10/07/2016 - 16:56

هل يزور نتنياهو القاهرة قريبا؟

بعد غزل متبادل وتسريبات بشأن اتّصالات بين الرّئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، يزور وزير الخارجيّة المصريّ، سامح شكري، اليوم الأحد، إسرائيل، في أوّل زيارة علنيّة من نوعها، منذ قرابة العقد.

هل يزور نتنياهو القاهرة قريبا؟

نتنياهو وشكري في القدس (رويترز)

بعد غزل متبادل وتسريبات بشأن اتّصالات بين الرّئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، يزور وزير الخارجيّة المصريّ، سامح شكري، اليوم الأحد، إسرائيل، في أوّل زيارة علنيّة من نوعها، منذ قرابة العقد. ونقلت صحيفة 'يسرائيل هيوم' أنّ الخلفيّة لزيارة شكري إلى إسرائيل، تقف من ورائها تحضيرات للقاء قمّة يجمع بين نتنياهو والسّيسي في القاهرة، قريبًا.

وعقد كلّ من رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجيّة المصريّ، شكري، مؤتمرًا صحافيًّا في القدس، رحّب خلاله نتنياهو بشكري، وشدّد على أهميّة زيارته بقوله 'أنا أبارك اقتراح السّيسي لمبادر بقيادة مصريّة، بغية تحصيل السّلام مع الفلسطينيّين، وسلامًا إقليميًّا'.

وأضاف نتنياهو 'أطالب الفلسطينيّين أن يحذوا حذو مصر والأردن، والتّوجّه إلى المفاوضات. هذه هي الطّريق التي يمكننا أن نسوّي النّزاع عبرها وتحصيل رؤية سلام تستند على حلّ الدّلتين لشعبين'.

وشكر وزير الخارجيّة المصريّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة على عقد اللقاء بينهما، ليقول 'إنّ زيارتي إلى إسرائيل تتمّ خلال مفترق حادّ ومثير للتحدّيات في الشّرق الأوسط. الصّراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ يتواصل أكثر من نصف قرن، وهو يجبي آلاف الضّحايا ويبعد أمل ملايين الفلسطينيّين بإنشاء دولة مستقلّة، على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشّرقيّة'.

وأضاف شكري أنّ الصّراع 'يؤدّي إلى يأس في أوساط ملايين الإسرائيليّين من أجل حياة بسلام، بأمن وبثبات. الوضع في الشّرق الأوسط تحوّل إلى أكثر خطورة، خصوصًا في حينما تواصل الإرهاب بالتّقدّم وبكونه تهديدًا وجوديًّا لسكّان المنطقة والعالم. لا يوجد أيّ مواطن، أو مجموعة أو شعب غير محصّنة من هذا التّهديد. الصّراع تجاوز المنطقة، وهو يسبّب شقاءً إنسانيًّا ويهدّد ثبات الشّرق الأوسط'.

وأضاف شكري 'اليوم هو بمثابة استمرار لشعور المسؤوليّة المصريّة طويلة الأمد، والكامنة بالتّوصّل إلى سلام إقليميّ، أيضًا في مصر وأيضًا لدى الفلسطينيّين والإسرائيليّين، الذي يعانون منذ سنوات طويلة بسبب الصّراع'.

وعن زيارته إلى إسرائيل، أضاف شكري 'هذه الزّيارة تتمّ على خلفيّة رؤيا السّيسي، والتي وصفها في 17 أيّار/مايو، بشأن التّوصّل إلى اتّفاقيّة بين إسرائيل والفلسطينيّين، وإلى إنهاء الصّراع'.

وأضاف شكري 'هذه العمليّة (السّلام) ستحمل تأثيرًا هائلًا وإيجابيًّا على كلّ الشّرق الأوسط. مصر لا تزال مستعدّة للعمل من أجل هذا الهدف، مع دعم الطّرفين، وأيضًا على استعداد للعمل مع المجتمع الدّوليّ للتوصّل إلى توازن وعدل'.

السيسي حاول عقد لقاء يجمع نتنياهو بعبّاس

أكّد مصدر فلسطينيّ مطّلع، رفض الإفصاح عن اسمه، أنّ الرّئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي، الذي بادر إلى زيارة وزير الخارجيّة المصريّة إلى إسرائيل، حاول تنسيق لقاء يجمع بين رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، وبين رئيس السّلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، إلّا أنّ الأخير رفض اللقاء، بناءً على المصدر الفلسطينيّ الذي أدلى بأقواله لموقع nrg الإسرائيليّ، مضيفًا أنّ رفض عبّاس نبع من عدم تلقّيه الضّمانات التي طلبها من القيادة المصريّة، من أجل إحياء مسار التّفاوض مجدّدًا.

مصادر مصريّة: لا اعتراض على حصول إسرائيل لعضوية مراقب بالاتحاد الأفريقي

فجّرت مصادر قريبة الصّلة من دوائر الحكم المصريّة مفاجأة بتصريحها لصحيفة "العربيّ الجديد" أنّ "القاهرة لا تعارض حصول إسرائيل على عضويّة مراقب بالاتّحاد الأفريقيّ".

وبحسب المصادر ذاتها فإنّ "إسرائيل تربطها علاقات قويّة بعدد من دول القارّة، بحقّ مشتركات كثيرة بينهم في مقدّمتها انتشار الدّيانة اليهوديّة بعدد ليس بالقليل في كثير من هذه الدّول، إضافة للعلاقات الاقتصاديّة والتّجاريّة بين هذه البلدان وتل أبيب".

وكان السّفير الإسرائيليّ بالقاهرة، حاييم كورين، قد قال "إنّ الفترة الرّاهنة واحدة من أفضل الأوقات في العلاقات بين الدّولتين، في مجال التّعاون بين الحكومات"، مؤكّدًا أنّ "هناك تعاونًا جيّدًا بين الجيشين، حيث لدينا تفاهمات حول شبه جزيرة سيناء".

في هذا الإطار توضح مصادر سياسيّة مصريّة أنّ زيارة شكري التي تأتي في أعقاب زيارة أحد مساعديه لتل أبيب في الثّلاثين من يونيو/حزيران الماضي، تهدف لتنسيق العديد من المواقف الإقليميّة للبلدين خلال الفترة القادمة.

وأشارت المصادر إلى أنّ "لغة المصالح باتت تحكم المنطقة، وعلينا أن ندرك أنّه ليس بوسعنا الوقوف في أماكننا بدون حركة كثيرًا، ورأينا جميعًا الموقف التّركيّ وتطبيع العلاقات مع تل أبيب وتنازلها عن المطالب الخاصّة برفع الحصار عن غزّة". وتابعت "نحن لن نتخلّى عن القضيّة الفلسطينيّة بل تأتي تشكّل أولويّة لنا ولكن هناك متغيّرات على السّاحة الإقليميّة والمصريّة يجب التّعامل معها بشل مختلف في إطار المصالح".

ولفتت المصادر إلى أنّ مشاورات شكري ونتنياهو، ستتطرّق إلى عدد من المحاور المهمّة، أبرزها الحديث بشأن دعوة السّيسي أخيرًا لتجديد مسار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين. وستهم كذلك توسيع عملية السلام، وبحث الموقف المعقد بعد أزمة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.

وأوضحت المصادر أن المحور الأهمّ خلال المباحثات هو الجزء المتعلّق بوساطة قام بها نتنياهو أخيرًا، بناءً على مطلب مصريّ لدى إثيوبيا لحلحلة الأزمة بين القاهرة وأديس أبابا المتعلّقة بسدّ النّهضة، حيث أشارت المصادر إلى أنّ هناك انفراجة في الموقف الإثيوبيّ سيعلن عنها خلال الأيّام القليلة القادمة.

من جانبه قال وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النّوّاب المصريّ، النّائب عاطف مخاليف، إنّ زيارة وزير الخارجيّة، لإسرائيل تأتي في توقيت مهمّ وخطير لأنّها تأتي بعد تصريحات نتنياهو، والتي أكّد فيها أنّ بلاده تؤيّد وتساند كافّة المشاريع الوطنيّة التي تقوم بها إثيوبيا في إشارة لمساندته استكمال بناء سدّ النّهضة وما سيعقبه من تأثير كبير في المستقبل على مصر.

وأكّد مخاليف في تصريحات صحافيّة خلال تواجده بمقرّ البرلمان اليوم أنّ زيارة شكري لإسرائيل ليست بروتوكوليّة، قائلًا "نحن لا نملك في الفترة الحاليّة حريّة الزّيارات الدّبلوماسيّة العاديّة، ولكنّنا نواجه أزمة حقيقيّة لم تواجه مصر مثلها منذ عهد محمّد علي مؤسّس الدّولة المصريّة الحديثة وهي أزمة المياه، وهو الأمر الذي يتطلّب على الفور ضرورة تكثيف تحرّك الدّبلوماسيّة المصريّة لوقف تحرّكات إسرائيل في المنطقة.

فيما قال رئيس لجنة الشّؤون العربيّة بمجلس النّواب اللواء سعد الجمال، إنّ زيارة شكري تأتي كتفعيل لنداء الرّئيس عبد الفتّاح السّيسي لإحياء عمليّة السّلام وقيام الدّولتين الفلسطينيّة والإسرائيليّة، وذلك بناءً على المبادرة الفرنسيّة، وأيضًا المبادرة العربيّة عام 2002، وذلك لتحقيق السّلام العادل والشّامل وهو "السّلام مقابل الأرض" والعودة لحدود ما قبل 1976.

اقرأ/ي أيضًا | وزير خارجية مصر يصل إسرائيل للقاء نتنياهو

التعليقات