المسلحون يحشدون لمهاجمة سامراء وبعقوبة؛ كيري يتوقع قرارات سريعة للرئيس أوباما

في الوقت الذي يخوض الجيش العراقي اشتباكات مع مسلحين في طريقهم إلى مدينة بعقوبة، ويحشد المسلحون قواتهم للهجوم على سامرا، أكد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن الإدارة الأمريكية ستتخذ قرارا سريعا بشأن العراق.

المسلحون يحشدون لمهاجمة سامراء وبعقوبة؛ كيري يتوقع قرارات سريعة للرئيس أوباما

بغداد: متطوعون شباب يتسلقون شاحنة للجيش العراقي للقتال ضد "داعش" (أ ف ب)

 في الوقت الذي يخوض الجيش العراقي اشتباكات مع مسلحين في طريقهم إلى مدينة بعقوبة، ويحشد المسلحون على محور آخر قواتهم للهجوم على سامراء، أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن الإدارة الأمريكية ستتخذ قرارا سريعا بشأن العراق.

 وقال كيري، اليوم، الجمعة إنه يتوقع أن يتخذ الرئيس باراك أوباما "قرارات سريعة" بشأن العراق بسبب فداحة الموقف، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز". وأضاف كيري للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: "في ضوء فداحة الموقف... أتوقع قرارات سريعة من الرئيس في ما يتعلق بهذا التحدي."

 وفي غضون ذلك، يخوض الجيش العراقي اشتباكات مع مسلحين يحاولون التقدم نحو قضاء المقدادية في طريقهم إلى مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى الواقعة شمال شرق بغداد، وفقا لمصادر أمنية وعسكرية.

وأوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة العراقية وضابط برتبة مقدم في الجيش لوكالة «فرانس برس» أن الجيش يحاول منذ ساعات الصباح الأولى منع المسلحين من دخول القضاء الواقع على بعد 30 كلم من بعقوبة. وأضافت المصادر أن قوات الجيش قامت في وقت سابق بقصف مواقع للمسلحين في ناحيتي جلولاء والسعدية المتنازع عليهما بين بغداد وإقليم كردستان على بعد نحو 50 كلم من المقدادية، بعدما دخلهما هؤلاء المسلحون ليلة أمس الخميس.

وأكد فرات التميمي نائب رئيس مجلس محافظة ديالى في تصريح لـ«فرانس برس» اليوم أن المسلحين خرجوا من الناحيتين، وأن قوات البشمركة الكردية هي التي تسيطر على المنطقتين حاليا.

في هذا الوقت، قال شهود في بعقوبة إن القوات الأمنية والعسكرية أجرت عملية انتشار كثيف في أنحاء متفرقة من المدينة تحسبا لاحتمال وصول المسلحين اليها. ولم تؤكد المصادر الأمنية والعسكرية الجهة التي ينتمي إليها المسلحون في ديالى، لكن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، أقوى التنظيمات الجهادية المسلحة في العراق وسوريا، أعلن على حسابه الخاص بالمحافظة على موقع «تويتر» عن اشتباكات يخوضها في المقدادية.

وبدخولهم إلى محافظة ديالى الواقعة على الحدود مع إيران والمحاذية لبغداد أيضا، يضيف المسلحون محورا ثالثا في مسار زحفهم نحو العاصمة حيث باتوا يتقدمون من محافظة صلاح الدين شمال بغداد فيما تستمر سيطرتهم على مدينة الفلوجة على بعد 60 كلم غرب العاصمة.

وتسود أجواء من التوتر والترقب بغداد منذ بدء الهجوم المباغت للمسلحين يوم الثلاثاء الماضي، حين نجحوا في السيطرة على محافظة نينوى الشمالية، وسط حالة من الصدمة والذهول جراء الإنهيار السريع للقوات الحكومية في نينوى وصلاح الدين.

وتبدو شوارع العاصمة منذ الثلاثاء أقل ازدحاما مما تكون عليه عادة، فيما يفضل بعض أصحاب المحلات البقاء في منازلهم.

وفي محافظة صلاح الدين، حيث يسيطر مسلحو "الدولة الإسلامية" على مدينة تكريت، مركز المحافظة ومعقل الرئيس السابق صدام حسين، قال شهود إن المقاتلين الجهاديين أرسلوا تعزيزات كبيرة الى محيط مدينة سامراء.

وأوضح شهود في قضاء الدور الواقع بين تكريت وسامراء أن "أعدادا لا تحصى من السيارات إلى تحمل المقاتلين توجهت منذ مساء أمس (الخميس) وحتى صباح اليوم نحو محيط سامراء"، في ما يبدو عملية تحشيد قبيل هجوم محتمل على المدينة. وتحوي سامراء مرقد الامامين العسكريين، علي الهادي الامام العاشر وحسن العسكري الامام الحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية، والذي أدى تفجيره عام 2006 الى اندلاع نزاع طائفي قتل فيه الآلاف.

وقال أحد شيوخ عشائر سامراء، مسقط رأس زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، إن المسلحين "طلبوا أمس من القوات الأمنية الخروج من دون قتال ووعدوا بألا يمسوا المقام، وطلبوا من شيوخ العشائر أن يشكلوا قوة تحمي المقام وأهالي المدينة، ولكن القوات الأمنية والعسكرية رفضت ذلك".

صور لمقاتلي "داعش" في العراق وسوريا (أ ف ب)

التعليقات