أما بالنسبة لخطر "الدال نقطة" (د.) فحدّث ولا حرج. فقد يتحول الجامعي إلى معلّق صحافي من النوع المتوسط تلبية لحاجة وسائل الإعلام إلى اختصاصي عربي. كما قد يتحوّل الجامعي، عمليًا، إلى وجيه من الوجهاء الذين تُفتح أمامهم آفاق تمثيل العائلة
الصراع بين مثقّفي الوظيفة والمثقّفين المحرومين من وظيفة كان صراعًا مؤقتًا وهامشيًا لضآلة عددهم، ولأن الواقع الجديد ما لبث أن أنجب فئة جديدة من المتعلمين خريجي الجامعات الإسرائيليّة الذين لا يشكلون تواصلًا من أي نوع مع ثقافة مرحلة الانتداب.
عند المواجهة التي تشمل متفرجين أو مستمعين تتشظى حتى القشرة البلاغية لينقلب السجال إلى صراخ وزعيق على وزن "مسح فيه الأرض"، أو "عملو ممسحة". هنا يصبح المطلوب من المثقّف ليس أن يطرح وجهة نظر ويحللها علميًا، بل أن يقدم عرضًا
تحتاج الثّقافة إلى نفي جديد، فالمثّقف ليس بالضرورة من يجيد الكلام على نسق السؤال الذي يُطرح بالعامية بعد الندوات التي تبدأ عناوينها بـِ " أزمة الـ..." وتنتهي بـِ " إلى أين": " مين حكي أحسن"، أو "حكيت منيح؟"، وغير ذلك
اشترك بالنشرة البريدية الان ولا تفوت الاخبار الجديدة والحصرية