شاب من الطيبة في غيبوبة بعد إصابته برصاص جندي: "لم يشكل خطرا ونطالب بكشف ما حدث"

ناظم جبارة: "نرفض كل ادعاءات الجيش بأن وهيب هدد سلامة الجنود لاسيما وأنهم لم يأتوا بأي دليل يثبتون ذلك. وهيب شاب خلوق جدا ومسالم ومحبوب ولا علاقة له بكل ما نسب إليه ولم يؤذ أحدا في حياته قط".

شاب من الطيبة في غيبوبة بعد إصابته برصاص جندي: 

والد الشاب المصاب، ناظم جبارة (عرب 48)

لا يزال الشاب وهيب جبارة من مدينة الطيبة يرقد بحالة خطيرة وهو موصول بأجهزة التنفس الاصطناعي وفي غيبوبة تامة ويتنقل من عملية جراحية لأخرى بمستشفى "مئير" في كفار سابا، وذلك بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي قرب حاجز جبارة مساء السبت الماضي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتعيش عائلة الشاب حالة من القلق المستمر في وقت لا تزال التفاصيل المحيطة بالحادثة ضبابية وغير واضحة، حيث لم يتم الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء إطلاق الجنود النار بكثافة على جبارة سيما وأنه لم يشكل أي خطر أو تهديد عليهم؛ بحسب العائلة.

تفاصيل الواقعة

وتقف العائلة عاجزة في ظل الغموض وما حدث مع ابنها، والرصاصات التي استقرت في القسم العلوي من جسده لم تكن إلا دليلا صارخا على العنف المفرط الذي تستخدمه قوات الأمن الإسرائيلية المختلفة تجاه المواطنين العرب خصوصًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وروى والد الشاب المصاب، ناظم جبارة، تفاصيل ما حدث لابنه في حديث لـ"عرب 48"، إن "وهيب كان متجها برفقة شقيقة إلى طولكرم لعلاج أسنانه، وعند وصوله إلى الحاجز طلب الجيش منهما التوقف ولم يسمعا ذلك، وفجأة انتبه وهيب أن رصاصات اخترقت زجاج المركبة وحين رأى ذلك اشتد خوفه فواصل الهروب، عندها كثف الجيش من إطلاق النار حتى أصيب ابني ولما اقترب منه الجندي أطلق عليه النار مرة أخرى من مسافة قريبة بهدف قتله".

الشاب المصاب، وهيب جبارة

وأضاف "نحن نسأل الله أن يقيمه بالسلامة، وضعه الصحي ليس جيدا وقد خضع لعدة عمليات جراحية منذ دخوله إلى المستشفى، وحتى الآن لم يطرأ أي تحسن على حالته الصحية بحسب الطواقم الطبية".

"نطالب بمواد التحقيق ومعاقبة الجندي المجرم"

وتابع جبارة "أطلقوا عليه الرصاص من مسافة قريبة بينها 5 رصاصات في القسم العلوي من جسده. كان بالإمكان إطلاق النار على عجلات المركبة أو نحو القسم السفلي من جسده، ولكن إطلاق النار من مسافة قريبة إلى أن الهدف كان القتل".

وأوضح "حتى الآن لم يتواصل معنا أحد من طرف الشرطة والجيش، عدا عن عدد من النواب العرب وأعضاء بلدية الطيبة لاستيضاح الأمر وتوضيح كل التفاصيل التي لا تزال غامضة، ونحن نرفض كل ادعاءات الجيش بأن وهيب هدد سلامة الجنود لاسيما وأنهم لم يأتوا بأي دليل يثبتون ذلك. وهيب شاب خلوق جدا ومسالم ومحبوب ولا علاقة له بكل ما نسب إليه ولم يؤذ أحدا في حياته قط".

وقال جبارة "على الجيش أولا أن يخبرنا بكل تفاصيل هذه الجريمة وما حصل بالضبط وقت إطلاق النار، عليهم أن يكشفوا لنا كل التفاصيل ونطالب بكل مواد التحقيق ولن نسكت عن ما حصل وسنتابع الملف حتى الرمق الأخير إلى أن يتم معاقبة الجندي المجرم الذي أقعد وهيب".

"ما يحدث في مجتمعنا غير معقول ويجب وقف هذه المأساة"

وبين أن "ما يحصل اليوم في الداخل الفلسطيني هو أمر غير معقول، إذ أصبح شبابنا تحت تهديد رصاص قوات الأمن بشكل شبه يومي ولا يوجد من يحاسبهم، تقريبا نسمع بشكل يومي عن اعتداءات من قبل قوات الأمن المختلفة التي جزء منها أدت إلى مقتل شبان باستخدام الرصاص دون حسيب أو رقيب. هنالك عتب على المسؤولين والسياسيين في مجتمعنا الذين عليهم أن يقفوا وقفة واحدة تجاه هذه المأساة، ولكننا لا نرى أي تحرك من قبلهم".

رد الجيش الإسرائيلي

وورد في تعقيب للجيش الإسرائيلي، أنه "مساء اليوم السبت الماضي حاول ضابط أمن (يعمل بالتنسيق مع الجيش) توقيف سيارة قرب ’شفي شومرون’، إلا أن سائق المركبة لم ينصع لضابط الأمن وواصل سيره، وفي أعقاب ذلك شرع الأخير بمطاردة السيارة وفي الأثناء اجتازت الأخيرة حاجزا باتجاه ضابط الأمن الذي رد بإطلاق النار وأصاب سائق السيارة".

وأضاف أن "سائق المركبة أصيب من جراء إطلاق النار وأحيل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفي أعقاب ذلك جرى فتح تحقيق مشترك من قبل الشرطة الإسرائيلية والشرطة العسكرية، وليس بالإمكان التطرق إلى تفاصيل التحقيق الجاري".

13 قتيلا عربيا برصاص قوات الأمن وفرق الاستنفار الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر

مما يذكر أن الشاب وهيب جبارة يضاف كضحية أخرى إلى ضحايا عنف ورصاص قوات الأمن الإسرائيلية الذي تزايد خصوصًا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وبلغت حصيلة ضحايا عنف ورصاص الشرطة والجيش وما تسمى بـ"فرق الاستنفار" 13 قتيلا في المجتمع العربي، وذلك نتيجة سهولة متزايدة في الضغط على الزناد ضد المواطنين العرب؛ وهذا التطور الخطير يثير التساؤلات حول القواعد والتعليمات التي يتم بموجبها استخدام السلاح، بالإضافة إلى أحداث العنف وجرائم القتل المستفحلة والتي ترتكب بشكل يومي.

وكان آخر ضحايا رصاص الشرطة، عبد الكريم سميح بصل (59 عاما) من بلدة جديدة المكر، الذي قتل بالرصاص بعد وصول عناصر الشرطة إلى موقع نشب فيه شجار فجر يوم السبت الماضي، وقبله بساعات قتل الشاب سعد أبو غانم من الرملة برصاص إسرائيلي مسلح بعد الاشتباه بطعنه شابة يهودية وذلك ما نفته عائلته التي قالت إن الشخص الذي ظهر بتوثيق الشرطة ليس ابنها.

بينما الضحايا الآخرون (بينهم 5 من رهط)؛ هم: ناجي أبو فريح وفادي أبو لطيف وعلي محمد أبو يحيى وخليل سلمان الطوري أبو مديغم وحسن فتحي الطوري أبو مديغم من مدينة رهط، تامر عادل الترابين من بئر السبع، مرشد رشاد عبد الحي من الطيرة، جمعة الدنفيري من وادي النعم بالنقب، وسيم أبو الهيجاء من طمرة، صبيح سواعد من شفاعمرو، وهب موسى شبيطة من الطيرة، يعقوب طوخي من يافا.

التعليقات