14/12/2015 - 11:56

الحجامة لعلاج الأمراض المزمنة في غزة

يتم استخدام الحجامة، كطريقة علاجية بديلة عن أحد العلاجات الحديثة، كمعالجة مرض الصداع النصفي، وهنا يكتفي المريض بالحجامة فقط، ويتخلى عن عقاقيره الطبية، كما يقول شمالي.

الحجامة لعلاج الأمراض المزمنة في غزة

لم يتردد الفلسطيني كمال اليازجي (36 عاما) من قطاع غزة، بالتوجه إلى أحد المراكز الطبية، التي تعتمد في تقديم علاجها على الطب النبوي والشعبي، بعد أن فشلت كل العقاقير الطبية في علاج ألمٍ لازم ظهره منذ أكثر من عامين.

وفي مركز يُعالج المرضى بـ'الحُجامة'، يستلقي اليازجي على بطنه فوق أحد الأسرة، فيما يشرع الطبيب المُعالج بدهن منطقة الألم بـ'زيت الزيتون'، ومن ثم يضع عليها كؤوساً بلاستيكية تعلوها كرات مطاطية ضاغطة تعمل على تفريغ الكأس من الهواء.

وبعد مدة لا تزيد عن خمس دقائق من وضع تلك الكؤوس، يتخثّر الدم في المنطقة التي حصرتها الكأس، فيشرع المُعالج برفعه، وعمل جروح سطحية باستخدام 'شفرة' حادة، ثم يعيد وضع الكأس على ذات المنطقة، مع ضغطه، حتّى تخرج أكبر كمية من الدم الفاسد من منطقة الظهر.

وبعد أن خضع اليازجي لثلاث جلسات شبيهة للتداوي بـ 'الحجامة'، بدأ يشعر بتحسن كبير في وضعه الصحي، مشيراً إلى أن الألم الشديد الذي كان يلازم أسفل ظهره تراجعت حدته إلى ما يعادل الـ (80)%، كما قال لمراسل 'الأناضول'.

ويضيف: 'خلال عامين التزمت بالعلاجات الطبية والعقاقير لكن لم ينفعني ذلك، ولم أشعر بتحسن، ولم يزل الألم أسفل ظهري، إلى أن نصحني أحد أصدقائي بزيارة مركز العلاج بـ'الحجامة'، مؤكداً لي أنه خضع للعلاج به، لذات السبب وتعافى سريعاً'.

الفلسطيني إسماعيل عابد (53 عاماً)، لجأ هو الآخر، إلى طريقة التداوي بـ'الحُجامة' بعد أن فشلت الطرق الطبية الحديثة في علاج التهابات جهازه البولي، والتي يعاني منها منذ أكثر من 15 عاما.

ويتمنى عابد أن تساهم 'الحُجامة' في التخفيف من حدة التهاباته، والتسريع من عملية شفائه، معربا عن ثقته بـ'الطب النبويّ'.

وانتشرت في العقد الماضي، العشرات من المراكز الطبية، التي تعتمد في علاجها على الطب الشعبي والنبوي، كعلاج 'تكميلي أو بديل' للعلاجات الحديثة.

ويقول المُعالج محمود شمالي، مدير مركز دار الحكمة للعلاج بالحجامة في غزة، لـ'الأناضول': 'العلاج بالحجامة من الطرق النبوية للعلاج، فهي معروفة منذ زمن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومرجعنا في هذا العلاج الأحاديث الواردة عنه، والتي توضح فضلها وكيفية استخدامها ومحاذيرها'.

ويعمل شمالي في مركز مختص بالعلاج بالحجامة أُطلق عليه اسم 'دار الحكمة'، منذ أكثر من 10 سنوات، ساعياً لإحياء سنة 'الرسول' ولزيادة الوعي عند الناس بأهمية الطب النبويّ، سيّما الحجامة.

وفكرة العلاج بالحُجامة قائمة على إخراج الدم الفاسد من المنطقة التي يعاني المريض من آلامها، وفور خروجه، يشعر المريض بتحسن وضعه الصحي، حسب شمالي.

ويوضح شمالي أن 'الحجامة' تستخدم كطرق علاجية 'وقائية'، يلجأ إليها الإنسان السليم من الأمراض، إذ تعمل 'الحجامة' هنا على تقوية جهاز المناعة، وتنشيط الدورة الدموية في الجسم.

كما يتم استخدام 'الحجامة'، كطريقة علاجية 'بديلة' عن أحد العلاجات الحديثة، كمعالجة مرض 'الصداع النصفي'، وهنا يكتفي المريض بالحجامة فقط، ويتخلى عن عقاقيره الطبية، كما يقول شمالي.

ويمضي قائلا: 'وأخيرا تستخدم الحجامة كعلاج نبوي إلى جانب العلاج بالعقاقير، وهنا يطلق على هذا النوع العلاج التكميلي، والذي يلجأ إليه بعض المرضى كالمصابين بالسكري مثلا'.

ويلفت إلى 'أن الحجامة كعلم يخدم الطب، تطور عبر السنين، وأصبح يُدرّس على شكل مناهج في المعاهد الجامعية، كما أنه أصبح طبا تكميلياً تتعامل به بعض المستشفيات الأوروبية'.

ويحتاج المريض الذي يعتمد في علاجه على الحجامة إلى (3-6) جلسات كي يشعر بتحسن حالته الصحية، ويشير شمالي إلى أن تحديد عدد الجلسات يعتمد على حالة المريض.

ويعتمد أسلوب العلاج بالحجامة على أدوات 'أحادية الاستخدام' أي تستخدم لمرة واحدة فقط ولمريض واحد، مثل الكؤوس البلاستيكية أو الزجاجية الضاغطة، والشفرات الحادة، إلى جانب مواد التعقيم.

لكنّ شمالي يُعيد، مضطرا، استخدام الكؤوس البلاستيكية والزجاجية بعد تعقيمها 'جيداً'، لعدة جلسات ولمرضى مختلفين، حسب قوله.

وعزا ذلك إلى شحّ الأدوات اللازمة للعلاج بالحجامة في قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من ثماني سنوات، وإعاقة إدخال تلك الأدوات.

ويشير إلى أن إقبال المرضى على التداوي بالحجامة كبير، 'خاصة وأن المجتمع الغزي مجتمع مسلم، ويثق بالطب النبويّ'.

وفي ذات السياق، يقول علاء الدين البراوي، صاحب مركز للعلاج بالحجامة والرقية الشرعية: 'هناك إقبال كبير من السكان في قطاع غزة، تجاه التداوي بالحجامة، خاصة أنها تساهم في علاج الأمراض العضوية، والنفسية، والروحية'.

ويبين أن 'الحُجامة' تعالج عدة أمراض كـ'الروماتيزم، والسرطان، والعقم، وضغط الدم، والتهابات المسالك البولية، والهيموفيليا، وآلام الظهر المزمنة'.

اقرأ أيضًا| فرنسا تعلن انتشار إصابات أنفلونزا الطيور في البلاد

ويشكو البراوي من شحّ الأدوات المستخدمة في العلاج بالحجامة في قطاع غزة مرجعاً ذلك للحصار الإسرائيلي، ومضيفاً إلى ذلك ارتفاع ثمن الأدوات المتوفرة بالقطاع.

التعليقات