25/04/2016 - 22:08

كيف تتنبّهين لإصابة ابنك بالتوحّد؟

انتشر مرض التوحد بين الأطفال مؤخرًا، الذي يحدث قبل بلوغ الطفل لعمر 3 سنوات، إذ يأتي ذلك المرض نتيجة لوجود عوامل وراثية لدى أحد الأبوين، أو بسبب المعاملة الخاطئة للطفل في تلك المرحلة العمرية، التي تتطلب من الأم مخاطبة الطفل بشكل دائم.

كيف تتنبّهين لإصابة ابنك بالتوحّد؟

طفل مصاب بالتوحد (أ.ب)

انتشر مرض التوحد بين الأطفال مؤخرًا، الذي يحدث قبل بلوغ الطفل لعمر 3 سنوات، إذ يأتي ذلك المرض نتيجة لوجود عوامل وراثية لدى أحد الأبوين، أو بسبب المعاملة الخاطئة للطفل في تلك المرحلة العمرية، التي تتطلب من الأم مخاطبة الطفل بشكل دائم، ليكتسب مهارة التواصل مع الآخرين.

ومن أعراض إصابة الطفل بمرض التوحد، هو عزوفه عن اللعب مع الأطفال وتلعثمه في الكلام وصعوبة عملية التقليد لديه، بالإضافة إلى اعتماد الطفل على تكرار تصرفات معينة في نفس الوقت، ويحتاج الطفل، في هذه الحالة، لمتابعة مع طبيب نفسي وأخصائي تخاطب ليمارس حياته بشكل طبيعي.

وتشير دراسة في جامعة كاليفورنيا لعلماء أميركيين، إلى أن مرض التوحد ينقسم إلى نوعين، الأول يرتبط بتشوهات دماغية، والثاني يرتبط بمشاكل في عمل الجهاز المناعي، حيث أوضح الباحث المسؤول عن الدراسة، ديفيد أمارال، أن الهدف من الدراسة هو تحديد نوع مرض التوحد الذي يصيب الطفل وينقسم إلى عدة أنواع وهي: (A أو B أو C).

وكشف الباحثون أن النوع الأول من مرض التوحد يرتبط بوجود تشوهات دماغية لدى الأطفال، حيث يعاني الطفل في هذه الحالة من كبر حجم دماغه، ويبدأ لديهم المرض في سن الـ18 شهر، أما النوع الثاني فهو يرتبط بخلل في عمل الجهاز المناعي لدى الطفل.

وتقول المستشارة التربوية وأخصائية التخاطب، أمنية عادل إن "مرض التوحد يظهر، غالبًا، قبل بلوغ الطفل لسن الـ3 سنوات، ويمثل اضطرابا في سلوك الطفل من الناحية الاجتماعية والسلوكية واللغوية، مشيرة إلى أن طريقة تحدث الطفل واستجابته لمواقف التواصل الاجتماعي وتصرفه فيها، تعتبر من العلامات التي تدل على إصابة الطفل بمرض التوحد، موضحة أن الأم يمكنها ملاحظة أعراض المرض على طفلها، وهو في عمر الـ18 شهرًا، حيث أنه كلما استطاعت اكتشاف أعراض المرض مبكرًا، فإن ذلك سيساعد على علاج تلك المشكلة بطريقة إيجابية، دون أي تأثير على عملية نمو الطفل، لافتة إلى أن أعراض مرض التوحد تختلف من طفل لآخر، ولكن توجد بعض السمات الرئيسية التي تجتمع فيها مشاكل التوحد، ومن أبرزها تأخر الطفل في الكلام وصعوبة تعامله مع العالم الخارجي والتفاعل مع الآخرين، مؤكدة أن متابعة الأم لمراحل نمو طفلها من الناحية المعرفية والعاطفية والاجتماعية، تساعد على تجنب مضاعفات وآثار ذلك المرض، حيث يجب على الأم أن تذهب إلى الطبيب فور ملاحظتها لأي أعراض من المرض، إذ أنه كلما كانت الحالة في مراحلها الأولى ساعدت في علاجها بطريقة أسرع.

ويلاحظ على الطفل المصاب عدة أعراض، من بينها وجود خلل في عملية التواصل غير اللفظي لدى الطفل، حيث يكون الطفل في هذه الحالة مفتقدًا لاستطاعته في استعمال اللغة التعبيرية والتخيليّة، بالإضافة إلى ملاحظة استخدام الطفل للسلوك المتكرر كثيرا، كأن يستخدم مفتاح النور والثلاجة بطريقة متكررة، وأيضًا، نجد أن الطفل المصاب يبتعد ولا يريد اللعب مع الأطفال، حيث أكد علماء أن اكتشاف المرض في السنة الأولى من عمر الأطفال يعمل على إنهاء أعراضه بطريقة سليمة وطبيعية، من خلال إعداد برامج تأهيلية ومعرفية وحسية تساعد في علاج الطفل مبكرًا من مرض التوحد عن طريق أطباء متخصصين في المجال.

وتوضح الدراسة أن إصابة العديد من الأطفال بمرض التوحد ترجع إلى أسباب وراثية، تأتي نتيجة وجود خلل في الجينات لدى أحد الأبوين، إلا أنه يوجد، على الجانب الآخر، عدد من الأطفال الأصحاء الذين أصيبوا بمرض التوحد بعد مرور عام من عمرهم، وهذا يأتي نتيجة سوء معاملة الطفل في المنزل، مشيرة إلى أن عدم جلوس الآباء مع أطفالهم بشكل كافٍ، وعدم مخاطبتهم، يوميًا، في السنوات الأولى من عمرهم، من الأمور التي تساعد في حدوث مشكلة التوحد لدى الطفل، لافتا إلى أنه توجد الكثير من أعراض مرض التوحد التي يصاب بها الطفل، ومن أبرزها، تلعثم الطفل في النطق، وعدم استطاعته لتقليد سلوكيات الآخرين وصعوبة الحديث معهم، والتنبه إليهم بشكل سريع، كل هذه الأعراض يجب أن تلاحظ سريعًا على الأطفال لعلاجها، قبل أن تحدث مضاعفات، مؤكدًا أن الطفل يحتاج إلى أخصائي تخاطب لعلاج مشكلة التوحد، حيث أنه يقدم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل في هذه الحالة، باستخدامه لبرنامج تأهيلي وأساليب بديلة ومناسبة لجذب الطفل إليه كالصور والرسوم، التي تدفع الطفل إلى التقليد تدريجيًا، وممارسة النشاط الحياتي لديه.

وأشارت الدراسة إلى أن مرض التوحد يصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة 4: 1، لافتة إلى أن علاج مرض التوحد يعتبر شاملًا لكل الجوانب، مضيفة أن النظام الغذائي المتمثل في التركيز على المعادن والفيتامينات، وخصوصًا فيتامين ب6 وب12 يساعد على الهضم أفضل للطفل، كما أن العمل على استبعاد الجلوبتين والكازين من نظام الطفل الغذائي يساعد في تفاعله مع الآخرين، ولكن تلك النتائج لم يجتمع جميع الباحثين عليها.

التعليقات