عقد قبل ظهر اليوم، الجمعة، في مقبرة القسّام في بلد الشيخ (نيشر) قرب مدينة حيفا، مؤتمر صحافي، في أعقاب كشف جريمة الحفر والنبش ومحاولة المس بقبر الشهيد الشيخ عز الدين القسام.
وكان من بين المشاركين بالمؤتمر، متوّلي وقف الاستقلال في حيفا، المحامي خالد دغش، مخطّط المدن والناشط في قضايا الأوقاف والتخطيط، عروة سويطات، قاضي حيفا الشرعي، هاشم سواعد وآخرين.
ويأتي هذا المؤتمر بعدما تم الكشف أمس عن محاولات في مراحلها المتقدّمة لنبش قبر الشهيد القسّام وسرقة رفاته.
وعلم أن التشخيص الجنائي التابع للشرطة الإسرائيلية استدعي بالأمس إلى المقبرة، وجرى طمر الحفرة بسبب الخطر التي شكّلته على الزوار، في أعقاب تقديم شكوى للشرطة من قبل متوّلي الوقف.
وألقى الناشط جمال شعبان الذي كشف عملية الحفر، كلمة قال فيها، إنني 'كنت بالأمس مع صحافي يعد تقريرا صحافيا واكتشفنا الحفرة، رأينا أمورا تثير الشبهة فقمنا بكشف الغطاء وإذ به سرداب وأمور أخرى تخصّ الحفر، واتضّح أن هذه محاولة لسرقة رفات الشهيد عز الدين القسّام، بعد أيام من جلسة المحكمة بشأن المقبرة'.
وتحدث متوّلي وقف الاستقلال في حيفا، المحامي خالد دغش، في كلمته عن محاولة الاعتداء على ضريح القسام، وأشار إلى أهمية التكاتف والالتفاف الجماهيري حول المقبرة وقضيّتها.
وقال إن 'الشركة المستثمرة قدَّمت تقريرا للمحكمة بأن القبور ما هي إِلَّا أكوام حجارة'.
كما وكانت هنالك كلمة لقاضي محكمة حيفا الشرعية، هاشم سواعد، حيث وجّه النصائح والإرشادات المختلفة للقائمين على الوقف، وأكد أن 'الرهان على القضاء الإسرائيلي في هذه الملفّات هو رهان خاسر'.
وأكدّ المتحدثون على أهمّية تفعيل ضغط سياسي وجماهيري على هيئة المحكمة.
وكان هنالك اقتراح بأن يقوم الوقف باسترجاع المقبرة بطريقة أو بأخرى عبر إيجاد مستثمر عربي وشراء أرض المقبرة لتعود ملكيّتها للوقف.
وقال قاضي محكمة حيفا الشرعية، هاشم سواعد، لـ'عرب 48': 'نحن موجودون اليوم في موقع مقبرة القسّام بسبب القيام بالاعتداء على أحد القبور ونبشه ومحاولة حفر نفق تم اكتشافه بالصدفة قبل أيام من قبل الشباب هنا'.
وأضاف أنه 'قررنا أن نقوم بزيارة هذه المقبرة حفاظا على قدسية أمواتنا، وبالمقابل دراسة الخطوات الاحتجاجية التي سنتّخذها تباعا'.
وقال مخطط المدن، عروة سويطات، لـ'عرب 48'، إن 'هذه العملية القذرة تندرج ضمن سياسة شاملة وهي الاعتداء على الأوقاف الإسلامية في مدينة حيفا'.
وأوضح أنه 'عملياً هنالك مشاريع متعددة الآهداف وتصبّ في الأساس لتصفية الأوقاف ومحوها. ونحن نشير ونؤكد أن قضية الأوقاف هي قضية أرض وهي قضية وطنية من الدرجة الأولى والتي علينا جميعا الالتفاف حولها'.
وقال متوّلي وقف الاستقلال في حيفا، المحامي خالد دغش، لـ'عرب 48': 'نحن نوجّه أصبع الاتهام إلى الجهات المسؤولة التي لها مصلحة بالاستيلاء على المقبرة وتدميرها'.
وأكد أن 'النفق الذي تم الكشف عنه يتوجَّه باتجاه قبر الشهيد عز الدين القسّام، ولذلك نحن نحمّل المسؤولية لأجهزة الأمن الإسرائيلية'.
وتبحث قضيّة مقبرة القسّام، المدفون بها الشّيخ عزّ الدّين القسّام ومئات المسلمين من أهالي البلدة والمنطقة، إثر استصدار مستثمر يهوديّ أمرًا ضدّ لجنة وقف الاستقلال والجرينة في حيفا، التي تشرف على أوقاف المقبرة، وضدّ ما يسمى بـ'سلطة أراضي إسرائيل'، بإخلاء ونبش القبور بغية إقامة مشروع استثماريّ على أرض المقبرة، علمًا أنّ الحكم السّابق بأمر الإخلاء استصدر غيابيًا دون علم لجنة الوقف.
يشار إلى أن وقف حيفا هو ثاني أكبر وقف في فلسطين بعد القدس ويشكّل وقف حيفا ما يعادل ثلث مساحة مدينة حيفا.
اقرأ/ي أيضًا| دعوة عاجلة لزيارة مقبرة القسام ومعاينة جريمة النبش
التعليقات