العلاقات الأميركية الإسرائيلية: ثلاثة سيناريوهات ماثلة أمام أوباما

يتخوّف دبلوماسيّون إسرائيليّون وقيادات سياسيّة من إقدام الرئيس الأميركيّ، باراك أوباما، على "قفلة" بمثابة عقاب لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مع اقتراب انتهاء ولاية الحكم الأخيرة لأوباما، وذلك عبر قرار مجلس الأمن

العلاقات الأميركية الإسرائيلية: ثلاثة سيناريوهات ماثلة أمام أوباما

يتخوّف دبلوماسيّون إسرائيليّون وقيادات سياسيّة من إقدام الرئيس الأميركيّ، باراك أوباما، على 'قفلة' بمثابة عقاب لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مع اقتراب انتهاء ولاية الحكم الأخيرة لأوباما، وذلك عبر قرار بمجلس الأمن في هيئة الأمم المتّحدة.

وتناولت صحيفة 'نيويورك تايمز' هذا الأسبوع، موضوعة العلاقات الأميركيّة – الإسرائيليّة قبيل انتهاء ولاية حكم أوباما الأخيرة، ما قد يمنح الأخير إمكانيّة 'الانتقام' كما وصفتها الصّحيفة.

وصرّح دبلوماسيّون رفيعو المستوى بالبيت الأبيض لصحيفة 'نيويورك تايمرز' أنّ أوباما حاول جاهدًا خلال فترتي ولايته لرئاسة الحكم بالولايات المتّحدة، التّوصّل لتسوية بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، يكون بمركزها حلّ الدّولتين لشعبين، إلّا أنّ جهوده جميعًا باءت بالفشل، ما قد يدفعه، بنهاية المطاف وقبيل مغادرته البيت الأبيض نهائيًّا، بتقديم خطّة لتقديم تسوية بين الطّرفين، خلافًا لسياسة حقّ النّقض التي انتهجتها أميركا طيلة الوقت بكلّ ما يخصّ القرارات غير المؤيّدة لإسرائيل.

ويصرّح الدّبلوماسيّون أنّ الإحباط الذي ألمّ بأوباما نتيجة عدم تفاعل نتنياهو مع قضايا التّسوية، من شأنها أن تؤدّي إلى تغيير موقفه بشكل حادّ، والتّنازل عن حقّ النّقض الذي لطالما تبنّته الولايات المتّحدة بالشأن الإسرائيليّ، بل وتبنّي قرار مجلس الأمن التّابع لهيئة الأمم المتّحدة.

ويقول السّفير الإسرائيليّ السّابق في الأمم المتّحدة، رون بروشاور، إنّه 'في هذه الأيّام، في البيت الأبيض، هناك جلسات ومباحثات، إذ يفكّرون ما العمل مع انتهاء ولاية باراك أوباما. ومن ضمن ذلك، قضيّتنا، قضيّة الصّراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، هناك نقاشا مختلفة'.

وأضاف بروشاور عن السّيناريوهات الأميركيّة المحتملة 'مقترح أميركيّ لمجلس الأمن هو إمكانيّة واحدة فقط من الإمكانيّات التي طرحت على الطّاولة. فكرة مسوّدة أميركيّة مستقلّة لا أعتقد أنّه محتمل، لأنّ الأميركيّين يودّون قيادة عمليّة تفاوض'.

وعن تخوّف الإسرائيليّين من الخطوة عقّب بروشاور 'أعتقد أنه هناك تخوّف إسرائيليّ من مقترح قرار الفرنسيّين أو آخرين، ليكون ردّ الأميركيّين عدم فرض حقّ النّقض عليه'.

واستدرك بروشاور أقواله إنّ أوباما 'يتوجّب عليه القيام بأمر ما. ربّما يكتفي بخطاب بموضوع الصّراع الإسرائيليّ – الفلسطينيّ، لكن في كلّ الأحوال، هو لن ينهي ولايته دون التّطرّق للعمليّة. هذا لن يكون'.

ودارت أحاديث، خلال العام الماضي، عن نيّة تقديم الولايات المتّحدة مشروع قرار في مجلس الأمن داعم للفلسطينيّين، خلافًا للرؤساء الأميركيّين العشرة الأخيرين، وهو الأمر الذي لم يحصل. وأدّت هذه الأقاويل لتحرّك الكونجرس الأميركيّن الذي بعثت لجنة الخارجيّة التّابعة له، برسالة لأوباما، جاء فيها 'طيلة عشرات السّنوات، استخدمت الولايات المتّحدة بحقّ النّقض بمجلس الأمن، من أجل الحفاظ على إسرائيل من الضّغط الزّائد'.

ويعلّق قنصل إسرائيل العامّ في نيويورك سابقًا، ألون بنكاس، حول إقدام أوباما على خطوة محتملة بمجلس الأمن، قائلًا إنّ هذه الإمكانيّة هي واحدة من عدّة إمكانيّات ماثلة أمام القيادة الأميركيّة، ويشرح 'علينا ألّا نتبلبل: نحن حلفاء للولايات المتّحدة الأميركيّة، لكننا لسنا هدفًا أساسيًّا في السّياسة الخارجيّة الأميركيّة'.

ويسهب بنكاس بالإمكانيّات والخيارات الماثلة أمام أوباما، إذ أنّ الخيار الأوّل بتقديم أوباما خطابًا بشهر كانون الثّاني/يناير حول السّياسة الخارجيّة الأميركيّة بالشّرق الأوسط. 'في القسم الأوّل من خطابه سيتحدّث عن كلّ ما لا نعرفه عن البعثات التي نفّذها جون كيري عام 2014'. وفي القسم الثّاني من المفروض أن يلقي أوباما خطابًا حول الشّرق الأوسط.

أمّا الإمكانيّة الثّانية الماثلة أمام أوباما، وفق تصريحات بنكاس 'فرنسا، بالتّنسيق الهادئ مع الأميركيّين، ستعيد المقترح الذي سحبته العام المنصرم تحت ضغط أميركيّ، لإقامة دولة فلسطينيّة'.

أمّا الإمكانيّة الثّالثة فتكمن بتوجّه الأميركيّين أنفسهم إلى الأمم المتّحدة، وهو سيناريو أقلّ احتمالًا  و'أوباما لن يختار هذا الاتّجاه، لأنّه يعلم أنّ الأمر يخدم أجندة نتنياهو: أن يقف كلّ العالم ضدّنا وفقط هو يواصل الصّمود بقوّة أمام كلّ العالم'.

أمّا نائب مدير عامّ وزارة الخارجيّة، وسفير إسرائيل بإيطاليا، ورئيس الهيئة للدبلوماسيّة الجماهيريّة، غدعون مئير، فعلّق على مصير العلاقات الأميركيّة – الإسرائيليّة 'أوباما لم ولن يمسّ بأمن إسرائيل وبرزمة الدّعم الأمنيّ، لكن يجب أن نذكر أنّ العلاقات بين الدّول هناك مصالح'.

اقرأ/ي أيضًا| إسرائيل وأميركا تعارضان قائمة سوداء بشركات تعمل بالمستوطنات

ويسهب مئير 'أوباما يرغب بأن يترك وراءه ميراثًا من عمليّة السّلام. وأين بإمكانه القيام بالأمر؟ فقط في الأمم المتّحدة'، مشيرًا إلى أنّ غالبيّة اليهود الليبيراليّين بالولايات المتّحدة يؤيّدون خطوة أوباما هذه.

التعليقات