشيعية الموالية للعبادي وتحت تأثير إيران، باتجاه الموصل ذات الغالبية السنية.

*أساليب تكتيكية 

كيف تتم استعادة الموصل من الجهاديين؟ في ساعاتها الأخيرة، ستتحول المعارك بالتأكيد إلى مواجهات عن قرب من شارع إلى شارع في المدينة التي يقدر التحالف الدولي عدد عناصر "داعش" فيها ما بين ثلاثة آلاف و4500. ويبلغ عدد سكان المدينة 1,5 مليون نسمة. وتخشى الأمم المتحدة حدوث مأساة إنسانية فيها.

وفي حال اتبعت التكتيك نفسه الذي طبقته في تكريت والرمادي اللتين استعادتهما في آذار/مارس 2015 وشباط/فبراير 2016، يفترض أن تطوق القوات العراقية المدينة قبل الهجوم النهائي. وقد تكون قوات مكافحة الإرهاب في الصف الأول من جديد.

وقبل أن تصل إلى مواقع الجهاديين الأساسيين، يفترض أن تسيطر القوات العراقية على عشرات الكيلومترات من الأراضي الخاضعة للجهاديين.

وسيتعين على القوات المهاجمة مواجهة الجهاديين الذين استعدوا على مدى سنتين للدفاع عن آخر معقل كبير لهم. وقد يلجأ هؤلاء إلى القناصة والسيارات المفخخة ويزرعوا ألغاما في الأرض لإبطاء تقدم القوات العراقية.

ومقابل ضربات التحالف الدولي، قد يستخدم التنظيم الجهادي السكان دروعا بشرية.

التعليقات