31/03/2016 - 17:33

البحث عن جثّة الأسعد الذي قتلته داعش وعلّقته

وضع نجل عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد، طارق الأسعد، العثور على جثة والده الذي قتله تنظيم الدولة الإسلامية بقطع رأسه في تدمر في وسط سورية، نصبَ عينيه، بغية دفنه بشكل لائق في المدينة الأثرية التي أحبها كثيرًا.

البحث عن جثّة الأسعد الذي قتلته داعش وعلّقته

وضع نجل عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد، طارق الأسعد، العثور على جثة والده الذي قتله تنظيم "الدولة الإسلامية" - داعش بقطع رأسه في تدمر في وسط سورية، نصبَ عينيه، بغية دفنه بشكل لائق في المدينة الأثرية التي أحبها كثيرًا.

وأعدم تنظيم داعش خالد الأسعد في آب/أغسطس العام 2015، بعد ثلاثة أشهر من سيطرته على تدمر، وقد نجح جيش النظام السوري، بدعم جوي روسي، قبل أيام من استعادة المدينة وطرد الجهاديين.

ويروي طارق (35 عامًا)، في مقهى متحف دمشق 'قامت داعش بإعدام والدي بقطع رأسه، وضعوا رأسه على الأرض تحت جثته، التي علقوها على عامود كهربائي في ساحة تدمر الرئيسية'.

ويضيف 'أخذ شخص ما رأسه ودفنه، فيما دفن شخصان آخران الجسد، وغايتنا أن نعود إلى تدمر ونجمع الرأس بالجسد وندفنه في مكان يليق به'.

وينوي طارق التوجه، قريبًا، إلى مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، التي استعادها جيش النظام، الأحد، بعد عملية استمرت 20 يومًا.

ويضيف 'ابنة أختي، مريم، البالغة من العمر عشر سنوات، حلمت بأن جدها يجلس في حديقة ويقول لها: أنا سعيد، أنا سعيد'.

40 عاما في تدمر

وشغل خالد الأسعد منصب مدير آثار تدمر لمدة أربعين عامًا بين 1963 و2003، ويعد من الروّاد في علم الآثار في سورية. وقد اكتشف بنفسه مقابر أثرية عدّة وأشرف على أعمال حفريات عدة، وترميم آثار في المدينة.

والمواقع الأثرية في مدينة تدمر، المعروفة باسم 'لؤلؤة الصحراء'، واحدة من ستة مواقع سورية، أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي للإنسانيّة. وقد شكّلت تدمر وجهة سياحية بارزة قبل الحرب، ففيها أكثر من ألف عامود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة.

ويعد الأسعد مهندسَ انضمام تدمر، 'لؤلؤة الصحراء'، إلى لائحة التراث العالمي.

وحين اقترب مقاتلو تنظيم الدولة الإسلاميّة من تدمر في أيّار/مايو 2015، نجح أولاد خالد الأسعد، وبعض الحراس، في إنقاذ 400 تمثال وقطعة أثريّة.

وفي 20 أيار/مايو، وقبل عشر دقائق من دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى المدينة، خرجت آخر شاحنة نقلت قطعًا أثريّة من متحف تدمر.

وتعرض وليد الأسعد، الذي خلف والده كمدير لآثار تدمر للتعذيب والاعتداء على يد عناصر في التنظيم الجهادي. وهو، حاليًا، يسير مستندًا إلى عكاز.

ويروي طارق 'كان الجهاديون يبحثون عن طنين من الذهب، وكان شقيقي يقول لهم إن لا وجود لهما. وللضغط عليه من أجل الاعتراف، قاموا بتدمير تماثيل بينها تمثال اللات الموجود داخل المتحف'.

ويضيف 'لم يتوقف شقيقي عن القول: هذا هو الذهب الذي تبحثون عنه'.

مثل أعمدة تدمر

بعد سقوط تدمر، انتقل خالد الأسعد إلى مكان يبعد مئة كيلومتر عن تدمر، ولجأ إلى قصر الحير الشرقي. إلا أن رجالًا ملثمين لحقوا به إلى ذاك المكان في 20 تموز/يوليو 'بهدف تدريسه الشريعة'.

ثم حكم التنظيم على خالد الأسعد بالإعدام. وقبل تنفيذ الحكم، طلب الأسعد أن يزور متحفه للمرة الأخيرة. بعدها، أخذه الجهاديون حافي القدمين إلى وسط المدينة وقطعوا رأسه.

ويقول طارق 'طلبوا منه أن يجثو على ركبتيه لتنفيذ الحكم، ولكنه قال لهم لا أموت إلا واقفًا مثل أعمدة تدمر ونخيل تدمر'.

وعلق الجهاديون جثة الأسعد على عامود كهربائي، ووضعوا عليها لافتة صغيرة، تتهمه بأنه موالٍ للنظام السوريّ، وبأنه مثّل سورية في 'مؤتمرات تكفيريّة' وبأنه 'مدير أصنام تدمر'.

اقرأ/ي أيضًا | 'داعش' مثّل بعالم الآثار الأسعد بعد إعدامه

ويروي طارق أن القتلة تركوا جثة والده ثلاثة أيّام مع حراس، ثم أخذوا الجسد وقاموا برميه في مكب للنفايات خارج المدينة. ويضيف أن اثنين من أصدقاء والده راقبا الشاحنة، وانتظرا مغادرة الجهاديين، ليأخذا الجسد ويدفناه بطريقة لائقة.

التعليقات