في أعقاب الجدل المتزايد في مدينة سخنين حول قضية 'سماسرة الأرض' وشبهات بتلاعب بعض المقاولين في مناقصات 'السعر للساكن' في حي الوادي الجديد، التي أثيرت في الآونة الأخيرة، أجرى موقع 'عرب 48'، اليوم الإثنين، مقابلات مع عدد من الناشطين السياسيين والاجتماعيين في المدينة.
وقال الناشط الاجتماعي، خالد عثمان، لـ'عرب 48'، إن 'الأرض كانت وستبقى مركز قضيتنا كمواطنين عرب في الداخل، ولا زالت قضية المسكن جلّ حوارنا ونقاشنا اليومي'.
وأضاف أن 'ما يحدث في الأيام الأخيرة، من تغيير أسهم الحرب وتحويل طاقاتنا من أن توجه نحو السلطة ودائرة أراضي إسرائيل، نوجهها باندفاعية، أحدنا نحو الآخر، ونحشد الجماهير لنصرخ بوجه بعضنا البعض. يجب أن نصرخ بوجه مسبب الأزمة، وما يجري هو درجة أخرى من الانزلاق الثقافيّ وانعدام الصدق في النوايا والمعايير أحيانًا. ما آل إليه أهل بلدي من تراشق للاتهامات الصعبة وتزوير للحقيقة من وراء أسماء مستعارة واستعمال الكلمات المسمومة، انحطاط تربوي وهبوط حاد على سلم الأخلاقيات قد يكون أخطر علينا من أي احتلال مؤسساتي آخر... احتلال العقل والأخلاق، ما زلت متأكدًا أننا جميعًا، أبناء سخنين الغيورين بصدق، من ائتلاف ومعارضة ومؤسسات مجتمع مدنيّ'.
وأكد على ضرورة الوحدة رغم اختلاف انتماءاتنا السياسية وذلك لإيجاد حلٍّ عادل، مشيرا إلى أنه 'يجب أن نقف، دومًا، ضد أولئك الذين يحاولون تسخيرنا لأهداف ضيقة ويثيرون الفتن في سخنين؛ أولئك هم سماسرة الفكر والأدب، علينا طردهم من داخلنا وبسرعة'.
وقال الطالب الجامعي، نضال قسوم، لـ'عرب 48'، إن 'ما يحدث في سخنين هو تطبيق تام لسياسة التهجير للمواطن العربي، أسعار الأراضي الخيالية تدفع المواطن إلى ترك أهله وبلده، الأمر الذي له تأثير سلبي كبير جدا'.
وأضاف أنه 'آن الأوان لوقف هذه المهزلة، يتوجب على كل أهل سخنين الوقوف وقفة رجل واحد في وجه المقاولين والسماسرة الذين يتلاعبون بمصير شباب وشابات هذا البلد الطيّب بهدف جني الأموال الطائلة، يجب ملاحقة السماسرة قضائيًا وإقصاؤهم'.
وأكد أنه 'آن لمسؤولي البلدية، ائتلاف ومعارضة، أنْ يستيقظوا من سباتهم العميق'.
وقالت الناشطة السياسية، عُلا سيد أحمد، لـ'عرب 48'، إن 'بعض المسؤولية تقع على عاتق البلدية واللجنة الشعبية في مناهضة هذه الأعمال، يجب أن نحاول بكل الطرق الممكنة لمكافحة ما يحدث، الوضع يتطلب حشدا جماهيريا، والخروج لتظاهرات من أجل وضع حد لظاهرة سمسرة الأراضي والسماسرة في بلدنا بمشاركة كل القوى الوطنية والسياسية'.
وأكدت أنه 'من المهم أن تجري المناقصات وعملية البيع بشفافية في المستقبل، حيث يكون الجميع من بلدية، لجنة شعبية ومواطنين على اطّلاع على الحيثيات لمنع الوقوع في نفس الخطأ، ولحماية أهل سخنين وأموالهم من السماسرة ومطامعهم'.
وقال الناشط الشبابي، محمد أبو صالح، لـ'عرب 48'، إنه "من الواضح أن أذرع السلطة تسيطر على مسارات ومعاقل تقسيم المناقصات، ولمنع تكرار ظاهرة السمسرة مستقبلا يجب أن نمنع وصول السماسرة إلى الأراضي التي حصلوا عليها بطرق ملتوية، ويجب أن يتم التنسيق مع البلدية واللجنة الشعبية، وإقامة خيمة اعتصام على الأرض التي حصل عليها السمسار ومنعه من الوصول إليها'.
ووجه كلمة للشباب بأنه 'يجب أن نعمل بشكل دوري لاجتثاث هذه الظاهرة، الوضع لم يعد يُحتمل، ويجب استعمال شتى الوسائل لطرد السماسرة وصدهم، لأننا نريد العيش في وطننا الذي لا وطن لنا سواه'.
وقال الناشط السياسي، عمري طربيه، لـ'عرب 48'، إن 'مكافحة السماسرة يجب أن تكون على رأس سلم أولوياتنا. تم فضح القضية منذ أكثر من عام من المعارضة في البلدية، الصحوة اليوم متأخرة قليلا، لكن أن تصحى متأخرا أفضل من أن لا تصحى أبدا. علينا اليوم أن نقوم بخطوات تصعيدية تردع هؤلاء السماسرة وتثنيهم عمّا يقومون به، وبهذا تكون رسالة لكل من تسول له نفسه أن يعبث بمستقبل أبناء هذه المدينة'.
وانتهى طربيه إلى القول "نطلب من الجميع، الالتزام بالخطوات التصعيدية التي أقرتها اللجنة الشعبية، والتظاهر بشكل متواصل، وعدم الانحياز إلى مجموعات أخرى'.
التعليقات